جان عبيد نائبا عن طرابلس.. المقعد الماروني لمن يستحق… غسان ريفي

عاد المقعد الماروني في طرابلس من غربته بعد غياب دام 13 سنة، ليستقر مجددا بين أهله، ويقوم بالدور الفاعل المنوط به سياسيا وتشريعيا وإجتماعيا، وليساهم في إعادة تفعيل الحضور المسيحي من خلال النائب المنتخب جان عبيد الذي يمثل قيمة وطنية قادرة على تعزيز التنوع والانفتاح، والتأكيد على صيغة العيش الواحد في مدينة العلم والعلماء.

سنوات الغربة السياسية القسرية لم تتمكن من سلخ جان عبيد عن بيئة طرابلس، فالرجل كان حاضرا وما يزال في وجدان الطرابلسيين الذين ثمنوا خطوة الرئيس نجيب ميقاتي في التحالف معه ضمن ″لائحة العزم″، كونهم يدركون بأن جان عبيد يحب طرابلس ويفهم لغة أهلها، ويتكيّف مع عاداتها وتقاليدها، وبالتالي هو قادر على تمثيلها والدفاع عنها، لأنه لا يمكن لأي نائب أن يمثل منطقة لا يحبها أو أن يدافع عن مدينة لا تسكن عقله وقلبه.

مع إنتخاب جان عبيد نائبا عن طرابلس، إنتهى عصر جوائز الترضية السياسية للمقعد الماروني الذي يعود اليوم ليمارس دوره في المدينة التي ناضلت في إنتخابات عام 2009 لانصاف عبيد، فمنحته منفردا أكثر من 33 ألف صوت، ليصطدم هذا الرقم بمحدلة القانون الأكثري، لكن حضور جان عبيد كان أقوى فبقي نائبا غير متوّج، حاضرا مع أبناء طرابلس، يعيش أفراحهم ويشاركهم أحزانهم، محسوبا عليهم ومحسوبين عليه.

لا يمثل جان عبيد الموارنة في طرابلس فحسب، بل هو يمثل الفيحاء بمسلميها ومسيحييها من كل المذاهب والطبقات، وبنسيجها الاجتماعي وتنوعها وتمايزها، بمناطقها الشعبية التي له فيها جذور راسخة، وتاريخ نضالي طويل الى جانب قياداتها وأبنائها، والشاهدة على مواقفه الوطنية والعروبية ودفاعه عنها في أحلك الظروف.

إرتبط المقعد الماروني في طرابلس منذ العام 1991، وحتى العام 2005، باسم جان عبيد الذي أعطاه أهمية وقيمة على المستويين السياسي والوطني نائبا ووزيرا للتربية ثم للخارجية، ومرجعا سياسيا، قبل أن يتحول هذا المقعد في زمن سياسي رديء الى جائزة ترضية في إنتخابات عاميّ 2005، و2009، أفقده حضوره وتأثيره، فخسرته المدينة في المرة الأولى لمصلحة إلياس عطالله الآتي من الشوف، وفي المرة الثانية لمصلحة سامر سعادة الآتي من البترون، لتشهد طرابلس فرقا شاسعا بين نائب من نسيجها، وبين نائبين تم إسقاطهما عليها.

قد يأتي من يقول من باب النكد السياسي بأن جان عبيد ليس من طرابلس، بل هو من جارتها علما ـ قضاء زغرتا، وبالتالي فإنه لا يختلف عن سائر المرشحين من خارج المدينة أو النائبين اللذين شغلا المقعد الماروني على مدار 13 عاما، ربما يكون ذلك صحيحا من حيث الشكل أو الهوية، لكن في المضمون فإن جان عبيد عاش وتربى وترعرع في جنبات طرابلس، تعلم في مدارسها من الفرير الى الطليان الى ثانوية الملعب البلدي (المربي حسن الحجة)، وتنقل في أحيائها وأسواقها، يعرف أبنائها وعائلاتها شاركهم نضالاتهم وتطلعاتهم وقاد تظاهراتهم المطالبة بالحقوق العربية، وعاش همومهم ومعاناتهم، وسكن عمق المدينة فتبناها وتبنته ودافع عنها ودافعت عنه، حتى غدا طرابلسيا ملتزما أكثر بكثير من بعض الطرابلسيين الذين باعوا مصالح مدينتهم من أجل تياراتهم السياسية، في حين تمسك جان عبيد بمبادئه وثوابته، فلم يساوم أو يهادن أو يبيع،  وخسر نتيجة ذلك مقعده النيابي على مدار 13 سنة، لكنه كان يدرك أنه متجذر في قلب طرابلس ووجدانها، وها هو يعود اليوم من بوابة نجيب ميقاتي ليزداد الحب حبا، والعطاء عطاء، والاحتضان إحتضانا.

ما يميز جان عبيد أنه يتعاطى في السياسة بأخلاق، ويقدم المبادئ على المصالح، وهو أكد وقوفه الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي وإلتزامه بكتلة العزم النيابية، التي ستكون أكثر إلتزاما بالناس وستحمل ورشة مطالبهم الكبرى الى مواقع القرار.

مواضيع ذات صلة:

  1. ترشّحَ جان عبيد.. المقعد الماروني في طرابلس يعود من غربته… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal