هل يتجرع علم الدين من كأس الخير…عمر ابراهيم

يدرك المرشح الفائز على لائحة ″الخرزة الزرقاء″ عثمان علم الدين انه امام تحديات صعبة في المستقبل القريب، انطلاقا من واقع ميداني مزري في مسقط راْسه المنية التي تعاني حرمانا وإهمالا مزمنين.

ربما الحماسة وشغف السلطة كانت دفعت ابن البيت السياسي الى استخدام كل الوسائل والضغوط من اجل الدخول الى لائحة تضمن له الفوز او تجعله منافسا جديا.

خاض شقيق النائب الراحل هاشم علم الدين، جولات من المفاوضات مع عدة لوائح قبل ان يستقر الامر به وفي ظروف غامضة على لائحة ″الخرزة الزرقاء″ التي كان بعيدا كل البعد عن خطها السياسي وعن قياداتها .

اعتبارات كثيرة ساهمت في ″فرض″ عثمان مرشحا لا بديل عنه على هذه اللائحة، ومنها التخبط الذي كان يعانيه ″المستقبل″ وتراجع شعبيته بسبب حالات التمرد التي كان يواجهها في صفوف قاعدته الشعبية، فكان علم الدين بديلا عن النائب كاظم الخير.

مرشح الضرورة للمستقبل نجح بعد معركة استخدمت فيها لاجله كل الاسلحة المباحة وغير المباحة، فحصل على انتصار بشق الأنفس، وهو ما زال الى اليوم يعيش وهج الانتصار ، قبل ان يأتي الوقت في القادم من الايام التي تذهب فيها السكرة وتاتي فيها الفكرة، ويصحو على واقع طلبات المواطنين التي بالغ فيها المستقبل كثيرا.

ولا يخفى على احد ان المنية تعاني كمناطق اخرى في عكار والضنية من حرمان يحتاج الى معجزة لإنقاذهم منه، فكيف بنائب تشير كل المعطيات الى انه سيواجه وحده على غرار من سبقه شقيقه الراحل هاشم علم الدين والنائب كاظم الخير، الذي كان هو نفسه اقرب شخص الى شقيقه ويلازمه خلال مسعاه لتأمين طلبات المواطنين والمنطقة .

ما كشفه النائب الخير خلال فترة التحضيرات للانتخابات من تجاهل الحكومة والسلطة لمطالب المنية وعدم اهتمام اي من أركان السلطة بها، يعطي انطباعا عن العقوبات التي ستواجه علم الدين، خصوصا في ظل اقفال المستقبل حنفية مساعداته المالية والخدماتية، ووسط غياب اي رؤية حكومية لمشاريع المنية ومنها الأوتوستراد الدولي الذي ما زال على حاله منذ عقود وانضم اليه مؤخرا اوتوستراد الضنية – المنية.

الرهان على المستقبل قد لا يخفي حقيقة ما سيواجهه علم الدين وهو وان تمرس على يد شقيقه الراحل، الا انه يبقى دون سلاح في الوقت الراهن على أمل ان يسعفه من دعمه في مسيرته او يتركه عرضة للانتقادات بتهمة التقصير كما حصل مع خلفه الخير الذي واجه حملة اعتراضات من داخل البيت الازرق بتهمة التقصير ونسي هؤلاء انه نائبا ضمن كتلة فيها رئيس حكومة، فجرى التضحية به، ويخشى ان يتكرر الامر مع علم الدين الذي في حال لم يعط الدعم المطلوب فسيكون امام مواجهة من انتخبه وحينها لن ينفع الندم، وسيتجرع من كاس من سبقه.

مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا خسر النائب كاظم الخير؟… عمر ابراهيم

  2. الدائرة الثانية: تجاوزات السلطة تبلغ ذروتها.. وبرودة انتخابية … عمر ابراهيم

Post Author: SafirAlChamal