حقيقة يجب أن يعرفها العكاريون.. هكذا سيكون مطار القليعات عام 2032… طارق مفيد المبيض

في شباط 2017 غصت ساحات منطقة تل حياة العكارية بالخُطب وكلمات الفاعليات الذين جاءوا للمطالبة بافتتاح مطار الشهيد رينيه معوض ـ القليعات بدعوة من الحراك المدني العكاري.

يومها قال مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا للحشود: ″الانتخابات قادمة ولا صوت لاي نائب اذا لم يكن هناك عملٌ حثيث لافتتاح مطار القليعات″.

كلام زكريا جاء بحضور ممثلين عن القوى السياسية في عكار، وفي مقدمتها بطبيعة الحال تيار المستقبل، التيار الذي يتصدر الحياة السياسية في لبنان منذ 26 سنة بترؤسه مجلس الوزراء، والممثل الوحيد لعكار منذ انتخابات 2005 حين حصد جميع مقاعدها النيابية السبعة.

ولكن منذ ذاك المهرجان الاحتفالي خفت صوت المطالبين لسبب لا نعلمه، وعكار نزلت في السادس من أيار وأعطت صوتها من جديد لتيار المستقبل دون حتى أدنى وعد من الرئيس الحريري بافتتاح المطار خلال جولته الانتخابية المكوكية التي حملته الى عكار على مدى عدة أيام، والأنكى من ذلك أن خطوات عدة اتخذتها حكومة الرئيس الحريري قبيل وبعيد الانتخابات تؤكد أنه ليس هناك رائحة لافتتاح مطار القليعات، ليس فقط في المدى المنظور، بل على الأقل حتى نهاية منتصف القرن الجاري (سنة 2050) المطار غير موجود على خارطة مشاريع سدر التي يتحدث عنها الرئيس سعد الحريري باستمرار.

هذه الوقائع تثبتها مقررات مجلس الوزراء، حيث وقعت وزارة الأشغال العامة والنقل، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يوم الخميس 1 أيار، عقوداً استشارية بين المجلس الأعلى للخصخصة وثلاثة استشاريين دوليين: مؤسسة التمويل الدولية، البنك الاوروبي للإعمار والتنمية وشركتي KPMG وSOLON، لمساعدة لبنان تمهيداً لتلزيم مشروع توسعة مطار رفيق الحريري الدولي وإنشاء مبنى ركاب جديد فيه، ومشروع طريق خلدة- نهر إبراهيم أوتوستراد بيروت- العقيبة.

مشروع التوسعة هذا بدأ في كانون الثاني من العام الجاري باجتماع لرئيس الحكومة مع الوزراء المعنيين تمخض عنه وضع البند المتعلق بتوسعة مطار بيروت على جدول أعمال جلسة الحكومة. ووفق المخطط التوجيهي الذي رفعه وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء في 20 كانون الثاني 2017 فانه يُفترض رفع القدرة الاستيعابية للمطار حتى 20 مليون راكب بحلول عام 2032، وهذا يعني بطبيعة الحال أن رئيس الحكومة والوزراء ليس على جدول أفكارهم (وليس أعمالهم فقط) مسألة تشغيل مطار القليعات، لأنهم اختصروا قضية النقل الجوي بمطار بيروت فقط، ولم يجعلوا مطار القليعات جزءاً من مشروعهم لرفع القدرة الاستيعابية للمسافرين من والى الاراضي اللبنانية، وهذا يعني أن مطار رينيه معوض سيبقى على الأقل خلال الثلاثين سنة المقبلة حبيس الحشائش وأسير هواء البحر الذي يُصدئ حدائد مبنى استقبال المسافرين حيث تُعشعش طيور الدوري والعناكب، وكل الوعود والخُطب ذهبت أدراج الرياح!!.

Post Author: SafirAlChamal