ريفي باق.. هل يخبىء مفاجأة أم يهادن؟… عمر ابراهيم

لا تزال ″خسارة″ الوزير السابق أشرف ريفي يتردد صداها في ارجاء لبنان وربما خارجه، فاللواء ″المتمرد″ على السلطة برمتها، كان ذاع صيته بعدما تحول الى ″رمز″ لمواجهة حزب الله، والى أحد أكثر المناصرين ″للثورة السورية″، بعدما خلع عن نفسه العباءة ″الزرقاء″.

لم يكن اكثر المتشائمين يتوقعون ان يتجرع اللواء شخصيا كأس الخسارة في مسقط راْسه طرابلس، بعدما كانت كل استطلاعات الرأي والإحصاءات تعكس صورة مغايرة، وتعطي انطباعات عن نصر قوامه نائب او نائبين في دائرته الشمال الثانية.

ربما خانت اللواء المتقاعد خبرته في السلك الأمني وكيف كانت تجري مواجهة حالات تمرد مشابهة لحالته، وربما غابت ايضا عن ذاكرته أساليب التيارات السياسية عندما كان ضمن فريقها وكان مطّلع حكما على بعض ممارساتها الالغائية، لكن اندفاعته في الحرب المفتوحة أوقعته في ″فخ″ الثقة الزائدة بالنفس التي كانت دفعته الى تشكيل عدة لوائح انتخابية على مساحة الوطن بعيدا عن أية تحالفات تؤمن له الحد الأدنى من الغطاء والدعم اللوجستي على غرار ما فعلت احزاب وتيارات وقوى لها وزنها في السلطة وتمتلك إمكانات مالية طائلة وتحظى بغطاء إقليمي وربما دولي، فآثرت إجراء تحالفات بعضها لا ينسجم مع مشروعها السياسي، من أجل ضمان الفوز او رفع حصتها من النواب.

كان يدرك كثيرون ان اللواء ريفي محاط بأعداء كثر، وأن معركته معهم لن تكون سهلة وأنهم مستعدون لشن حروب واستخدام كل الاسلحة المشروعة وغير المشروعة، من اجل الغاء ظاهرته في طرابلس، فكيف بعد تمدده الى خارجها محاولا تجاوز الخطوط الحمر ومهددا مصالح كثر ربما جمعتهم المصيبة على أمور كثيرة ومنها “تصفيته” سياسيا، بعدما تحصنوا بغياب الدعم الإقليمي وشح الموارد المالية عند اللواء، فانقضوا عليه بـضربة رجل واحد ليخرجوه مهزوما امام مناصريه والرأي العام خارج لبنان الذي كان ينتظر النتائج ليبني على الشيء مقتضاه.

وقع “خسارة” اللواء اصابت مناصريه بالصدمة ممن اثروا البقاء الى جانبه رغم كل الضغوط التي كان المح اليها مرارا، ورغم كل الإغراءات، كما كان يردد مقربون منه.

في كواليس غرف الخصوم، كان المطلوب ضربة قاضية تحرج اللواء وتخرجه من حلبة المنافسة معها مهزوما، لكن اللواء الذي التزم الصمت لايام بعد صدور النتائج عاد في اول اطلالة له ليرفع “راية” التحدي، انطلاقا من رؤيته بان تيار المستقبل اكثر المخاصمين له لن يصمد كثيرا امام إغراءات الحكم وسيقدم التنازلات على حساب كل الشعارات التي كان رفعها خلال فترة التحضير للانتخابات، وربما يكون عند اللواء معلومات ابعد من ذلك عن تبدل تحالفات إقليمية قد تقلب الموازين في لبنان، لكن الأهم الذي سينطلق منه اللواء هو ما أورده في مؤتمره الصحافي عن عمليات تزوير بالنتائج استخدمت لنجاح وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل، وأدت الى تلاعب بالنتائج ما أسفر عن خسارته وثلاث نواب معه.

اللواء قال انه يمتلك إثباتات على كلامه وهو وعد بأن يكشفها للرأي العام قريبا، ومهما كانت النتيجة من وراء خطوته، وبغض النظر عما إذا كانت ستثمر أم لا، فإن ما يهم مناصريه انه باق معهم ومستمر في نضالاته ضد السلطة، وهذا ما أكده بنفسه في مؤتمره الصحافي.

Post Author: SafirAlChamal