الصفدي نائب سابق بعد أيام.. وماكينته تفتقد العصب… عمر إبراهيم

ما بين عامي 2009 و2018 أمور كثيرة تغيرت في حضور ونفوذ القوى السياسية الرئيسية في طرابلس، وكان لهذه الفترة الزمنية الفاصلة بين المحطتين الانتخابيتين دورا هاما في تحجيم بعض هذه القوى وتعاظم دور قوى اخرى، فضلا عن تبدلات جوهرية في المزاج العام وفي صفوف القواعد الشعبية لهذا الفريق او ذاك، لا سيما بالنسبة للنواب الذين قرروا العزوف عن الترشح، ومن بينهم  النائب محمد الصفدي الذي قرر العمل وتجيير ما تبقى من مناصرين لديه لصالح لائحة ″الخرزة الزرقاء″

في اخر انتخابات نيابية شهدتها المدينة عام 2009 كانت كل الاحصاءات تشير الى فوز النواب الحاليين، وهي نتيجة افرزتها صناديق الاقتراع بعد فرز الاصوات، نظرا للتوزانات التي كانت قائمة ومعرفة حجم كل فريق سياسي وقدراته وقوة ماكينته الانتخابية، ومنها على سبيل المثال ماكينة الصفدي، التي تم إعتمادها بشكل اساسي من قبل المرشحين، كونها كانت قادرة على إصدار النتائج بشكل موثوق.

الجميع كان يسلّم بأن النائب الصفدي يمتلك فريق عمل انتخابي لا يُستهان به، وكان ذلك مدعاة فخر له، وقد بقي هذا الفريق متماسكا حتى الانتخابات البلدية الاخيرة في العام 2016.

ماكينة الصفدي التي كانت تنشط على خطين، الأول اجراء الاحصاءات، والثاني تدريب المندوبين وتنخيب المواطنين، ما لبثت ان اصابها التفكك بعد الانتخابات البلدية بعدما تركها بعض كوادرها والعاملين فيها، لكن تم استيعاب الامرنوعا ما، وبدأ العمل عليها مجددا مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات الحالية، وفي خضم تحضيراتها ومهامها على تحشيد المناصرين والمؤيدين، تلقت صفعة من النائب الصفدي بقراره عدم الترشح او ترشيح اي من المقربين منه، وإنتقاله من مرشح مستقل الى داعم للائحة المستقبل.

هذا القرار المفاجىء للصفدي أحدث ارباكا كبيرا لدى المناصرين على وجه الخصوص الذين كانوا ينتظرون خوض هذا الاستحقاق خلف مرشحهم الصفدي، لا ان يكونوا مجرد رقم انتخابي يجيّر لصالح هذا المرشح او ذاك على لائحة الخرزة الزرقاء، وهو ما عبر عنه احد المناصرين بالقول: “إن ما حصل معنا ينطبق عليه المثل الطرابلسي بدلا ما يكون سيدها صار يطبل بعرسها.

بحسرة  ينظر جمهور الصفدي الى المهرجانات التي تشهدها طرابلس من قبل اللوائح المتنافسة ولا سيما لائحة العزم التي وضعها الصفدي في استراتيجته “القتالية”، وقرر ان يكون جنديا في هذه الجبهة إرضاء للرئيس سعد الحريري، بدلا من ان يكون رمزا سياسيا يقاتل انصاره من اجله ويدافعون عنه، ويقيمون الاحتفالات والمهرجانات في الشوارع التي افتقدتهم وربما الى الابد، ولعل هذا ما يقدمه البعض كسبب أساسي لترك ماكينة الصفدي والالتحاق بماكينات لمرشحين آخرين.

ربما يشعر الصفدي بأنه اخطأ بحق نفسه وبحق جمهوره، عندما تنحى مكابرا من خلال الايحاء بأنه سيبقى في صلب المعادلة السياسية، متناسيا أن صلب المعادلة السياسية لا تصنعها الا الانتخابات النيابية، لكن الصفدي يعزي نفسه ويحاول إيهام الاخرين انه باستطاعته قلب الموازين الانتخابية، من خلال مناصريه الذين سيدفع بهم أينما يريد ولمصلحة اي مرشح من لائحة الخرزة الزرقاء، لدرجة يردد بعض المطلعين على تفاصيل عمل لائحة المستقبل ان الصفدي يتعاطى مع اللائحة والمرشحين فيها وكأنه يملك القدرة على انجاح من يريد، في ما بدا على انه يعيش نشوة انتصار عام 2009 وزهوة تلك الجماهير التي باتت اليوم ترقص وتغني في مهرجانات خصومه، من دون ان يدري او ربما لا يريد ان يعترف بهذه الحقيقة، قبل ان يودع المجلس النيابي بعد ايام قليلة ليصبح نائبا سابقا، أما من تبقى معه فسيتم اسقاط صفة أنصار النائب السابق عليهم، الا الذين تداركوا انفسهم وهم كثر، ولسان حالهم يقول نحن لسنا اصواتا في صناديق الاقتراع، ومن يريد الانتحار فالينتحر لوحده، لان ساعة الندم لن تنفع.

مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري غير ممنون من الصفدي: شطحت كتير… غسان ريفي

  2. هل بالغ محمد الصفدي في إرضاء المستقبل؟… غسان ريفي

  3. كيف تعاطت مواقع التواصل الاجتماعي مع عزوف الصفدي؟… عمر إبراهيم

 

Post Author: SafirAlChamal