لماذا خسر النائب كاظم الخير؟… عمر ابراهيم

انتهت الانتخابات النيابية في المنية الى ما انتهت اليه من فوز مقبول لمرشح لائحة “الخرزة الزرقاء” عثمان علم الدين، الذي استطاع ان يتقدم على منافسه في لائحة “العزم” النائب كاظم الخير بفارق من الاصوات ، في وقت تقاطعت فيه كل المعلومات والمشاهدات الميدانية خلال عملية الاقتراع عن سلسلة شوائب وتجاوزات ارتكبتها قوى السلطة متمثلة بتيار المستقبل، وتناولتها معظم وسائل الاعلام المحلية والعربية، التي تحدثت عن رشاوى وتسهيلات لا سيما في ما يتعلق بالأبنية المخالفة.

يحق للمرشح الفائز علم الدين ان يحتفل باعادة المقعد النيابي الى حضن العائلة وان يرفع شارة نصر ما كانت لتتحقق لولا عدة عوامل ساهمت الى حد كبير في تأليب المزاج المؤيد للخير في الساعات الاخيرة، وفي تشكيل ضغط على جمهوره قبل وخلال عملية الاقتراع، من دون تجاهل مدى التأثير الذي خلفه استمرار المرشح كمال الخير في خوض الاستحقاق، حيث حرم النائب الخير من قسم كبير من اصوات عائلته، حيث استفاد من ذلك بشكل مباشر علم الدين، والذي يمكن القول ان خسارة كمال الخير قُدمت قربانا لفوز علم الدين.

لا شك في ان فوز علم الدين تم العمل عليه من قبل “تيار المستقبل” لاعتبارات عدة، لما تمثله المنية من رمزية “للمستقبل” كونها مدينة الشهيد رفيق الحريري، وهي الخزان البشري الذي كان يعول عليه، وانطلاقا من ذلك جُند لهذه المعركة المال والسلطة والاعلام الذي كان يبث الشائعات عشية الانتخابات على اختلافها ومنها خبر انسحاب النائب الخير لمصلحة “التيار”.

ربما يكون “المستقبل” محقا في استماتته للدفاع عن مقعد المنية، وربما يجوز القول ان الغاية تبرر الوسيلة، ولكن ما حصل على ارض الواقع مع النائب الخير، تجاوز في بعض التفاصيل أصول المنافسة الديمقراطية، من ضغوط على ناخبين وعرقلة وصول آخرين وابتزاز البعض وتسهيلات لآخرين لارتكاب المخالفات.

وإذا كان المرشح علم الدين استطاع ان يحجز مكانه بين النواب الفائزين، وهو وبما تمرس بعض الشيء على العمل النيابي الخدماتي من خلال مواكبته لشقيقه الراحل هاشم علم الدين الذي ترك بصمات بين ابناء المنية يشهد لها خصومه قبل حلفائه، فان منافسه كاظم الخير استطاع ان يثبت ايضا انه ندا لا يمكن الاستهانة به، وهو لم يواجه ابن بلدته فحسب، بل كان يواجه سلطة بأكملها اجتمعت لإسقاطه وتصفية حسابات تيار سياسي كان وضعه في خانة “الأعداء” بعدما تمرد على قراراته وآثر مواجهته في خطوة وصفها البعض بالانتحار لكنه خرج منها مهزوما في النتيجة ومنتصرا في الشكل والمضمون.

يمكن القول ان الارقام التي أفرزتها الصناديق شكلت مفاجأة لصالح النائب الخير الذي لم يكن خصومه يتوقعون ان يحققها في ظل الحملة التي شُنت عليه، لكن خسارة الخير لم تكن بسبب إجتماع السلطة ضده فقط، بل من بين الأسباب وباعتراف المطلعين هي استمرار كمال الخير بالترشح ما جعل المستقبل بخوض معركته موحدا بعدما استطاع ان يسحب كل المرشحين من درب علم الدين بمن فيهم افراد عائلته، في حين شرذمت أصوات عائلة الخير والمقربين منها بين كمال وكاظم، حتى دفع الامر احد المحللين الى التعليق بالقول” لو انسحب كمال الخير لصالح اي لائحة غير كاظم لكان الأخير ضمن فوزه”، معتبرا “ان كمال الخير الذي كان خسر فرصته في الدخول الى لائحة فيصل كرامي وعمل على تشكيل لائحة خاصة به، تلقى خسارة كبيرة قد يكون اكبر تداعياتها انه ساهم بشكل غير مباشر في ضمان فوز مرشح المستقبل علم الدين، وتسليم القرار النيابي في المنية الى التيار الأزرق، على حساب حلفائه وعلى حساب النائب كاظم الخير.

Post Author: SafirAlChamal