نقولا نحاس أمام مهمتين: تثبيت المسيحيين وتفعيل إقتصاد طرابلس… غسان ريفي

قبل 96 عاما أي في العام 1922 دخل يعقوب نحاس الى المجلس النيابي ممثلا عن طائفة الروم الأرثوذكس في طرابلس، ثم تلاه جبران نحاس الذي فاز في عدة دورات إنتخابية، قبل أن يتنقل المقعد الأرثوذكسي بين عائلات البرط (النائب فؤاد البرط) فاضل (موريس فاضل)  حبيب (سليم حبيب) ثم فاضل (الأب والابن موريس وروبير).

اليوم يسترجع الوزير السابق نقولا نحاس المقعد النيابي بعد أكثر من تسعة عقود، ويعيده الى عائلة نحاس الضاربة في عمق تاريخ طرابلس الأرثوذكسي منذ 600 عام، وذلك في مهمة شاقة متعددة الأوجه، وتختلف عن مهمات كل النواب الأرثوذكس الذين سبقوه، تبدأ بتثبيت الحضور المسيحي عموما في طرابلس وإعادة الدور الأرثوذكسي الفاعل فيها، وصولا الى إيجاد وظيفة إقتصادية للمدينة تساهم في النهوض بها وبمرافقها وبأهلها.

ليس خافيا على أحد أن الوضع المسيحي في طرابلس لا يبشر بالخير، وأن الحضور المسيحي في تراجع مستمر بفعل غياب القيادتين الدينية والسياسية، والاحباط الذي يسيطر على كثير من الشباب الذين يشعرون بالتهميش نتيجة واقعهم وغياب فرص العمل والانتاج ما يضطرهم مع عائلاتهم إما الى الهجرة الداخلية باتجاه مناطق لبنانية أخرى ذات أغلبية مسيحية، أو الى هجرة خارجية باتجاه دول العالم لتأمين مستقبلهم، الأمر الذي يجعل الوجود المسيحي في طرابلس ثانوي وغير مؤثر وقد ظهر ذلك جليا في الانتخابات النيابية حيث كانت المشاركة المسيحية خجولة جدا، مقارنة مع عدد الناخبين المسيحيين الذين يتواجد أكثرهم خارج المدينة أو خارج لبنان.

لا شك في أن إنتخاب نقولا نحاس نائبا عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس من المفترض أن يساهم في تفعيل الحضور المسيحي في المدينة، خصوصا أن نحاس هو من نسيج العائلات الأرثوذكسية التي أظهرت نتائج الانتخابات بأنها تلتف حوله وتدعمه وتقف الى جانبه، كما أن نحاس يبدي حماسة منقطعة النظير للعمل من أجل تثبيت المسيحيين في المدينة مع إمتدادها الاستراتيجي في المنية والضنية، وتنشيط دورهم على كل صعيد، من خلال إيجاد سند سياسي لهم قادر على خدمتهم وتحقيق تطلعاتهم، بما يؤكد تنوع وإنفتاح هذه المنطقة التي لطالما كان الحضور الأرثوذكسي فيها فاعلا.

″عزمنا أن ننجز″ كان شعار الحملة الانتخابية للنائب نقولا نحاس الذي يشكل اليوم ″الذراع الاقتصادي″ للرئيس نجيب ميقاتي لما يملكه من رؤية إقتصادية وفكر إنمائي من شأنهما أن يساهما في السعي لايجاد وظيفة جديدة للعاصمة الثانية يصار من خلالها الى تنشيط مرافقها والاستفادة من كل ما تختزنه من قدرات وإمكانات على كل صعيد.

يستطيع نقولا نحاس أن يلعب دورا كبيرا كنائب عن طرابلس، فالرجل الذي شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، متواضع يعمل بهدوء، يحب مدينته ويعي حاجاتها، ويمتلك أفكارا تطويرية عدة، وهو اليوم يضع في سلم أولوياته عناوين عريضة يلتزم مع نفسه قبل إلتزامه مع أبناء المدينة بالعمل عليها وتحقيق نتائج إيجابية من خلالها، وأبرزها ″تفعيل الدور المسيحي والأرثوذكسي بشكل خاص، إنعاش طرابلس إقتصاديا، تحسين صورة المدينة وإنفتاحها على محيطها وإعادتها عاصمة لبنان الثانية وعاصمة حقيقية للشمال، التواصل مع المجتمع الأهلي والمدني، وضع حد للبطالة، تفعيل مرافق المدينة″، كما لا ينسى نحاس دور طرابلس على المستوى الوطني كهدف أساسي لتكون المدينة فاعلة وحاضرة بالسياسة كما في الاقتصاد كما في الثقافة وغيرها من المجالات.

يتطلع نقولا نحاس أن تبقى طرابلس مدينة للعيش الواحد، لذلك يضع نصب عينيه إعادة بعض أبنائها الذين غادروها إليها لا سيما من المسيحيين، وهو يعتبر أن إنتخابه نائبا عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس يحمله مسؤوليات جسيمة، خصوصا أن هذا المراكز يحتاج اليوم أكثر من أي يوم مضى إلى متابعة ودراية عبر التواصل مع الناس والتفاعل مع أبناء الرعية والاستماع إلى مشاكلهم واحتياجاتهم بغية أن تأخذ المدينة حقها وتعود للعب دورها الأساسي.

Post Author: SafirAlChamal