من يريد إلغاء الوزير محمد كبارة في الانتخابات؟

خاص ـ سفير الشمال

لم يسبق لعميد نواب طرابلس محمد كبارة الذي إنتخب لأول مرة في العام 1992 وإستمر 26 عاما من دون إنقطاع نائبا عن المدينة، أن واجه في أي دورة من الدورات الانتخابية السابقة، ما يواجهه في هذه الانتخابات من حرب واضحة المعالم تهدف الى محاصرته من كل الجهات تمهيدا لالغائه وإنهاء مسيرته النيابية.

ليس مستغربا أن يواجه ″أبو العبد″ منافسة من قبل الخصوم في اللوائح الأخرى على المستوى الانتخابي، علما أن كبارة ليس لديه خصومات حادة في طرابلس بل هو يتعاون مع كل القيادات السياسية لمصلحة المدينة، فضلا عن قربه من الفئات الشعبية التي تجد فيه ضرورة للمدينة.. لكن المستغرب أن يواجه كبارة حصارا من “تيار المستقبل” الذي يسعى الى تهميشه وإضعافه لمصلحة مرشحيه، حيث سيصار الى حجب كل الأصوات التفضيلية الزرقاء عنه، والتي قد تمنحها قيادة التيار الى المرشحة ديما جمالي، أو الى النائب سمير الجسر أو غيرهما بحسب ما سيقرره الرئيس سعد الحريري.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن بعض الناشطين في التيار يلاحقون ماكينة كبارة على كثير من الأصوات العائدة لها بهدف مصادرتها، ما يعتبره مقربون من كبارة بأن ما يحصل هو مؤامرة تهدف الى إسقاط أبو العبد في الانتخابات وإبعاده عن قاعدته الشعبية.

لا شك في أن الرئيس سعد الحريري يحاول دائما أن يميّز أبو العبد كحليف لتيار المستقبل، وهو حرص خلال زيارته الى طرابلس أن يبدأها بزيارة منزله، لكن المحبة الشخصية التي يحملها الحريري لكبارة لا تترجم سياسيا على مستوى الأمانة العامة أو على مستوى المرشحين أو الماكينة الانتخابية، حيث أن الأمين العام أحمد الحريري لا يتوانى في كل زياراته عن إصطحاب الجسر وبعض المرشحين على اللائحة في جولاته لمحاولة تسويقهم ولو كان ذلك على حساب أبو العبد، في وقت يصل فيه الى مسامع الماكينة الانتخابية لكبارة الكثير من الكلام التحريضي على أبو العبد وصولا الى التشهير به، والدعوات الى عدم التصويت له، ومنح الأصوات لمرشحي المستقبل، علما أن بعض البيانات التي صدرت ونفت حصول ذلك، لم تعد تنفع في ظل الإنتشار الأفقي لهذا السلوك الأزرق في المدينة ضد الوزير كبارة دون غيره من المرشحين، وصولا الى محاولات حثيثة تجري لاستمالة مناصريه، من خلال إعتماد مبدأ الترهيب والترغيب.

وقد ترجم هذا الأمر بوضوح في لوائح الانتخاب التي أعدتها وزارة الداخلية للتصويت، حيث أن إسم الوزير كبارة مع صورته وضع في المركز الرابع ، في حين أن البروتوكول والأقدمية يقضيان بأن يكون إسم كبارة مع صورته في رأس اللائحة كونه وزيرا فاعلا يتقدم على سائر المرشحين.

هذا الواقع يترك سلسلة تساؤلات لجهة، لماذا كل هذا الحصار المفروض على كبارة؟، ومن هي الجهة التي تريد تصفية حساباتها معه في تيار المستقبل؟، وكيف يمكن لحلفاء أن يحاصروا زميلا لهم في اللائحة، وأن يحاولوا سحب أصواته لمصلحتهم؟..

في غضون ذلك يشير مطلعون على الماكينة الانتخابية لكبارة، الى أن كل هذا الحصار مرده الى أنهم لا يريدون نائبا قريبا من الناس يقوم على خدمتهم ويعيش همومهم، لافتين الانتباه الى أن نشاط أبو العبد في وزارته ونشاطه الشعبي وخدمته للناس بغض النظر عن إنتماءاتهم كشف كثيرا من قيادات المستقبل ونوابه أمام كل الناس في طرابلس، لذلك فإنهم اليوم يسعون لاسقاطه.

Post Author: SafirAlChamal