كيف ستصوّت حلبا.. وهل تتحضر للمحاسبة بعد الانتخابات؟… نجلة حمود

بدا لافتا خلال الجولة غير المسبوقة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى عكار، حيث إحتشد الآلاف للقائه في المحطات الـ20 التي نظمت له في مختلف البلدات. الحضور الضعيف للغاية في حلبا مركز المحافظة، حيث اقتصر على رئيس بلدية حلبا عبد الحميد الحلبي وبعض الأعضاء، وعدد من النسوة والأطفال قبل أن يتم الاستعانة بعدد من السوريين، وما لبث أن شارك رئيس بلدية حلبا السابق سعيد الحلبي باللقاء فور وصول الرئيس الحريري.

هذا الواقع أثار بلبلة في أوساط المستقبل، وترك تساؤلات لجهة: أين فاعليات حلبا ووجهائها؟ وهل يعقل أن يقتصر المشهد في حلبا على سعيد الحلبي (رئيس بلدية حلبا السابق، وعبدالحميد الحلبي الرئيس الحالي)، أين قرار حلبا؟ أين أهلها وناسها؟ كلها أسئلة مشروعة تستدعي أولا، العودة الى الانتخابات البلدية السابقة في العام 2016، والمعركة الحامية التي شهدتها حلبا يومها. فالمدينة التي اتخذت معركتها طابعا عائليا اجتماعيا كما بقية القرى العكارية، يتكوّن مجلسها البلدي من 18 عضواً، ويبلغ عدد ناخبيها نحو 8 الاف ناخب، إقترع منهم في الانتخابات البلدية الأخيرة 3800. 

وعلى هذا الأساس خاضت حلبا معركة حامية بين سعيد الحلبي وعبد الحميد الحلبي، تمحورت حينها على رئاسة البلدية بين العائلات الكبرى في البلدة: (الحلبي، اليوسف، الزعبي، حمود، عياش، يعقوب، طراف، متلج، قدور، عبيد، الأشقروغيرها). ساهم تكتل رئيس مجلس ادارة مركز اليوسف الاستشفائي الدكتور سعود اليوسف ورجل الأعمال عبدو الحلبي، في ايصال المرشح عبد الحميد الحلبي الى رئاسة بلدية حلبا، الا أن ما يجري اليوم مغايراَ تماما حيث ما لبث أن إنكفأ الدكتور اليوسف، كما نشبت خلافات بين البلدية وعبدو الحلبي، والذي برز دوره كلاعب أساسي في المعركة، عمد خلالها الحلبي الى التزام الصمت والابتعاد عن الجو المأزوم في العلن، والعمل على عدد من الملفات في محاولة منه لاعداد خطة يكون بنتيجتها “ترميم”  الوضع المتردي وإعادة بوصلة العمل البلدي على النحو الذي يريده اهالي حلبا.

ما الذي جرى؟ يشير البعض الى أن امتعاض رجل الأعمال عبدو الحلبي من الوضع البلدي المتأزم والناتج عن امتعاض شعبي، جمعه والدكتور اليوسف على ضرورة تغيير واقع حلبا، حتى يكون على مستوى العاصمة، مع إنتقاد الطريقة الكيدية التي تم التعاطي بها خلال السنوات الست الماضية من قبل الرئيس السابق، فضلا عن غياب الرؤية والعبث لجهة إستخدام السلطة، وفرض أمر واقع أدى الى تغيّر في المزاج العام وترك حالة تململ في الشارع الحلباوي.

لكن، أين أصبحت حلبا اليوم؟ واين الدعم الفعلي الذي وصل من خلاله عبد الحميد الحلبي الى المجلس البلدي؟، وهل حلبا باتت مكسر عصا ولقمة سائغة لمختلف الأطياف السياسية التي تعلن اليوم أنها تستحوذ على غالبية الأصوات فيها؟.

هي المعركة الانتخابية التي فضحت الأمور وأخرجت المستور الى العلن، حيث يتمسك الرئيس الحالي عبد الحميد الحلبي بقراره دعم النائب السابق كريم الراسي، كما أنه محرج مع آل الحريري، فبالنهاية بلدة حلبا بلدة سنية وهي عاصمة عكار. والحلبي نفسه محرج، فكيف يمكن له أن يرضي كل من النائب هادي حبيش والمرشح طارق المرعبي الذي تربطه صداقة قديمة مع والده النائب السابق طلال المرعبي؟.

أما الرئيس السابق سعيد الحلبي فقد حسم خياره بالمضي بدعم النائب هادي حبيش لوجود صداقة بينهما. ولكن السؤال الأساسي لماذا عجز الرجلان عن تأمين حشد يليق برئيس حكومة لبنان؟، وهل باتت حلبا التي تضم عددا لا يستهان به من المثقفين ورجال الأعمال، وأصحاب الكفاءات، والشباب القادرين على التخطيط والعمل تختصر بشخص (سعيد الحلبي، وعبد الحميد الحلبي). وهل إختار الجميع الانكفاء لعدم رضاهم عما يجري في حلبا.

تتميز حلبا بتعدّد الألوان والأطياف السياسية وإن بأحجام متفاوتة فتيار المستقبل هو القوة الخفية غير المنظمة، وللحزب الشيوعي مكانته العتيقة وهو الأكثر تنظيما فتصب أصواته (حوالي الـ200صوت في جهة واحدة)، الا أن الأخير أعلن في بيان له مقاطعته الانتخابات النيابية في عكار، إضافة الى أحزاب القومي والبعث، وفي حلبا أيضاً أكثر من 1800 صوتا مسيحيا، موزعين على مختلف المرشحين وتحديدا التيار الوطني الحر ومرشح لائحة الثامن من آذار كريم الراسي. إضافة الى 400 صوتا من النوَر وعادة يحتدم الصراع عليهم من قبل جميع الأطراف كونهم يشكلون بيضة القبان.

فهل حلبا على موعد مع إستحقاق آخر فور إنتهاء الانتخابات النيابية؟ و كيف سيتمحور دور القوى الفعلية التي اختارت ″الصوم المستحب″ حتى الآن؟.

Post Author: SafirAlChamal