زغرتا العائلية ما تزال مسيطرة إنتخابيا… حسناء سعادة

غدا يوم آخر” هذا ما اجمع عليه المرشحون في قضاء زغرتا خلال ساعات النهار الانتخابي يوم الاحد الماضي، ما يعني أن الجميع سيضعون المناوشات الانتخابية التي جرت قبيل الاستحقاق وراءهم وينطلقون في صفحة جديدة وفقا قاعدة: أن الاختلاف في السياسة لا يفسد في الود قضية، وأن الكل سيجتمعون تحت سقف محبة زغرتا ويضعون مصلحتها فوق كل اعتبار، هذا أقله ما عكسته تصريحات الفائزين الذين اكدوا على ان اليد ممدودة للجميع.

في جولة سريعة على ما عكسته نتائج الانتخابات يتظهر ان الفائز الاول هو تيار المرده الذي تمكن من نيل اربعة حواصل انتخابية مع حلفائه وبالتالي أربعة نواب، فيما توزعت المقاعد الباقية مناصفة بين لائحتي “نبض الجمهورية” و”الشمال القوي” حسب ما كانت توقعت “سفير الشمال” في وقت سابق.

واللافت في انتخابات قضاء زغرتا أن نسب الاقتراع كانت قليلة نسبيا بعكس ما كان متوقعا حيث لم يكن هناك اقبالا على ممارسة هذا الواجب لاسيما في قرى وبلدات قضاء زغرتا التي اقفلت على نسبة ضئيلة جدا قياسا مع الدورات السابقة في حين شكلت زغرتا المدينة الرافعة لنسبة الاقتراع التي لامست الخمسين في المئة لتستقر نسبة القضاء على 42،44 بالمئة ما يستدعي قراءة متأنية من قبل الماكينات الانتخابية لهذا الواقع الجديد في قضاء له خصوصيته العائلية والحزبية.

على الصعيد العائلي يشكل شد العصب الانتخابي العامل الاول في الاقبال على صناديق الاقتراع فيما الخصوصية الحزبية التي برزت للمرة الاولى في زغرتا عبر ترشيح حزبيين من ابناء القضاء لم يتمكن اي منهم من خرق السيبة العائلية الزغرتاوية التي اخرجت النائب سليم كرم ابن عائلة كرم العريقة في القضاء من جنة المجلس لتُدخل رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي هو ايضا إبن عائلة زغرتاوية عريقة ايضا في المنطقة ما عكس ان العائلية الزغرتاوية لا تزال هي الاقوى ولها الكلمة الاساس في انتخابات زغرتا.

ربح ميشال معوض مقعدا نيابيا فيما لم يحالف الحظ حليفه الحزبي في اللائحة الوزير بيار رفول، فيما لم تتمكن القوات اللبنانية من تجيير اصوات مقبولة لمرشحها ماريوس البعيني ما يستدعي مراجعة فعلية من قبل ماكينتها الانتخابية المنظمة التي نافستها هذه الدورة وبشدة ماكينة المرده الانتخابية التي عكست نتائج دقيقة كما في كل الدورات الانتخابية السابقة وحصدت ما كانت توقعت من اصوات باستثناء ما حصل مع النائب سليم كرم الذي ظلمة القانون النسبي الى حد ما، كما يجب مراجعة حسابات الماكينة الانتخابية لحزب الكتائب الذي رشح محازبا لم يتمكن من حصد رقم مقبول نسبيا.

في زغرتا دخل اسم طوني فرنجيه مجددا الى البرلمان النيابي وهذا شكل دفقا من العاطفة في المدينة التي قدمت منذ اربعين سنة وزيرها ونائبها طوني فرنجية شهيدا على مذبح الوطن فيما بقيت النمرة الزرقاء على سيارة النائب اسطفان الدويهي في حين ان المجتمع المدني لم يتمكن من نيل ما توقعه من اصوات قياسا الى ما ناله في الانتخابات البلدية الماضية.  

Post Author: SafirAlChamal