إستياء طرابلسي من المفتي الشعار.. حوّل صلاة الجمعة الى مهرجان إنتخابي

خاص ـ سفير الشمال

ربما يعذر الطرابلسيون المفتي مالك الشعار على محبته الكبيرة للرئيس سعد الحريري الذي دعمه في الوصول الى سدة الافتاء، وعمل على حل الكثير من المشاكل التي واجهته، وتحمل نفقات سفره الى فرنسا وإقامته في فندق جورج الخامس في باريس عندما كان مهددا أمنيا، لكنهم لا يعذرونه بتاتا في تسخير دار الفتوى ومنبر رسول الله في الجامع المنصوري الكبير للترويج له في معركته الانتخابية، وفي تحويل دار كل المسلمين ومساجدهم الى ماكينات إنتخابية.

لا شك في أن الشعار يحفظ  للحريري كل ذلك، لكنه ربما نسي بأن مفتي طرابلس يجب أن يكون لكل أبناء المدينة، يتابع همومهم، ويوحد صفوفهم، ويؤلف بين قلوبهم، ويجمعهم على كلمة سواء، لا أن يكون طرفا في صراع إنتخابي سياسي، يتسبب في التفرقة والانقسام والفتن بين أبناء المدينة الواحدة، وأنه عندما يريد أن يرد الجميل الى الحريري يمكن أن يرده على المستوى الشخصي، لا أن يرده من حساب دار الفتوى أو حساب المسلمين الذين يرتادون المساجد يوم الجمعة لسماع كلام الله وسيرة نبيه الكريم وللصلاة والدعاء، وليس للاستماع الى خطبة إنتخابية بامتياز تدعو الى إنتخاب هذا الفريق السياسي أو ذاك.

يعلم الطرابلسيون أيضا، بأن المفتي الشعار يشعر بالقلق حيال إقتراب إنتهاء ولايته في الافتاء، وهو يتطلع الى تمديد هذه الولاية، لذلك عليه أن يقدم كل الحب وكل الولاء لرئيس الحكومة طمعا في كسب رضاه، لكن ذلك أيضا يمكن أن يكون على المستوى الشخصي، وليس على المستوى العام، فلا يحق للمفتي أن يتحول الى شاعر بلاط، أو الى مداح في مجلس السلطان، وأن يعطل على المؤمنين روحانية أفضل صلاة أمر بها الله، في يوم الجمعة، ليقنعهم بنهج ومبادئ وسلوك رئيس الحكومة.

لا يخفى على أحد أن خطبة المفتي مالك الشعار قد أثارت حالة من الاستياء والاستهجان في صفوف الطرابلسيين، ليس لكونها تتعلق بالترويج للرئيس الحريري أو غيره، بل لكونها تحولت الى جزء من الحملة الانتخابية التي يتطوع الشعار لترويجها.

لقد عبر الشعار عن محبته للرئيس الحريري عندما زاره صباحا في دار الفتوى حيث قال: ″إن طرابلس اليوم في عرس، وأن سعد الحريري رجل على مستوى الوطن وعلى مستوى القيم وعلى مستوى طائفته ودينه ومحبيه وإخوانه″، وقد كان يكفي ذلك ولو كان من دار الفتوى التي يجب أن تكون المحضن الجامع لكل المسلمين من قيادات سياسية ومواطنين.

لكن الشعار آثر المبالغة في إظهار الولاء عندما خصص القسم الأكبر من خطبته من على منبر الجامع المنصوري الكبير ليروّج سياسيا للحريري وصولا الى الدعوة الصريحة الى انتخابه، والتغني بمزاياه شعرا ونثرا ومدحا، متجاهلا أن في المدينة ثمانية لوائح تتنافس في الانتخابات وأنه يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع.

يعبّر أحد كبار المشايخ في طرابلس عن غضبه الشديد من السلوك الذي يتبعه المفتي الشعار حيال بعض القيادات السياسية، معتبرا أنه لعب دور الماكينة الإنتخابيه للائحة المستقبل مستخدما دار الفتوى ومنبر رسول الله للترويج لها، متسائلا هل يرضى الرئيس الحريري بذلك، وهل يقبل مفتي الجمهورية أن تتحول خطبة الجمعة الى ماكينة إنتخابية، وأن يصبح مفتي طرابلس شاعرا ومداحا سياسيا، مشددا على أن ما حصل من شأنه أن يفقد المفتين والمشايخ مصداقيتهم وإحترامهم.

ويختم الشيخ الجليل داعيا المفتي مالك الشعار الى قراءة الآية الكريمة والتدبر بها جيدا: ″وإن المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحدا″.

Post Author: SafirAlChamal