الدائرة الثانية: تجاوزات السلطة تبلغ ذروتها.. وبرودة انتخابية … عمر ابراهيم

بدت الانتخابات في ساعاتها الاولى في دائرة الشمال الثانية، وكانها فقط لمن يعنيه الامر، فغابت الحشود من امام مراكز الاقتراع، وسط حضور ضعيف للمقترعين لم يتجاوز الـ22 في المئة حتى قبل ثلاث ساعات من اقفال صناديق الاقتراع.

اجراءات امنية مشددة اتخذت منذ ساعات الصباح، وحالت دون تطور الاشكالات الفردية التي كانت تحصل ويتم احتواءها، في وقت كان طاغيا فيه شكاوى المقترعين وماكينات المرشحين مما اسموه تجاوزات كانت تحصل في بعض الاقلام لجهة عرقلة وصول مقترعين او مرافقة مندوبين لمقترعين وسط تساهل من المعنيين.

هذه البرودة التي رافقت عملية الاقتراع في الساعات الاولى، لم تعرف اسبابها المباشرة، فاقتصر الحضور على المنظمين سياسيا او المحسوبين على هذا الفريق او ذاك، في حين غابت الحشود الكبيرة من المقترعين باستثناء منطقة المنية حيث سارعت بعض الماكينات الى تنخيب المحسوبين عليها، وكذلك بالنسبة للقادمين من سوريا الذين كانوا يصلون في باصات ويدلون باصواتهم ثم يعودون تباعا.

برودة الناخبين لم تؤثر على حماسة المرشحين الذين سارعوا الى تحفيز مناصريهم بالتوجه الى صناديق الاقتراع والادلاء بتصريحات وحث الناخبين على المشاركة وعدم البقاء في المنازل، لكن تلك الدعوات لم تلق اذانا صاغية، وبقيت الحركة الانتخابية تسير بشكل، دفع بعض رؤساء الاقلام الى التعليق بالقول “يوم انتخابي ممل”.

ففي المنية انطلقت العملية الانتخابية بشكل هادىء وسط اصوات الاليات التي كنت تعمل على صب الباطون لاسقف مبان على شكل مخالف، بعدما كان اصحابها حصلوا على ضمانات من “تيار المستقبل” بتوفير الغطاء لهم لحين انتهاء اعمالهم، وربما هذا ما جعل السيدات يقدمن على الانتخابات باكرا بسبب انشغال رجالهن باعمال الصب والاشراف عليها.

وفي حين سجلت بعض الاشكالات الفردية، اشتكى مواطنون من عمليات عرقلة في احدى المدارس، بسبب تاخير القوى الامنية السماح لهم بالدخول في حال كانوا من مناصري النائب كاظم الخير، فضلا عن السماح لمناصري احد المرشحين باقامة الاحتفالات امام مراكز الاقتراع.

وفي الضنية سارت الامور بشكل هادىء ولم تشهد الصناديق اقبالا لافتا، وعزا البعض هذا التراجع الى انتظار الناخبين حصولهم على الاموال لاسيما في المناطق الجردية، فضلا عن الارباك الكبير الذي كان احدثه انسحاب المرشح جهاد اليوسف من لائحة “العزم” عشية الانتخابات، وما رافقه من انفراط عقد كتلته التي لم يعرف كيف كانت وجهتها، وسط حالة من الاستياء في صفوف ابناء تلك القرى مما اسموه “خيانة يوسف للائحة العزم”.

Post Author: SafirAlChamal