من هي المتسولة الميلونيرة.. فاطمة؟… عمر ابراهيم

سبعة اشهر فترة زمنية فاصلة بين محطتين مهمتين في حياة المتسولة فاطمة عثمان، التي عثر عليها جثة هامدة أمس وبحوزتها اكثر من مليون دولار اميركي في حسابها المصرفي، فضلا عن خمسة ملايين ليرة لبنانية كانت تحملهم معها.

فاطمة في العقد الخامس من العمر، كانت أطلت على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام في صورة نادرة قبل نحو سبعة اشهر، حيث كانت سببا في ترقية احد عناصر الجيش الذي ظهر وهو يقوم بتقديم شربة ماء لها وهي جالسة على قطعة خشبية تتسول، حيث جرى تكريمه من قيادته على اخلاقه ومناقبيته وانسانيته.

حينها لم يعرف احد شيئا عن حياة فاطمة ولا حتى اسمها، قبل ان تفجر هذه السيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة مفاجأة من العيار الثقيل، أفرحت ذويها واحزنت بعضا آخر، خصوصا ممن كانوا يشفقون عليها في شوارع العاصمة بيروت حيث كانت تتسول وتنام ليلا في سيارة “انقاض”.

لكن مع وفاتها في ظروف طبيعية تكشفت تفاصيل كثيرة عن حياة هذه المرأة، وربما اهمها هو ثروتها التي كانت تحتفظ بها سرا عن عائلتها وعارفيها، ما دفع افراد العائلة الى التحضير لتكليف محام يقوم بحصر الارث لمعرفة كل ثروتها وان كان هناك من اموال غير معروفة كانت استطاعت ان تدخرها.

فاطمة المتحدرة من بلدة عين الذهب في عكار، هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولها سبعة اشقاء شقيقان وخمس شقيقات، وكانت تتردد على والدتها في البلدة لتفقد احوالها ثم تعود لعملها في بيروت كمتسولة، من دون ان يسبب ذلك إحراجا لاحد من أفراد هذه العائلة الذين ربما يكونوا أصيبوا بالحزن والفرح في نفس الوقت على ما تركته لهم شقيقتهم التي تم دفنها في البلدة وسط ذهول كل عارفيها.

بعد التدقيق تبين أن فاطمة كانت تملك ثلاثة حسابات مصرفية، بقيمة مليار و774 مليون ليرة لبنانية، كانت تعود كل فترة الى طرابلس لتضع ما تجنيه من اموال في حسابها، لكن اخر غلة مالية جمعتها وهي خمسة ملايين لم يكتب لها ان تضعها في الحساب بعد ان داهمها الموت اثر نوبة قلبية، لتوقف قلوب متابعي مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من المحتاجين الذين ربما تكون فاطمة سببا في اثارة الشبهات حولهم، لا سيما ان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تباينت وجهات نظرهم بين من صب جام غضبه على المستولين وبين من طلب عدم التعميم والنظر كل متسول على انه فاطمة.

Post Author: SafirAlChamal