جامعة البلمند تستذكر الأب جورج مسوح: بنى جسورا من الثقافة والعلم

نظّم مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات وكلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة البلمند، ندوة بعنوان: “الأب جورج مسّوح  شهادات ومسيرة حياة”، شارك فيها الدكتور الياس الحلبي، المدير المشارك لمركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات، والأب بورفيريوس جورجي، عميد كلية اللاهوت في جامعة البلمند، والدكتور شربل داغر، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها، والدكتورة مارلين كنعان، أستاذة محاضرة في جامعة البلمند، في قاعة المحاضرات في مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات.

وكانت لعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور جورج دورليان كلمة الافتتاح قال فيها: إن المحاور الأصيل في شؤون العلاقات الاسلامية المسيحية الأب مسّوح، ترك بصمة في حياة الكلية وفي روح الطلاب وفي ذاكرة الأساتذة.

بدورها، تحدثت الدكتورة كنعان عن الأب مسّوح رجل العلم والايمان، فقالت أن “إيمانه بضرورة الاختلاف هو الحبل السرّي الذي ربطه بالآخر، واستذكرته عندما التحق بجامعة البلمند ليدرّس في برنامج الثقافات والحضارات، جامعًا ثنائية العقل والايمان بحسّه الأكاديمي واللاهوتي. كما أشارت إلى أن الأب مسّوح خطّ زاويته الأسبوعية في جريدة النهار مقالات حاربت الجهل والتجاهل، مدافعًا عن الانسان وقيم الحوار والسلام وقيم النهضة الروحية.

كما تحدّث الدكتور داغر، فقال أن الأب مسّوح خرج من التأويل الوعظي. فخطابه وإن كانت ركيزته دينية، لاهوتية، فإنه يتوجّه وفق مقاصد أخرى وهي التأثير في الجمهور. فاتخذ الأب مسّوح من خلال كتاباته وعظاته مواقف من قضايا واسعة لا يشملها الكاهن في عظته عادة، ولا الباحث في بحوثه. وتطرّق داغر إلى كتاب الأب مسّوح : “الآن وهنا”، الذي اتخذ فيه مواقفًا تأثرت وتفاعلت مع مستجدات أوضاع المسيحيين في العالم العربي. كما أشار إلى أنه كان للأب الراحل الكثير من المواقف في القضايا العروبية، وتفاعل مع الارث الاسلامي. وختم قائلًا بأن مسّوح ربط كتاباته بالانسانية التي تأخذ من المسيحية جوهرها بأن الله محبة.

وفي كلمته، تحدث الأب جورجي عن الأب مسّوح الذي بنى جسورًا من الثقافة والعلم مع المفكرين والباحثين المسلمين ودارسي الاسلام، لكنه عاش في ألم وذلك بسبب صعود الأصوليات وتفشيها. كما أشار إلى أن مسّوح أحبّ تقليد الكنيسة بالمعنى اللاهوتي الديناميكي، اذ تتلمذ على يد أبيه الروحي المطران جورج خضر.  

أما الدكتور الحلبي،  فوصف الأب مسّوح الذي قارب الحوار برصانة الباحث والمتأمل لأنه أراد أن يستبق الخيرات كما عنون كتابه. وتحدث عن ملامح الشخصية الحوارية للأب مسّوح الذي جسّد الصورة الثالوثية للحوار أي شهادة إيمان وشهادة حق وشهادة حياة وأن الرابط بين هذه الأوجه الثلات ومحركها هو الحب. فأشار إلى أن الأب مسوح قد أدرك أن مسيرة الحوار هي حج الى ملاقاة وجه الله في أي آخر وضعه الله في طريقنا وهو طواف لأنه مسار يبدأ بالحوار حول الدين والايمان ويمتد ليطال مناهضة التعصب وكل أشكال الظلم والعنف باسم الدين. 

Post Author: SafirAlChamal