سنة الكورة يطالبون بتمثيلهم في الانتخابات المقبلة… فاديا دعبول

لطالما شكل أبناء الكورة من الطائفة السنية بيضة القبان في دورات الانتخابات النيابية الماضية، حيث ان الكورة تنتخب لايصال ثلاثة مرشحين ارثوذكسيين الى الندوة البرلمانية. اذ ان المسيحيين، ارثوذكس وموارنة، يشكلون نحو 70 في المئة من عدد ابناء القضاء. اما المسلمون فيتوزعون بين الطوائف السنية والشيعية والعلوية ولا يتعدى عددهم مجتمعين العشرة الاف، في حين ان عدد السنة منفردين يصل الى نحو ثمانية آلاف.

ونتيجة الاهتمام البالغ الذي يعول على هذه الشريحة، التي لا تجد لها حافزا في احيان كثيرة للانتخاب، لعدم تمثيلها الصحيح من نواب الكورة من جهة، واقفال ابواب نواب سنة طرابلس في وجهها، من جهة اخرى، لعدم استفادتهم من اصواتها، تجد هذه الشريحة يوما بعد يوم ضرورة قصوى لتمثيلها في الانتخابات المقبلة مع سنة البترون في مقعد واحد، ″رفعا للشعور بالظلم والغبن اللاحق بها ومن منطلق ان لكل طائفة نوابها″.

وفي حين ان الغالبية الساحقة من هذه الطائفة كانت تصب اصواتها لصالح تيار المستقبل الا انها اليوم انقسمت بين فئة تلتزم مواقف طائفتها السياسية، وفئة تلتزم مع من يقدم لها الخدمات اليومية والتوظيفية وغيرها.

وما زاد من هذا الشرخ، انقسام ثورة الارز وتوزيع أفرقاء 14 آذار على لوائح متنافسة وفق القانون النسبي الجديد بما يتلاءم مع مصالحها الانتخابية لايصال مرشحيها، لاسيما أن الناخب لا خيار امامه الا انتخاب لائحة واحدة بمرشحيها مجتمعين، من دون امكانية التشطيب او الجمع بين اللوائح، بل تسمية مرشح واحد لا اكثر.

وما رفع ايضا من وتيرة إشكالية سنة الكورة، ما يتخبط به تيار المستقبل جراء تحالفه في الكورة مع التيار الوطني الحر، ناسفا بذلك نهجه السياسي المعارض للتحالف مع اي مرشح يدور في فلك المقاومة او بالاحرى المحور الايراني.

يبقى ان ما يجعل سلسلة عقد السنة هذه المرة يفرط ولا يصب مجتمعا في صناديق الاقتراع لصالح طرف سياسي محدد، هو ان العديد من الاصوات ستخرج من معقل دائرة 14 اذار لتشكل رافعة للوائح اخرى تلبي طموحاتها في الانفتاح والتعايش وتقديم الخدمات ربما اكثر، لاسيما ان سنة الكورة هم من النسيج الكوراني المتأصل في العروبة والمشبع بالثقافة والعلم.

ماضيع ذات صلة:

 

Post Author: SafirAlChamal