طرابلس تستقبل شهر الخير … من يراقب الأسعار؟… روعة الرفاعي

ramadan sale 2

طرابلس ″أم الفقير″ والعبرة المرجوة من شهر رمضان المبارك ليس الصيام عن الأكل والشراب، وانما الشعور بالفقير وتعويد النفس على هذه الخصال، لكن اعتاد المواطن ومع بدايات الشهر الفضيل على غلاء في الأسعار يطال كل الحاجات الضرورية من اللحوم والمواد الغذائية والخضار، فكيف تبدو الأسعار في الأسواق الداخلية والتي تضج بالبائعين: هنا ملحمة وهناك محلات لبيع المواد الغذائية ″سمانة″ بالمصطلح العامي الدارج، اضافة الى بائعي الخضار والفواكه، الكل بات مستعداً لاستقبال ″شهر الخير″، لكن يبقى الخوف من ارتفاع الأسعار ″سيد الموقف″ خصوصا مع العشر الأوائل لشهر رمضان، حيث يكثر الطلب على البضائع مما يجيز للتجار انتهاز الفرصة بوضع “تسعيرة مرتفعة” في ظل الغياب الكامل لمصلحة حماية المستهلك، والتي يشير مصدر مطلع فيها الى ان ″المراقبين بدأوا حملات المراقبة منذ فترة ويومياً يزورون الأسواق للاطلاع على الأسعار والتي ستبقى على ما هي عليه، ولا أعتقد أن لدى المواطن أي شكوى بهذا الخصوص، كما انه لا يمكن لأي جهة كانت ومهما علا شأنها أن تتلاعب بالأسعار″، لكن في المقابل يشير أصحاب المحلات الى انعدام الرقابة على تجار الجملة الذين يتحكمون بالأسعار على هواهم كونهم يعملون من دون حسيب أو رقيب.

الملاحم

اللحومات تعد من الوجبات الغذائية الملحة في شهر رمضان، ويقول صاحب ملحمة العثمان: سنوياً ترتفع الأسعار نظراً للطلب الكبير عليها وهذا أمر طبيعي، والمواطن لم يعد ليستغرب الموضوع وبمجرد مرور عشرة أيام من الشهر الفضيل تعود الأسعار الى ما كانت عليه، خصوصا أن أصحاب الملاحم يسعون الى بيع بضائعهم كي لا تتلف حتى وان كانت بأسعار منخفضة لاسيما بعد حصولهم على أرباح كبيرة مع بدايات الشهر الكريم.

المواذ الغذائية

أما فيما خص محلات السمانة فالقضية مختلفة وعنها يقول أحد أصحاب السوبرماركت: طبعاً الحاجة كبيرة للمواد الغذائية والاقبال شديد عليها، لكن هناك انعدام للرقابة على تجار الجملة، الذين يؤمنون الدعم اللازم لأنفسهم بحيث لا يمكننا مقاضاتهم، وحده المواطن الفقير يدفع الثمن باهظاً.

ورداً على سؤال يقول: لا رقابة ولا من يحزنون ولا من جهة تحاسب التجار الكبار، نحن ليس بمقدورنا فرض أي تسعيرة، ولكن وبمجرد استلامنا للبضائع بأسعار مرتفعة فانه من الضروري بيعها وفق ما هو مفروض علينا اضافة الى أرباحنا، على كل حال المواطن اعتاد على التلاعب بالأسعار مع بداية شهر رمضان ولذا لم نعد نرى من يحتج أو يعترض.

خضار وفواكه

أحد بائعي الخضار لا سيما أغراض التبولة والفتوش يقول: مع بداية الشهر الكريم ترتفع الأسعار ومن ثم تعود الى طبيعتها، وهذا بسبب العرض والطلب، طبعاً الأوضاع الاقتصادية الصعبة لا تسمح لنا بفرض أسعار مرتفعة والا لبقيت البضائع لدينا، من هنا فاننا نشعر مع الزبائن ومع أنفسنا كوننا لا نملك السيولة، رمضان شهر الخير ونحن لا نتمنى سوى الخير للجميع خاصة واننا في أسواق شعبية عليها أن تؤمن احتياجات المواطنين على اختلاف أوضاعهم الاقتصادية.

وعن وجود المراقبين يقول: لا وجود لهم على الاطلاق، ولا هناك من يهتم بنا أو بالفقير، التجار يتلاعبون بالأسعار وفق أهوائهم في ظل الغياب الكلي للرقابة، والتي نتمناها على صعيد تجار الجملة وليس التاجر البسيط.

المواطنون

تقول المواطنة باسمة: حتى الساعة الأسعار مقبولة، وأعتقد بأنها اذا ما ارتفعت فانها لن تشكل ضغطاً كبيراً علينا، لكن نتمنى أن لا يتحكم بنا التجار كوننا بحاجة لشراء كل ما يلزم من المنتوجات.

وتضيف: “القضية تتركز عند المواد الغذائية حيث ترتفع اسعار السكر والأرز والسمنة والزيت وهذه ضروريات وتحتاج للرقابة الشديدة لكن لا أعتقد بأن هناك من يهتم”.

ويرى المواطن بلال أن شهر رمضان شهر الخير ونحن لا نأمل الا الخير بمجيئه، طبعاً الأسعار ترتفع في بداياته ومن ثم تعود الى طبيعتها، لكن السؤال المطروح، هل ان طبيعتها تفيد الفقير؟، طبعاً هناك من لا يقدر على شراء وقية لحمة وشهر رمضان يراد من ورائه الشعور بالفقير، لذا نناشد الجميع الوقوف على حقيقة أوضاع الشعب الفقير من خلال زيارته في منازله المتواضعة داخل الأحياء الشعبية.

ويقول المواطن أحمد: منذ الصباح وأنا أتجول في الأسواق لشراء الحاجيات الضرورية لشهر رمضان المبارك، من دون أن أشاهد أي فريق من لجنة حماية المستهلك، أو أي مراقب من وزارة الاقتصاد، في وقت الجميع يلمس فيه إرتفاع غير مبرر في الأسعار، فالى متى سيستمر إستغلال الشعب الفقير؟، وأين المراقبين الذين يتحدثون عنهم؟.

Post Author: SafirAlChamal