الضنية 2018: إنسحاب يوسف وغياب المال… عبد الكافي الصمد

حدثان رئيسيان عاشتهما الضنية عشية يوم الإنتخابات النيابية وخلاله، لم تعرفهما من قبل في تاريخها، سيكونان موضع نقاش وجدل كبيرين خلال الأيام المقبلة، وخصوصاً بعد أن تغلق صناديق الإقتراع وتعلن النتائج.

الحدث الاول تمثل في إعلان المرشح على لائحة العزم جهاد يوسف إنسحابه من الإنتخابات لمصلحة تيار المستقبل، ما أحدث إضطرابا وبلبلة في صفوف الناخبين في بلدته قرصيتا الواقعة في جرد الضنية خصوصاً، وفي الضنية عموماً، وتحديداً وسط مناصري تيار العزم قبل غيرهم.

وطرح إنسحاب يوسف من التنافس الإنتخابي أسئلة كثيرة حول أسبابها، ودوافعها الحقيقية، ومدى تأثيرها على لائحة العزم بما يخص الحاصل الإنتخابي للائحة الذي تسعى للحصول عليه، وما يمكن أن يتركه من تداعيات وسط مناصري تيار العزم في الضنية، وعلى مستوى دائرة الشمال الثانية ككل، والتي تضم طرابلس إلى جانب الضنية والمنية.

في موازاة ذلك، شهدت وسائل التواصل الإجتماعي حملة شعواء ضد يوسف وصلت إلى حد اتهامه بالغدر والخيانة، بعدما كانت بلدته قرصيتا، خامس كبرى بلدات الضنية، قد شهدت ليل أمس توتراً واستفزازات وتمزيق صور له، ما دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى التدخل لضبط الوضع.

غير أن السؤال الأبرز كان حول مصير الأصوات التي كان يمكن أن ينالها يوسف، والتي قدرت بنحو ثلاث آلاف صوت، خصوصاً من منطقة الجرد الذي كان المرشح الرئيسي الوحيد منه، وكان البعض يتحدث عن حظوظ جديدة له بالفوز أو تحقيق نتائج لافتة، وهل يمكن أن تذهب هذه الأصوات باتجاه تيار المستقبل الذي انسحب يوسف لمصلحته بعد زيارته الرئيس سعد الحريري إثر إعلانه الإنسحاب، ما جعل أوساط تيار المستقبل ترتاح للخطوة، وتحديداً مرشحيه النائب قاسم عبد العزيز أو المرشح سامي فتفت نجل النائب أحمد فتفت، أم لمصلحة حليفه “السابق” في تيار العزم المرشح محمد الفاضل، أم تمتنع عن الإقتراع، أم لمصلحة النائب السابق جهاد الصمد الذي توجه قسم كبير من أهالي بلدة قرصيتا ليل أمس إلى منزل الصمد تعبيراً منهم عن إستيائهم من خطوة يوسف، وتأكيداً منهم على تجيير أصواتهم التفضيلية له وليس لمرشحي تيار المستقبل.

أما الحدث الثاني اللافت في الضنية فكان تدني نسبة الإقتراع إلى حدّ غير مسبوق، ويرجّح أن لا تصل إلى حدّ 55 % مثلما كان الحال عليه في إنتخابات 2009، إذ لم تتجاوز نسبة الإقتراع عموماً أكثر من 30 % قبل إقفال صناديق الإقتراع، ما فُسّر على أن إنعكاس لعدم ضخ أموال كافية في الإنتخابات لجذب الناخبين، وفقدان الخطاب السياسي القائم على التحريض والتشنّج فاعليته وتأثيره، كما كان في دورتي 2005 و2009.

في غضون ذلك، سارت العملية الانتخابية في الضنية بهدوء، وشهدت أقلام الإقتراع الذي يبلغ عددها 115 قلماً موزعين على 41 مركزاً إنتخابياً، إقبالاً عادياً من قبل الناخبين في فترة قبل الظهر (يبلغون على جداول الشطب 68370 ناخب).

Post Author: SafirAlChamal