فرنجية في جبل محسن.. اي رسالة أراد ايصالها؟… عمر ابراهيم

لم يكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ينهي زيارته الى جبل محسن، حتى بدأت ماكينات اللوائح الانتخابية في دائرة الشمال الثانية تعيد حساباتها في احتساب الأصوات ومعرفة التأثيرات المُحتملة ″للبلوك″ العلوي الذي قد يلتزم بالتصويت للائحة ″الكرامة الوطنية″ التي تضم مرشحا للمردة.

هذا الاندفاع من قبل الماكينات الانتخابية مرده في الدرجة الاولى الى الأجواء التي رافقت زيارة فرنجية الشعبية الناجحة الى جبل محسن، حيث بدت وكأنها ″استفتاء″ او ″مبايعة″ للبيك الزغرتاوي الذي سيكون له وحده الحق في ممارسة ″المونة″ على ناخبي جبل محسن ″البلوك السوري″، بعدما تحصّن وفق مراقبين بدعم من داخل وخارج الحدود اللبنانية.

في الشكل يمكن اعتبار الزيارة التي بدأت في طرابلس بلقاء المفتي مالك الشعار والوزير السابق فيصل كرامي، على انها في إطار سعي النائب فرنجية الى التسويق لمرشحه قبيل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، والتي انتهت بمهرجان شعبي أقيم له في جبل محسن.

لكن في المضمون يبدو ان هذه الزيارة التاريخية بعد عقود من الانقطاع عن جبل محسن، تحمل الكثير من المدلولات التي لا يمكن تجاوزها، لا سيما بعد اللغط الذي كان أثير مؤخرا عن مصير أصوات الناخبين العلويين، وعن الجهة السياسية اللبنانية التي تملك القرار او تحظى بالتفويض السوري بعد حزب الله، الذي على ما يبدو قرر النأي بنفسه منعا من الإخراج بين حليفيه فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل.

فالوزير فرنجية لولا الحاجة الملحة لم يكن مضطرا لهذه الزيارة، التي ربما أثارت بعض “العتب” عند حلفائه في طرابلس وخارجها، لكن الضرورات تبيح المحظورات، وفق متابعين، وكان لزاما على البيك التوجه بأسرع وقت قبل فوات الاوان وعدم الرهان على العمل بالواسطة او عن طريق التواصل الهاتفي او اللقاءات الجانبية، خصوصا ان الانتخابات ستجري بعد ساعات وكل المعلومات تشير عن وضع صعب يواجهه حلفاءه في لائحة “الكرامة الوطنية”، الذين لم يبق أمامهم سوى الرهان على الصوت العلوي لرفع منسوب الحاصل الانتخابي لديهم.

فضلا عن ذلك فان النائب فرنجية أراد ان يحسم الجدل الدائر حول البلوك العلوي بعد تسريبات عن السفير السوري على عبد الكريم، بانه سوف يعمل على تأمين ذلك ″البلوك″ الى محمود شحادة مرشح لائحة كمال الخير، الذي تعرقلت عملية دخوله الى لائحة الكرامة وبات اليوم وضعه لا يحسد عليه في حال كان هناك التزام علوي بالتصويت لمرشح ″الكرامة″ احمد عمران او بالتصويت لاي مرشح اخر، على سبيل المثال فيصل كرامي او مرشح المردة رفلي دياب.

يمكن القول ان النائب فرنجية نجح في تكوين صورة للرأي العام بأن الصوت العلوي بغالبيته سيكون الى جانب اللائحة التي يدعمها، وأن لا حظوظ للائحة كمال الخير التي تضم ايضا مرشحا عن التيار الوطني الحر، وهنا يكمن بيت القصيد، هل أراد البيك توجيه رسالة الى باسيل بانه هو صاحب القرار؟ وان محاولة دخوله الفاشلة قبل أشهر الى جبل محسن كانت تحتاج الى اذن مسبق؟، أم أن فرنجية يسعى فقط الى دعم حلفائه في لائحة الكرامة؟، وماذا لو ان المتضررين من هذه الزيارة عملوا على قلب المعادلة في الساعات الاخيرة، ومنهم سياسيون لبنانيون وسوريون؟، وهل سيلتزم العلويون بالتصويت لهذه اللائحة ام ان خياراتهم مفتوحة على سائر اللوائح التي لهم فيها مرشحين؟ وأخيرا لمصلحة من اعادة التذكير دائما بان جبل محسن بحاجة الى وصاية او ان أهله غير راشدين، أو الايحاء بأنهم لا يعرفون مصلحتهم؟.

مواضيع ذات صلة:

  1. هل تم كفّ يد رفعت عيد عن الانتخابات.. ولمن أُعطيَ التفويض؟… عمر ابراهيم

  2. ماذا يحصل في السفارة السورية.. ومن إستُدعيَ مؤخرا الى دمشق؟… عمر ابراهيم

  3. ماذا يجري على الحدود اللبنانية – السورية؟… عمر ابراهيم

Post Author: SafirAlChamal