إنتخابات البترون تؤسس لمشهد سياسي جديد… لميا شديد

ها هي “أم المعارك” منطقة البترون تتجلى بأبهى مشهد حضاري وراق عكس مدى الوعي والعقلانية عند المواطنين البترونيين الذي قدموا أمس نموذجا عن الروح الرياضية والتنافس اللائق، نموذجا بدا واضحا من العلاقات التي سادت بين مناصري المرشحين والاحزاب المتنافسة في قضاء البترون.

من دون ضربة كف، انتهى اليوم الماراتوني البتروني وكما بدأ هادئا انتهى أكثر هدوءا مع إقفال أقلام الاقتراع، سلامات وتحيات وفنجان قهوة من هنا وسيجارة من هناك وتبادل التحليلات والإحصاءات ونسب المقترعين والتوقعات لنتائج العملية الانتخابية. ولا يخفى حصول بعض الاعتراضات واحمرار العيون بين المندوبين من مساعدة مسن من هنا وعجوز من هناك.

أما وتيرة الاقبال فبدأت خفيفة وبدأت بالارتفاع بشكل تدريجي حتى بلغت   حوالى 53 % وبلغ عدد المقترعين حوالى 32000 مع إقفال صناديق الاقتراع وتفاوت نسبة المشاركة بين بلدة واخرى وبين قلم وآخر حيث سجلت أقل نسبة في قلم المختلط والأقليات في مركز الاقتراع في مدرسة حامات الرسمية والذي يعود بمعظمه للمغتربين والمهاجرين من ابناء البلدة.

الا ان منطقة البترون كانت متصدرة مع قضاء كسروان في قائمة نسب الاقتراع على مستوى كل لبنان حتى  الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر.

من جهة أخرى نفذ المرشحون البترونيون جولات متواصلة منذ ساعات الصباح الباكر على مراكز الاقتراع واطلعوا على أجواء العملية الانتخابية وشملت جولاتهم كل المراكز في الساحل والوسط والجرد والتقطوا الصور مع كافة الماكينات الانتخابية بما فيها ماكينات المرشحين المنافسين.

ومن وراء البحار وصلت عند التاسعة الخامسة مساء المغلفات التي تحمل أوراق اقتراع المغتربين والمختومة بالشمع الاحمر وتسلمها قائمقام البترون روجيه طوبيا من قوى الامن الداخلي ومن ثم سلمها الى القضاء رؤساء لجان القيد الابتدائية كما وصلت ايضا مغلفات الموظفين التي تولوا إدارة العملية الانتخابية في أقلام الاقتراع اليوم بمهمة رؤساء أقلام وكتبة.

وانتظرت لجان القيد وصول مندوبي المرشحين وتمت المباشرة بفرز الاصوات عند الساعة السابعة قبل بدء وصول نتائج أقلام الاقتراع من القرى والبلدات.

ويمكن القول ان الناخبين البترونيين تمكنوا من التأقلم والتعاطي مع القانون الجديد والمصطلحات الجديدة التي دخلت القاموس السياسي والانتخابي من الصوت التفضيلي الى الحاصل الانتخابي للوائح. هذه العبارات والمصطلحات شغلت بال الناخبين ليكتشفوا انها مفهومة وسهلة التطبيق.

ومع انتهاء التصويت تنتهي مرحلة دقيقة ومستجدة أطاحت بالتحالفات السابقة وحملت تركيبات جديدة واتفاقات جمعت اضدادا واخصاما تاريخيين ليبقى السؤال المطروح: الى اي مدى ستصمد التحالفات الانتخابية المستجدة وما هو المشهد السياسي العام الذس سترسمه النتائج والداخلون الجدد المجلس النيابي الجديد؟

Post Author: SafirAlChamal