كرامي لـ″سفير الشّمال″: أمامنا ″معارك″ وطنية كبيرة… عبد الكافي الصمد

لا يُخفي رئيس تيار الكرامة النائب المنتخب فيصل كرامي إحساسه بحجم المسؤولية الكبيرة المترتبة عليه بعدما استطاع إعادة ملء مقعد الرئيس الراحل عمر كرامي، بعد مرور 13 عاماً على غياب عائلته عنه، معتبراً أن ″هذه المسؤولية تحتم علينا العمل بلا كلل، ولا تجعل أحدنا ينام للحفاظ على الأمانة″.

هذا ″الإحساس الذي يحمل مزيجاً من عبء المسؤولية والفخر والفرح بالنجاح″، وفق كرامي، يوضحه في حديث لـ″سفير الشمال″ بقوله إنه ″ليس سهلاً أن تعيد مقعداً نيابياً ملأه عبد الحميد كرامي ورشيد كرامي وعمر كرامي، لكننا في النهاية أبناء مدرسة واحدة خرجت أجيالاً متعاقبة، ومع أنه لكل منا أسلوبه إلا أن النّهج مستمر″.

لا يتردد كرامي في ″شكر أهالي طرابلس على دعمهم لنا، لأنه لولاهم لما حققنا النجاح الذي تُرجم في الإنتخابات، وعلى صمودهم معنا، وصبرهم وإصرارهم القوي بالحفاظ على ثوابتنا التاريخية. فما تعرضوا له لم يكن سهلاً أبداً، من السلطة والأجهزة والمال، وأنا لمست ذلك جيداً لأنني كنت معهم في الشارع″.

ويؤكد الأفندي أنه لم يكن عندي شك أنهم كانوا يراهنون على سقوطنا في الإنتخابات، خصوصاً بعدما سرقوا شعبيتنا التاريخية، وادعائهم أن البلوك التاريخي الذي يؤيد آل كرامي قد تآكل، ولكن الإنتخابات دحضت كلامهم، لأنني بنيت إلى جانب بلوك آل كرامي التاريخي شعبية أخرى على أطرافه لم ينتبهوا إليها، تتمثل في عنصر الشباب الذي تواصلت معه أيام تسلمت وزارة الشباب والرياضة، وما زلت حتى اليوم، إضافة إلى العنصر النسائي وتعاطف عائلات طرابلسية معنا وتمسكهم ببيت سياسي يعني الكثير لهم.

لا ينفي كرامي أن قانون الإنتخابات النسبي أنصفنا، لأن ثلث مدينة طرابلس معنا، سواء في الشخصي أو في الخيارات السياسية، ولم يكن عندي شكّ أنني ألقى تأييداً في المدينة أفتخر به، برغم ما واجهناه من قوى السلطة والأجهزة والمال، وهذا أمر يرتب علينا مسؤوليات سنكون “قدها، فأنا أيام تسلمت وزارة الشباب والرياضة، وهي وزارة هامشية وثانوية، حققت إنجازات، وقادرون بإذن الله على تحقيق إنجازات أخرى، وأن نحقق تطلعات الطرابلسيين والشماليين على اختلافهم، برغم أن أمامنا معارك وطنية كبيرة في المرحلة المقبلة.

ويعترف كرامي، الذي فاز وحليفه في الضنية النائب المنتخب جهاد الصمد عن لائحة الكرامة الوطنية، أن ما نلناه في دائرة الشمال الثانية، طرابلس والمنية ـ الضنية، ليس هيّناً ولا عادياً، وترجم حضورنا القوي بين أهلنا وناسنا، مؤكداً أن ما حكيناه ودعونا إليه لإنصاف طرابلس والشمال سنناضل من أجل تحقيقه، لأن الدولة كما تبين لنا لا تريد طرابلس، ولا أن تهتم بها إنمائياً وإجتماعياً.

وحول التكتل النيابي الذي يحكى عن جهود ومساعي لتشكيله بالتعاون مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي يضم نواب تيار المردة وكرامي والصمد وآخرين، يوضح كرامي أن التقارب مع فرنجية موجود قبل الإنتخابات وأثنائها وبعدها، وهو تقارب موجود طوال العمر، ونحن متفقون معه كلياً في الخطوط العريضة، لكن فكرة التكتل لم تتبلور بعد نهائياً، بانتظار وضع اللمسات الأخيرة عليها من هنا وحتى يوم غد السبت، ولم يحسم شكل التكتل هل سيكون شمالياً أم وطنياً.

وكشف كرامي أنه يؤيد تشكيل جبهة وطنية على غرار تلك التي جمعت الرئيسين سليمان فرنجية ورشيد كرامي، مع الحفاظ على خصوصية كل منّا في منطقته، إلا أنه أكد بالمقابل على ضرورة أخذ موقف الرئيس نجيب ميقاتي بعين الإعتبار لأن التعاون والتقارب معه ضروري.

وعن إذا كانت نتائج الإنتخابات قد أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح لناحية التمثيل بعد الخلل الكبير الذي تركته إنتخابات 2005 و2009، أكد كرامي ذلك، لكنه أوضح إننا ننتظر نتائج الطعن الذي تقدم به الحاج طه ناجي (رئيس فرع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشمال وعضو لائحة الكرامة الوطنية) فإذا تمّ تصحيح الخلل، واعتبار ناجي ناجحاً، عندها يمكن القول إن الأمور قد عادت إلى نصابها الصحيح.

وفي هذا السياق يرى كرامي أن الإنتخابات أكدت أنه لم يعد هناك حصرية سنّية سياسية، نيابياً ووزارياً، وهذا الكلام لحلفائنا قبل خصومنا، لأنه بات بعد الإنتخابات حسابات جديدة وكلام آخر.

Post Author: SafirAlChamal