ما هي أسباب فشل الدولة في منع بيع وإطلاق المفرقعات النارية؟… عمر ابراهيم

لم تمض ساعات على قرار  محافظ الشمال رمزي نهرا بوقف بيع وإطلاق المفرقعات النارية في شهر رمضان حتى التهبت سماء المدينة ليلا بالمفرقعات على أنواعها، وكأنه اشبه باحتفال بفشل تطبيق القرار المستنسخ من قرارات سابقة، كانت صدرت ولم يتم تنفيذها على النحو الذي يحفظ ارزاق وسلامة المواطنين ولا يفسد عليهم راحتهم في هذا الشهر الفضيل.

يومان مرا على القرار، وما تزال ليالي طرابلس ومناطق اخرى حافلة “بالابتهاجات النارية” وما يزال عداد المتضررين في أرزاقهم وأجسادهم وراحتهم في ازدياد، بعد الحرائق الصغيرة التي كانت اندلعت في بعض احياء المدينة نتيجة المفرقعات، وما يزال ايضا كورنيش الميناء البحري الذي شمله قرار اخر يقضي بمنع سير الدراجات النارية على رصيف المارة، ساحة سباق للدراجات النارية وسط غياب للعناصر الامنية من شرطة بلدية وقوى امن.

لا يختلف اثنان ان قرار منع وبيع المفرقعات، لا يقف عند حدود المحافظ، فهو قرار يجب ان يتخذ من أعلى مرجعية في السلطة ان كان هناك من نية فعلية لضبط هذه الظاهرة السلبية، وكذلك الامر بالنسبة للكورنيش البحري المتنفس الوحيد لأبناء الميناء وطرابلس ومعظم قرى الشمال، والذي تغيب عنه كافة اشكال الأمن والأمان، ما يجعل رواده ليلا في شهر رمضان يشعرون بالقلق والخوف على سلامتهم من الدراجات النارية التي تصول وتجول على الرصيف وتهدد المارة، من أطفال ونساء وشيوخ.

يومان ايضا  على القرار المعمم أصلا  منذ سنوات على كل الدوائر الأمنية، والمصحوب بعدة قرارات تحض المعنيين على مكافحة هذه الظاهرة السلبية، وما يزال المتضررون ينتظرون خطوات عملية، تتخطى الاستعراضات الإعلامية وبيانات “رفع العتب” الى معالجة أصل المشكلة، من خلال وضع ضوابط على تجار المفرقعات تمنعهم من بيعها بطريقة عشوائية وصولا الى تحديد المحلات المرخص لها ان تبيعها وإلزام أصحابها عدم بيع المفرقعات “المضرة أو الخطرة” للأطفال على وجه الخصوص، بدلا من عملية الالتفاف الحاصلة، حيث ما ان يتم تصريف البضاعة من قبل التجار الكبار ووصولها الى الاسواق، حتى يتم الايعاز الى المعنيين بضرورة اصدار القرارات لمنع بيعها، والتي تستهدف التجار الصغار ممن “تورطوا” بشراء هذه البضاعة، ما دفع البعض الى التعليق بالقول “خليهم يصادروا البضاعة من التجار الكبار يلي بيعرفوهم ويمكن شركاء معهم”. 

لكن ما يلفت انتباه البعض ويطرح التساؤلات هو عن علاقة شهر رمضان بالمفرقعات ، وهل هناك من يحاول ربط هذه الظاهرة السلبية بطقوس هذا الشهر الفضيل، حتى بات البعض يعتبر قدوم هذا الشهر يعني قدوم  الإزعاج.

Post Author: SafirAlChamal