ما هي مفاجأة العلويين.. وأين ظُلم كرامي؟… عمر ابراهيم

في العام 2009 تلقى أبناء جبل محسن ″صفعة″ بفوز النائب الراحل بدر ونوس بالمقعد النيابي بعد حصوله على 233 صوتا فقط، حينها شعر العلويون وحتى بعض المحايدين في طرابلس بحجم الظلم الذي لحق بهذه الطائفة بايصال ″تيار المستقبل″ حينها نائبا عنهم بأقل الأصوات بفعل القانون الاكثري.

لم يتفاعل أبناء الجبل مع نائبهم، ما جعله ينكفىء عنهم بحكم العلاقة المتوترة التي كانت قائمة بين ″المستقبل″ والحزب العربي الديمقراطي الذي كان يمسك بزمام الامور حينها.

ومع بدء التحضير لانتخابات عام 2018 وفي ظل غياب رفعت عيد وتراجع نفوذ الحزب العربي الديمقراطي بفعل غياب مسؤوله عيد، بدأ العلويون يعدون العدة لخوض هذا الاستحقاق بأريحية أكثر فتوزع مرشحوهم على ثمانية لوائح، في محاولة منهم لممارسة حقهم الديمقراطي والانفتاح على محيطهم بقرار منهم وليس بايعاز من أحد.

لكن فترة التحضيرات شابها الكثير من اللغط لجهة محاولات اعادة فرض ″الوصاية″ على ابناء الجبل، ان كان عن طريق الضغط او بـ″المونة″ من الحلفاء التقليديين .

رافق كل ذلك عودة التصويب باتجاه ابناء الجبل على انهم ″وديعة سورية″ وان اصواتهم هي مجرد أرقام ستصب في الاتجاه الذي يفرض عليهم، وهو ما أشعر البعض منهم بالامتعاض، لا سيما في ظل الحملات الإعلامية التي كانت تركز عليهم من باب علاقتهم مع سوريا ورفعت عيد.

لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد هي النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، وإن كانت نسبة الاقتراع لم تتجاوز 25 في المئة من اجمالي عدد الناخبين المقدرين بنحو 20 الفا، حيث بدا واضحا ان التصويت كان مغايرا الى حد كبير، حيث لم يحصل المرشح احمد عمران على ″لائحة الكرامة الوطنية″ سوى على 2794 صوتا بينهم كما تردد نحو ألفيّ ناخب قدموا من سوريا، في حين حاز مرشح لائحة ″العزم″ علي درويش على 2246 صوتا، وفاز بنتيجتها بالمقعد النيابي الوحيد، في حين حصلت مرشحة ″الخرزة الزرقاء″ ليلى شحود على 443 صوتا، وتوزعت بقية الأصوات على المرشحين من جبل محسن وطرابلس.

المفاجأة لم تكمن هنا فقط، حيث ثبت ان كل ما قيل عن نجاح الوزير فيصل كرامي بأصوات العلويين كان منافيا للحقيقة، في حين أن الأصوات التي حصلت عليها مرشحة ″المستقبل″ شحود، ساهمت الى حد كبير في حرمان الوزير كرامي من حصد مقعد ثالث للائحته كان قاب قوسين او أدنى من الحصول عليه لصالح مرشح جمعية المشاريع طه ناجي.

ويمكن القول أن أبناء الجبل أثبتوا أنهم جزء من نسيجهم الطرابلسي وأنهم يملكون القدرة على التحكم بقرارهم، وهم اليوم ربما سيحتفلون بتمكنهم من إيصال نائب لهم بنسبة مقبولة من الأصوات بفارق نحو ألفيّ صوت عن نائبهم الراحل، وبعضهم ينظر الى النائب المنتخب درويش بكثير من التفاؤل لفك الحصار النفسي المفروض على منطقتهم وكسر حاجز الحرمان والاهمال، لا سيما انه يمتلك شخصية محببة بين مناصريه في الجبل وداخل طرابلس، وهو ضمن كتلة طرابلسية يرأسها الرئيس نحيب ميقاتي، ويعول عليها في تحقيق الإنماء المطلوب لهذه المنطقة.

مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا خسر النائب كاظم الخير؟… عمر ابراهيم

  2. الدائرة الثانية: تجاوزات السلطة تبلغ ذروتها.. وبرودة انتخابية … عمر ابراهيم

  3. فرنجية في جبل محسن.. اي رسالة أراد ايصالها؟… عمر ابراهيم

Post Author: SafirAlChamal