الضنّية: صوت تيّار المستقبل التفضيلي لمن؟… عبد الكافي الصمد

ترك الرئيس سعد الحريري مناصريه في الضنية، كما في كل لبنان، في حيرة من أمرهم بخصوص الصوت التفضيلي ولمن سيعطونه في الإنتخابات النيابية المرتقبة يوم غد الأحد، بعدما تكتم على أسماء مرشحيه المفضلين ضمن لوائحه الذين توزعوا في مختلف الدوائر الإنتخابية.

وكان كل ما أفصح عنه الحريري خلال زيارته الشمالية الأسبوع الماضي إلى طرابلس والضنية والمنية وعكار، والتي امتدت على مدى ثلاثة أيام، أنه قال لمؤيديه إنه سيبلغهم بأسماء المرشحين الذين سوف يعطونهم أصواتهم التفضيلية قبل 24 ساعة من موعد الإنتخابات، أي خلال هذا اليوم أو صبيحة يوم غد على أبعد تقدير.

لكن ما كاد الحريري يغادر الضنية، مساء السبت الماضي، حتى انطلقت صفحات وسائل التواصل الإجتماعي المؤيدة لمرشحي التيار الأزرق في المنطقة، النائب قاسم عبد العزيز والمرشح سامي فتفت نجل النائب أحمد فتفت، في الترويج بأن الحريري أعطى ″إشارات″ ضمنية توحي بأنه فضّل هذا المرشح على ذاك، ما جعل ″حرباً″ إفتراضية تدور بين مناصري المرشحين أدت إلى تصدّع التحالف بينهما.

لم يتوقف الأمر عن هذا الحدّ، بل نشرت بعض صفحات مواقع التواصل بياناً جرى نسبه لمنسقية تيار المستقبل في الضنية، تعلن فيه أنه تقرر توزيع الأصوات التفضيلية في الضنية وفقاً لجدول مرفق، وأنه يطلب إلى جميع الحزبيين والمناصرين الإلتزام بالإقتراع للصوت التفضيلي.

واللافت في البيان أنه جرى تقسيم قرى وبلدات الضنية قسمين: الأول أغلبه من منطقة الوسط والساحل في الضنية يفترض أن ينتخب عبد العزيز، والثاني يطغى عليه الجرد والذي يفترض أن يُصوّت لفتفت، ما أثار إرباكاً بين صفوف الناخبين الذين تلقوا صدمة وأصيبوا بإرباك كبير، لأنه لم يعد باستطاعتهم، وفق القرار التنظيمي المذكور، إنتخاب مرشحهم المفضل إذا كانوا يقيمون في منطقة ليست مخصصة له، ما دفع بعضهم الى أن يعلن أنه لن يلتزم بالقرار التنظيمي.

غير أن منسقية التيار الأزرق في الضنية سرعان ما أصدرت بياناً قالت فيه إنه يتم التداول عبر وسائل الإجتماعي عن توزيع الصوت التفضيلي لمرشحي تيار المستقبل في الضنية من قبل المنسقية. يهمّ منسقية الضنية في تيار المستقبل أن توضح أن هذه الإشاعات والترويجات لا أساس لها من الصحة، وهي تدلّ على حالة الإفلاس التي وصل إليها مروجوها. وتؤكد المنسقية أن قيادة التيار لم يصدر عنها أية تعليمات بهذا الخصوص، وهي تعرف كيف تتواصل مع جمهور التيار.

غير أن أوساطاً متابعة للإنتخابات في الضنية إعتبرت أن البيان كان محاولة من قيادة التيار، ولو أنكرته، بهدف جسّ نبض جمهوره من أجل معرفة ردّ فعله على هكذا تقسيم إنتخابي، الهدف المعلن منه هو محاولة توزيع الأصوات التفضيلية الزرقاء في الضنية مناصفة، علها تنجح في حصد مقعدي الضنية النيابيين، برغم ما تحمله هكذا محاولة من مخاطر قد تؤدي إلى سقوط المرشحين معاً.

كل ذلك يؤدي إلى ارتفاع منسوب القلق والإرباك في الضنية لدى المرشحين وفي صفوف مناصريهم، بانتظار كلمة الحريري الفصل في هذا المجال. فلمن سيمنح زعيم التيار الأزرق صوته التفضيلي، عبد العزيز أم فتفت؟ الساعات القليلة المقبلة التي ستكون ثقيلة عليهما ستحمل الجواب على هذا السؤال.

مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري في الضنّية: خواءٌ إنمائي وإرباك إنتخابي… عبد الكافي الصمد

  2. الحريري اليوم في الضنّية.. السّماء الزرقاء إلى انحسار… عبد الكافي الصمد

  3. المستقبل يستشعر الخطر بعد زيارة ميقاتي للضنية … عبد الكافي الصمد

Post Author: SafirAlChamal