مُغالطات تيار المستقبل… عبد الفتاح خطاب

يخوض تيار المستقبل معركته الانتخابية في أجواء مُستجدّة حيث فقد الهالة والإجماع والالتفاف السُنّي الجامع الذي كان يتمتع به، والذي تُرجم إنتخابياً (فيما مضى) بشعار السمع والطاعة ″زيّ ما هيي″!

يدّعي ″تيار المستقبل″ أن هناك خطراً على الزعامة السُنيّة، بينما حقيقة الأمر هي في استماتة التيار في الدفاع عن الآحاديّة!

وبدورنا نسأل: هل آحادية الزعامة تُتيح المنعة والقوة للطائفة السُنّية، أم هو إجماع السُنّة بتلاوينهم على وحدة الموقف فيما يختصّ بتطلعاتهم وشؤونهم وأمورهم ومصالحهم وحقوقهم؟.

هل عرف السُنّة يوماً آحادية الزعامة منذ العام 1938 وحتى 1992 أيام خالد شهاب، وعبدالله اليافي، وأحمد الداعوق، وسامي الصلح، ورياض الصلح، وعبد الحميد كرامي، وسعدي المنلا، وحسين العويني، وناظم عكاري، وصائب سلام، ورشيد كرامي، وأمين الحافظ، وتقي الدين الصلح، ورشيد الصلح، وسليم الحص، وشفيق الوزان، وعمر كرامي؟

أما الرئيس رفيق الحريري فقد كان استثناءً لن يتكرر، سواء في شخصه أو في الظروف التي جاءت به.

ونسأل أيضاً: هل التعدّدية دليل انقسام وضعف؟ وهل يسري هذا القول مثلاً على الثنائية الشيعية، أو الثنائيّة المسيحيّة (مع وجود تعدّدية ممثلة على سبيل المثال بحزب الكتائب وتيار المردة)، أو الثنائيّة الدرزية (المُتجهة نحو تعدّدية ثلاثيّة).

الثنائيّات لا تدلّ حكماً على تساوي أقطابها وهذا واضح للعيان في الثنائيات السياسيّة الحاليّة، والتعدّدية السُنّية لن تعني قطعاً نفي صفة تقدّم أحد أقطابها على أقرانه من حيث حجم التمثيل والإنتشار.

ثمّ ألا يلعب اختلاف الرأي ضمن الطائفة الواحدة دور الوسيط بين مُختلف الأفرقاء، والعازل الذي يمنع الإنقسام الحاد والتفجير في لبنان؟

ألا يدعو المثل الشعبي القديم إلى الحذر والحيطة بحيث لا نضع البيض في سلة واحدة؟

أليس في تنوّع الرأي غنى لأن رأيين (أو أكثر) أفضل من رأي واحد؟

الأمر الثاني هو ترويج تيار المستقبل أن الطائفة السنية هي التي أنقذت البلد، وأن الرئيس سعد الحريري هو من قام بالمبادرات وأخرج البلد من الفراغ. لكن تلك المُساومات والتنازلات والانبطاحات المُسماة زوراً وبُهتانا مُبادرات، سبّبت انفضاض حلفاء الطائفة السُنيّة في 14 آذار، وأطاحت بحقوق الطائفة ومكتسباتها، وخلقت شعوراً طاغيا بالإحباط في مكوناتها.

الأمر الثالث هي اتهام كلّ من لا يصوّت لـتيار المستقبل بأنه متواطئ مع حزب الله وعميل للمدّ الفارسي في المنطقة!

لا نُريد الخوض في تفاصيل علاقة تيار المستقبل مع حزب الله، وسنترك لمسألة تأليف الحكومة المقبلة وما ستخضع له من أخذ وردّ أن تكشف المستور.

خلاصة الأمر أن الرئيس رفيق الحريري الشهيد لا يمُتّ بصلة إلى تيّار المستقبل المنسوب إليه، وخاصة بوضعه الحالي بعد أن فقد رموزه وحرسه القديم وحاملي الأمانة الأصيلين والأصليين!!

مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal