طرابلس التي أعطتني… يحيى مولود

لم يتخيل متطلع على الواقع السياسي في طرابلس أن أحصل على أكثر من عشرات الأصوات المتفرقة بحسب القرابة أو الصداقة العائلية.. وكنت أخوض معركتي بلغة الفائز… بمفاهيمي الخاصة للعمل السياسي المباشر من دون أقنعة أو مهادنة..

تعرضت لأقصى أنواع التشهير والتضليل في أصعب فترات المعركة الانتخابية رغم أني التزمت الصمت الإنتخابي قبل يومين من حينه لظروف عائلية..

كل هذا وبقيت أسمع أسمي يتردد بين الناس وأمام صناديق الإقتراع.. حتى من من لا أعرفهم!

كم فرحت بشباب وشابات عبروا عن تأييديهم العفوي كلما شاهدوني في مركز أو في الطريق.. وأكثر من الذين أتوا من بيروت وكل أنحاء لبنان ليصوتوا لي..

لم أكن وحيداً، وجدت حولي عشرات الشباب والصبايا يركضون أكثر مني يومي السبت والأحد لنيل أكبر عدد من الأصوات..

لم يستسلموا للنتائج بل بقوا حتى الصباح يترقبون ويراقبون لجان الفرز.. وخبثها..

أغدقتني طرابلس بحبها..

أثبتت أنها متجددة وتحب التجدد.. برغم الرجعيين والسلبيين الذين يسلبون قرارها.. بعنجهية واستعلاء..

أثبتت طرابلس أنها مدينة تخبئ في قلبها الكثير من الأمل.. والرجاء بغدٍ أنقى..

هي هذه المدينة المتروكة منذ قيامة لبنان الكبير وما زالت تؤمن بالدولة.. بأكاذيب السلطوين- يا لسخرية القدر!

أعطتني طرابلس شرف المحاولة.. ولم تشنقني على بابها لاختلافٍ بالرؤية أو الموقف.. كما كان يخيل للبعض!

طرابلس هي مدينتي التي أحب..

هي التي تختصر بالنسبة لي لبنان كله…

فكلما عدت من سفرٍ لا أشعر أني وصلت للوطن إلا عند عبور جسر البالما..

حينما أرى مينائي تطل بسحرها وحبي الطفولي الغريزي.. مينائي التي لا تفرق بين طوائف أبنائها، التي أعطتني حباً عفوياً في صندوق الإقتراع.. وعلمتني درساً جديداً في الحب الفطري المفتوح على الأفق..

لن أخذل أحلام الذين ما زالوا يتواصلوا معي.. ولا الذين صلوا لأجلي..

لن أترك الذين أجبروا على التصويت لغيري لحاجةٍ أو ضغط.. وكثرُ أعرفهم…

سأحاول في كل مرة كسر سلطة الأمر الواقع.. ولن أقع فريسة مغريات الكرسي..

حان الوقت لنقف بوجههم…

الإنتخابات كانت وجه من أوجه التعبير ولكن المواجهة تستمر..

بكل يوم وبكل قضية..

لم أمت كما تمنيتم بتجربتي الأولى..

ولدت أقوى!

جميل قدر الأسماء أحياناً.. تحمينا ونحملها:

ليحيا الوطن.. مولود مثلكم سأبقى لنكمل الطريق…

Post Author: SafirAlChamal