ماذا كان ينتظر المتضامنون مع فلسطين من السيد نصر الله؟… عمر ابراهيم

لولا بعض البيانات الخجولة التي صدرت في لبنان استنكارا للدماء التي تسيل في غزة، لظن البعض ان ما يجري في فلسطين هو في كوكب آخر، وان هذه القضية التي لطالما كانت في صلب اهتمامات الغالبية من اللبنانيين قد طمست مع مرور الزمن وتبدلت الاولويات لدى الكثيرين.

ليس الشارع اللبناني المتضامن مع القضية الفلسطينية وحده الذي تعاطى ببرودة اعصاب لدرجة اللامبالاة مع صور الشهداء التي كانت تتناقلها وسائل الاعلام، فالامر انسحب ايضا على ابناء المخيمات، بعدما اكتفى سكانها بأضعف الإيمان، فلجأوا الى الدعاء ومتابعة الأحداث خلف شاشات التلفزة، فغابت عن الشوارع ردات الفعل الغاضبة من مسيرات واعتصامات كما جرت العادة مع هكذا أحداث، حيث كانت ذكرى النكبة وحدها تشهد عدة نشاطات وكان متوقعا ان تتضاعف مع التحضير لنقل السفارة الأميركية الى القدس، ومع ما رافق هذا اليوم الفلسطيني من تطورات ميدانية افضت الى سقوط مئات الشهداء والجرحى.

لم يكن اكثر المتشائمين في لبنان من تراجع الحماسة مع القضية الفلسطينية يعتقد ولو للحظة واحدة ان استشهاد العشرات في نقل مباشر عبر وسائل الاعلام، سيتم التعاطي معه بهذه البرودة في الشارعين اللبناني والفلسطيني، ولا ان تقف البيانات عند حدود الاستنكار، حتى ممن كان يعول عليهم في هكذا ملمات حزب الله، حيث جاءت اطلالة السيد حسن نصر الله الإعلامية بعد ان انتظرها الكثيرون وراهنوا على مواقف صارمة فيها، اقل من المتوقع، وربما كان البعض ينتظر موقفا يتخطى فيه السيد كل الخطوط الحمر والمحاذير المحلية والإقليمية والدولية.

وبعيدا عن التحليلات السياسية التي قد تعطي مبررات للبنان الرسمي او للسيد نصرالله وقوى الممانعة، فان ما لا يمكن تبريره هو في كيفية التعاطي الشعبي مع هذه المجازر والتي يمكن اعتبارها انها اشبه بتدجين على غرار بقية الشعوب العربية.

فلبنان الذي كان ينتفض في معظم مدنه ومعه المخيمات مع اصغر حدث في فلسطين، عجزت امس وسائل الاعلام المحلية والدولية في التقاط صورة لمسيرة او ردات فعل غاضبة، باستثناء بعض التحركات التي يكاد من يقيم في محيطها لم يشعر بوجودها.

وَمِمَّا اثار حفيظة البعض هو غياب المبادرات الفردية وحالة الاستكانة التي وصل اليها المدافعون عن القضية الفلسطينية، وهو وفق متابعين اخطر ما يمكن ان يكون قد اصاب الشعب اللبناني الذي بات ينتظر من يحركه كما كانت تجري العادة مع تطورات سوريا، حيث كان البعض يتحرك بايعاز، ” فهل تم تدجين الشعب اللبناني ومعه ابناء المخيمات؟، يتساءل بعض المتابعين.

وعلقت مصادر فلسطينية على الامر بالقول: إنها من المرات النادرة التي تمر فيها ذكرى النكبة بهذه الطريقة، لا سيما اننا امام حدث مهم يتعلق بمستقبل فضيتنا ومصير القدس.

وسخرت هذه المصادر من مسيرة الجنوب اليوم الى مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة، معتبرة انها ″سيران سياسي″.

Post Author: SafirAlChamal