كبارة: الاخلال بالتوازن الوطني يؤدي الى عودة التوتر السياسي

نبّه وزير العمل النائب المنتخب محمد كبارة الى أن أي محاولة للاخلال بالتوازن الوطني، سيؤدي الى عودة التوتر السياسي الذي لا يمكننا تحمل تبعاته، مشيراً الى أن سياسة الابتزاز ورسائل الدراجات النارية لن تنفع في فرض الشروط علينا.

كلام الوزير كبارة جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مكتبه بطرابلس وقال: “أود بداية أن أنحني احتراماً وتحية لأهلي في طرابلس الذين منحوني هذه الثقة العالية والغالية، وهذا ليس غريباً عليهم، فأبناء طرابلس هم أهل الوفاء.

مجدداً، كانت طرابلس عند حسن الظنّ بها، لم يتأثّر الطرابلسيون بالضغوط والإغراءات، ولا بالشائعات والشعارات، ولا بالأقاويل.. فاقترعوا بحسب قناعاتهم، وأثبتوا أن طرابلس هي المدينة الأكثر حيوية ونضوجاً وتنوّعاً، وهذا ما يزيدنا احتراماً لخيارات الناس الصادقين، سواء الذين منحوني ثقتهم على مدى 26 سنة، أو الذين انتخبوا لمرشّحين آخرين في لائحتنا أو اللوائح المنافسة، وحتى أولئك الذين أصروا على ممارسة حقهم الديموقراطي بالانكفاء أو بالورقة البيضاء، فهؤلاء بعثوا للسياسيين برسالتهم، ونحن نحترم موقفهم، ويجب علينا أن نتحاور معهم ونسمع موقفهم حتى لا تبقى هذه الهوّة بين السياسيين وبين المعترضين”.

وتابع:”انتهت الانتخابات وحواضرها وبياناتها وخطاباتها ومنافساتها.. أما بالنسبة لي، فإن علاقتي بأهلي في طرابلس ليست موسمية عند كل انتخابات. خدمة طرابلس وناسها الطيبين، لم ترتبط يوماً بموسم. موسم العمل، بالنسبة لي، مدته 365 يوماً في السنة. هكذا كنت على مدى 26 سنة، وهكذا سأبقى أنا وفريق العمل الذي أوجّه له شكراً خاصا على جهودهم وتضحياتهم والتزامهم، وهذا هو النهج الذي تلتزم به عائلتي الكبرى وعائلتي الصغرى وابني كريم”.

وأضاف:”نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، مرحلة ترتسم فيها صورة لبنان لمدة أربع سنوات، وقد بدأت تتوضّح معالم الفرز السياسي والعناوين السياسية للمرحلة المقبلة. هناك انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونائب الرئيس واللجان النيابية، وهناك الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، ثم مرحلة تشكيل الحكومة العتيدة.

نحن الآن نراقب ما يجري من محاولات القوى السياسية لرفع السقوف السياسية بهدف تحسين شروطها في تركيبة السلطة المقبلة، خصوصاً في الحكومة الجديدة.

وهنا ننبّه الجميع أن أي محاولة للإخلال بالتوازن الوطني، ستؤدّي إلى عودة التوتّر السياسي الذي لا يستطيع لبنان تحمّل تبعاته في هذه المرحلة. فسياسة الابتزاز ورسائل الدراجات النارية لن تنفع في فرض شروط علينا. هناك خطّ أحمر كبير جداً يجب على الجميع أن يعرفوا أننا لن نسمح بتجاوزه.

لا نريد الانجرار إلى سياسة الرسائل المباشرة وغير المباشرة. نحن واضحون في ما نقول وموقفنا حاسم وحازم.”

وقال: “لذلك، فإننا ندعو إلى الالتزام بمضمون التسوية القائمة في الحكومة الحالية، والتعامل مع نتائج الانتخابات النيابية بموضوعية وهدوء، وأن لا يشعر أي فريق بفائض قوة يريد صرفه في السياسة من حساب الآخرين.

هناك ثوابت، وهناك سقوف، وهناك توازنات، وهناك وقائع. المطلوب هو عدم القفز فوق هذه الضوابط لمحاولة فرض توازنات جديدة.”

وختم: “لقد كشفت هذه الانتخابات حجم الخلل في تقديمات الدولة لمدينة طرابلس. هذه المدينة الصابرة على الإهمال والظلم، ونحن نراهن اليوم على أن تحصل طرابلس على حقوقها في مشاريع مؤتمر باريس 4، لإنقاذها من حالة الركود الذي تعيشه على جميع المستويات.

مجدداً أتوجّه بالشكر إلى أهلنا في طرابلس على ثقتهم الغالية، وكما كنت معهم دائماً قبل الانتخابات وخلال الانتخابات ومن دون انتخابات، سأبقى إلى جانبهم دوماً، هذا وعدي، وهذا عهدي، لأن الثقة التي منحني إياها الناس هي أقوى صوت تفضيلي، ولذلك سأبقى صوتهم العالي”.

Post Author: SafirAlChamal