بكركي المربكة.. هل تتقاعس أم تدير الظهر؟… مرسال الترس

يروى أحد المعمرين في الطائفة المارونية أنه بعد صراع دامٍ بين بلدتين مارونيتين إمتد لسنوات وأسقط العديد من الضحايا، ذهب أحد الاشخاص الذين يمتازون بخفة الظل للقاء بطريرك الطائفة في تلك الحقبة، فوجد أن البطريرك لا يعطي الاهتمام الكافي لما يحدث من تطورات دراماتيكية في رعيته، ويصب إهتمامه على الشؤون الدينية، فبادره بالقول:″ يا سيدنا، اذا استمر هؤلاء الاخوة في قتال بعضهم حتى الخطوط الحمراء فعلى من ستكون بطريركاً؟″.

العديد من الاوساط المسيحية كانت تأخذ على البطريرك السابق الكاردينال نصرالله صفير أنه لم يعط اثناء توليه السدة البطريركية طوال ربع قرن الجهود الكافية لرأب الصدع بين تيار المرده والقوات اللبنانية التي وقفت وراء مجزرة اهدن. الى أن تسلم البطريرك الكاردينال بشارة الراعي مهامه في العام 2011 فساعدته الظروف لاتمام المهمة التي كانت تبدو في نظر البعض مستحيلة، وذلك بعد أن إتكأ الى تطورين:

الاول إبداء رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية كل استعداد لطي صفحة العداوة حيث عمد الى إسقاط حقه الشخصي في المجزرة باعتباره أحد أكبر المتضررين منها، وانطلاقاً من حرصه الشديد على صيانة المجتمع المسيحي في لبنان كخطوة لأبعاد الاخطار عن الوجود المسيحي في هذا الشرق. والتطور الثاني كان قلق المسيحيين من الهاجس الديموغرافي القائم، وسعيهم للتفتيش عن قانون انتخاب يسمح لهم باختيار نوابهم استعداداً لانتخاب رئيس جمهورية جديد.

وقد تقاطع التطوران حينها مع رغبة البطريرك الراعي الداخل حديثاً الى بكركي في تسجيل خطوة نوعية في العلاقات المسيحية ولاسيما بين المرده والقوات تحت جناح بكركي وسط عاصفة هوجاء اسمها الربيع العربيكانت قد بدأت بـتشليع الدول العربية بدون أفق.

فهل يمكن أن يسلك باسيل وجعجع الطريق الذي اعتمده فرنجيه؟ ويتكرر السيناريو بعد سبع سنوات. وتنجح بكركي مرة جديدة في سحب فتيل الصراعات بين “الاخوة الاعداء”؟، أم إنها ستنأى بنفسها عن الصراعات السياسية، وتكرر دعواتها الخجولة لتحمل الجميع مسؤولياتهم؟

وبانتظار تبيان الخيط الابيض من الاسود يرى المراقبون أن كل الدلائل تشير الى أن امكانية التشبيه غير مطروحة:

لأن باسيل الذي بنى امبراطوريته على حساب القوطبة على كل من يراه عقبة في طريقه، والساعي الى إبتلاع حصص الاحزاب الصغيرة  في الحكومة الجديدة يرفض البحث بالفكرة قبل تشكيل الحكومة حتى لا يكون هناك أي مبرر لـ”رحرحة” القوات حكومياً، فيما هو يفكر ربما بابقائهم خارجاً حتى لا يقاسموا تياره الحصص كما يعدوا انفسهم، في وقت يطالبون فيه بالحصول على حقيبة سيادية!

وأن جعجع الذي بنى أمجاده على إزاحة الآخرين ولو بالقوة، لا يبدو مستعداً كما تشير أجواؤه للدخول في مغامرة جديدة اذا لم تكن مضمونة النتائج، لأنه كما يقول عارفوه سيقدم على المستحيل من أجل عدم تكرار مسرحية اتفاق معراب الذي إنقلب عليه باسيل بعد الانتخابات الرئاسية ووصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا. مع التذكير بأن الاثنين يضعان بعبدا كهدف نهائي ليس ببعيد. ولذلك تبدو بكركي مربكة لأن البعض يتهمها بالتقاعس وإدارة الظهر. في حين يبدو فرنجيه متفرجاً ومطمئناً الى أن كل الغيوم ستُمطر بالنهاية في خراجه.

مواضيع ذات صلة:

  1. ما هو سقف التوتر بين باسيل وجعجع؟… مرسال الترس

  2. كيف سيخرج الموارنة من المعارك الانتخابية؟… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal