مفاجأة من التبانة.. صور الحريري تتبدل…عمر ابراهيم

لا شك في أن الرئيس سعد الحريري نجح في الشكل في إعطاء صورة خلال زيارة طرابلس، بانه ما زال يتمتع بقوة شعبية وحضور قوي خلافا لكل ما كان يروج في وسائل الاعلام من خلال الاستطلاعات، وجسد ذلك عبر مشاركته في عدة لقاءات اقيمت له في ارجاء المدينة لا سيما المناطق الشعبية فيها، حيث تم تظهير المشهد وكأن ما يحصل هو “تسونامي” يجتاج تلك المناطق.

ولا شك ايضا في ان الحريري وفريق عمله ابدوا قدرة عالية على المشاركة في إظهار هذه الصورة، بالتعاون مع اجهزة الدولة على اختلافها، فكانت العملية منسقة ومنظمة، بدءا بعمليات الحشود الشعبية التي كانت ترافقه في كل محطة، وصولا الى الاعلام وخبرته في التقاط الصور والتركيز على تلك الحشود وعلى اللقطات العاطفية، مرورا بخبرة الرئيس الحريري العالية والمشهود له بها في كيفية التحرك والتنقل بين جمهوره ومداعبة مشاعر المشاهدين على شاشات التلفزة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجهة اقترابه من المشاركين ومصافحتهم وتقبيلهم والتقاط صور السلفي معهم.

لكن ما ان مضت ساعات على انهاء الحريري لزيارته لطرابلس ومغادرتها الى الضنية والمنية ومن بعدهما عكار، حتى بدأت تنقشع بعض التفاصيل حول ما حصل في تلك المناطق التي كانت أشبه بـ”استديو تصوير” جرى إعداد شوارعها عبر فريق متخصص عمل على   رفع اعلام وصور للرئيس الحريري على المباني وعلى شرفات المنازل وواجهات المتاجر، لتخرج الصورة وكأن ذاك الحي ومحطيه هما معقل “للتيار الازرق” والحاضنة الشعبية لرئيسه ولائحته، ما دفع بعض الظرفاء الى التعليق بالقول “بدنا خرزة زرقاء لحماية هيدا الجمهور”.

بعد سلسلة اشكالات سجلت على خلفية عمل المندوبين والمفاتيح التي شاركت في لقاءات طرابلس، وبعد ما سجل ايضا شهر اسلحة وتضارب بين تلك المفاتيح ومن عمل معهم، وبعدما تم ازالة العديد من الصور في مناطق كانت مسرحا لتلك اللقاءات، جاءت المفاجأة من باب التبانة، حيث كان الحريري شارك في مهرجان شعبي حاشد، اطلق عليه بعدها مهرجان الوفاء للحريري وبنيت عليه مقالات وتعليقات وكأن التحرير بعينه قد حصل.

مفاجأة التبانة التي ازدانت شوارعها واحتضنت الحريري خلال لقائه، كانت في اليوم التالي حيث تمت إزالة كل تلك الصور والشعارات والاعلام واللافتات من على المباني والمنازل، واستبدالها مباشرة بشعارات وصور لللائحة “لبنان السيادة” التي يرأسها الوزير اشرف ريفي، في مشهد وكأن تلك الشوارع هي ساحات فقط لتقديم الخدمات للمرشحين واللوائح، بعيدا عن الولاء الحقيقي، من دون الاساءة الى الاهالي الذين عانوا الامرين من تجاهل الحكومة والدولة لهم، وربما يردون لهم الجميل بالتعاطي معهم بنفس الطريقة.

  

Post Author: SafirAlChamal