لماذا لم ينظم الحريري مهرجانا مركزيا في طرابلس؟

خاص ـ سفير الشمال

كثيرة هي المتغيّرات التي طرأت على سلوك الرئيس سعد الحريري بالمقارنة مع زياراته السابقة الى طرابلس ما قبل إنتخابات 2009 عندما كان يتمتع بشعبية كبيرة.

كان الحريري يقيم في فندق كواليتي إن، وينتظر أن تأتي المدينة إليه، فيستقبل الوفود ويتحدث أمامهم، ثم يشارك في مهرجان مركزي شعبي يظهر قوة تيار المستقبل وحضوره، ويخرج الى الجمهور ويلقي كلمة ثم يغادر الى بيروت ليكمل مرشحو المستقبل مهمة التواصل مع القواعد الشعبية.

الوضع تبدل اليوم، فالحريري الذي يشعر بحجم تراجع شعبيته مع تياره في طرابلس، آثر النزول الى الشارع وزيارة كوادر الأحياء الشعبية والوقوف على خاطرهم وصولا الى إسترضائهم، وإقامة لقاءات شعبية صغيرة في المناطق والاستعانة بكل مقدرات الدولة وأجهزتها وإستخدام البروباغندا الاعلامية لتأمين الحشد اللازم وإظهار ردات فعل المواطنين تجاهه في مشاهد تمثيلية واضحة.

اللافت أن الحريري إكتفى بمهرجان إعلان لائحة “الخرزة الزرقاء” الذي أقامه في مركز الصفدي قبل نحو شهر، ولم يبادر الى إقامة مهرجان مركزي على غرار ما كان يفعل في دورات إنتخابية أو في إستحقاقات سياسية سابقة، بل إكتفى بمحطات شعبية يؤكد متابعون ومطلعون بأن الحشد فيها كان واحدا وكان ينتقل من منطقة الى أخرى، حيث كشفت كثير من الصور الوجوه نفسها في أكثر من منطقة، فضلا عن أن الحريري يرافقه في جولته الانتخابية الطرابلسية نحو خمسمئة عسكري من الحرس الحكومي كونه رئيسا للحكومة اللبنانية، إضافة الى نحو عدد كبير جدا من الأمنيين بلباس مدني لحفظ الأمن وهذا العدد كفيل لوحدة باظهار وجود حشد شعبي.

تتساءل أوساط طرابلسية لماذا لم يقم الحريري مهرجانا شعبيا مركزيا في طرابلس خصوصا أنه جاء الى المدينة منذ يوم الجمعة، وتستمر زيارته الى يوم الاثنين؟، وطالما أن قيادة المستقبل في طرابلس تتغنى بالحشد الشعبي الذي رافق زيارته في كل المحطات، فلماذا لم تبادر الى جمع كل المؤيدين في مهرجان كان من شأنه أن يشكل تسونامي حقيقية في المدينة، بدل حصر الاستقبالات في الشوارع والأحياء التي تضيق عادة بساكنيها؟، وألم يكن من الأجدى سياسيا وإنتخابيا إقامة مهرجان كبير يُظهر قوة الحضور الأزرق؟.

يقول متابعون أن لا قدرة لتيار المستقبل على إقامة مهرجان مركزي في طرابلس، لأن ذلك سيؤدي الى كشف حجمه الشعبي ما سينعكس عليه سلبا في الانتخابات، لافتين الانتباه الى أن حتى الحريري في بعض المحطات الطرابلسية الضيقة لم يكن راضيا عن الحضور وقد وجه سلسلة ملاحظات لبعض الكوادر التي لم يكن يبدو عليها الارتياح.

Post Author: SafirAlChamal