فرق شاسع بين خطابي جبران باسيل وطوني فرنجيه… مرسال الترس

في الأيام القليلة الفاصلة عن اليوم الحاسم للانتخابات النيابية، ترتفع وتيرة الخطابات السياسية بشكل حاد وخطر. حيث يلاحظ المراقبون بدقة أن هناك خطاباً ينحو سلبياً فيركز على التعبئة الطائفية المذهبية، وآخر يرفع الايجابيات الى مستويات غير مسبوقة فيقدّم العيش الواحد بين أبناء لبنان من جميع الطوائف والمذاهب على كل ما عداه.

ففي نهاية الاسبوع الماضي تشكّلت حالتان عكستا الأفكار التي يتم تداولها وطرحها من خلال البرامج الانتخابية، الأولى تمثّلت على هامش جولة في جنوب لبنان لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل المتّكئ على خبرة سنوات في الحقلين السياسي والوزاري ورافقها جو من التشنّج، والثانية إنطلقت على لسان المرشّح عن تيار المرده في زغرتا الشاب طوني سليمان فرنجيه الذي يثبت جدارته وثقته بنفسه يوماً بعد آخر، فعكست جواً من الارتياح العام.

يرى المراقبون أن خطاب باسيل في جولته على بعض قرى الجنوب التي عانت الأمرّين من التواجد الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي تضمّن مبالغات لرفع مستوى التعبئة الطائفية والمذهبية الأمر الذي أخرج رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري عن لغة تخاطبه المعهودة مع مختلف الأفرقاء على الساحة اللبنانية ليشنّ أعنف هجوم على باسيل حيث رفض: جعل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقّدين نفسياً. ملاحظاً وجود: محاولة لتدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سيّاحٍ انتخابيين أحدهم يبرغت في دائرتنا”. ومتحدثاً عن البعض الذين يقومون بجولات طائفية تحاول أن تؤلّب الناس تحت مزاعم الظلم الاجتماعي أو عدم تلبية المطالب. مستشهداً بكلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال فيه: ألفظوا وانبذوا من يؤجّج المشاعر الطائفية والعصبيات، لأنه يتلاعب باستقرار الوطن. مشدداً على القول: لن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان الى شراع مثقوب تتسلّل منه رياح الفتنة”. وأضاف: “نريد انقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان. وختم متمنياً تجنب السجالات السياسية في هذه الفترة مؤكداً أنه لن يسكت على أمر بعد الآن لأن وزير الخارجية تمادى في الخطاب الفتنوي والمذهبي وما عاد يمكن السكوت عن ذلك.

هذا ما حصل في الجنوب أمّا في الشمال فقد شدّد المرشح طوني فرنجيه على وجوب التشبث بالعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين. وقال على هامش زيارة انتخابية له الى بلدة حريقص في قضاء زغرتا، وهي أقصى امتداد للقضاء الى محيط مدينتَيْ المنية ودير عمار ذات الأغلبية السنية، والتي يعيش فيها المسيحيون والمسلمون جنباً الى جنب منذ مئات السنين، حيث توقف عند ذلك باهتمام وردّد: ان مسؤولية المحافظة على التنوّع والتعايش في مناطقنا وترسيخ العيش الواحد وتثبيت الناس في بلدهم وارضهم تقع على مسؤولية كل فردٍ منّا.

وبعد أن لفت فرنجيه الى وجوب التعلّق بهذه الأرض الطيبة أضاف: ” من المعيب جداً أن يفتقد الناس في مثل هذه المناطق لأدنى مقوّمات الحياة البديهية. مشدداً على ضرورة العمل والايمان بالوطن وبالقدرة على التغيير والتجذّر بهذه الأرض لتحقيق مستقبل ملائم لأبنائنا.

وختم قائلاً: عسانا نصل الى مجلس نيابي قادر على التغيير يعيد وضع لبنان على الطريق الصحيح، فلبنان يستحق منّا الكثير ويتطلّب المزيد من العمل في سبيل تطويره.

إنهما ولا شك منطقان متناقضان يتجاذبان على الساحة اللبنانية ليس في هذه الانتخابات وحسب وانما منذ عقود، واذا كان العديد من الأفرقاء غير مطمئنين الى النتائج التي سيحصدوها من هذه الانتخابات. فإن هناك آخرين مطمئنين الى الغد لأن في رصيدهم تاريخ عريق ومتجذّر في هذا الشرق ولا يخافون المستقبل مهما كان مضطرباً.

مواضيع ذات صلة:

  1. من سيكون الرابح: جبران باسيل أم خصومه؟… مرسال الترس

  2. الكتائب والقوات.. تحالف حدّ السكين؟… مرسال الترس

  3. التيار البرتقالي: حروب ومعارك في كل الاتجاهات… مرسال الترس

 

Post Author: SafirAlChamal