الضنية تهتف لميقاتي: أخرجنا من القمقم السياسي… غسان ريفي

azm12

خيّم اللون ″البنفسجي″ أمس على الضنية التي فتحت ذراعيها للرئيس نجيب ميقاتي وإستقبلته بنثر الورود والياسمين، في زيارة إستثنائية بدلالاتها ورسائلها السياسية، وبالحشد الشعبي الكبير الذي رافقها في مهرجانين إنتخابيين أقيما في بلدة قرصيتا مسقط رأس المرشح على لائحة العزم الدكتور جهاد يوسف، وفي عاصمة القضاء سير مسقط رأس المرشح على لائحة العزم الدكتور محمد الفاضل، إضافة الى المحطات العديدة التي توقف فيها ميقاتي من كفرشلان الى بيت الفقس والسفيرة وبقرصونا، والتي أقيمت له فيها إستقبالات شعبية.

يمكن القول أن ما قبل زيارة ميقاتي الى الضنية ليس كما بعدها، حيث أن ثمة توازنات سياسية جديدة ستفرض نفسها، سواء في الاستحقاق الانتخابي المنتظر في 6 أيار المقبل، أو ما بعد هذا الاستحقاق، خصوصا أن الزيارة جاءت لتكرّس حضورا سياسيا وازنا لتيار العزم والرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد الاحتضان الشعبي الأفقي الذي لقيه، أنه بات يشكل خيارا سياسيا لأبناء الضنية.

كان لافتا مناشدة البعض للرئيس ميقاتي خلال زيارته الى الضنية بأن أخرجنا من القمقم السياسي الذي نعيش فيه، ما يدل على أن أبناء الضنية قد ملّوا السلوك السياسي لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري القائم على التنازلات بهدف الوصول الى الحكم وتحقيق المصالح والمكاسب، ولو كان ذلك على حساب الطائفة السنية وحضورها ومواقعها، كما سئموا من الوعود الانمائية التي تطلق منذ 13 عاما من دون أن تأخذ طريقها نحو التنفيذ.

بدا واضحا من خلال هذه المناشدة أن أبناء الضنية يشعرون بحالة من الاختناق السياسي والانمائي، ويسعون للخروج من المظلة الزرقاء البعيدة عنهم وعن همومهم، الى مظلة العزم الملاصقة لهم خصوصا في ظل تأكيد الرئيس ميقاتي في كل مناسبة بأن الضنية بالنسبة إليه كطرابلس وهو معني بها وبأهلها وبمعاناتهم وهمومهم وبالعمل مع شريكيه في اللائحة الدكتور محمد الفاضل والدكتور جهاد يوسف على معالجتها، حيث يتذكر كثير من أبناء الضنية كيف أن الرئيس ميقاتي لم يقصر مع أي بلدة أو قرية في القضاء عندما كان وزيرا للأشغال العامة والنقل.

لا شك في أن زيارة ميقاتي الشعبية الى الضنية والتي نجحت بشكل لم يكن المنظمون أنفسهم يتوقعون حصوله، قد أربكت تيار المستقبل الذي وجد أن البساط ينسحب من تحت قدميه، فسارع الى نشر عدد قليل من الأولاد عند مدخل قرصيتا، وعلى مسافة قريبة من مهرجان الدكتور جهاد يوسف، رفعوا الاعلام الزرقاء ولوحوا بها وهتفوا للرئيس سعد الحريري، وذلك في مشهد إنفعالي أساء الى التيار الأزرق وأظهر أن بعض مسؤوليه يعتمدون الحرتقات والولدنة في العمل السياسي ويضيقون ذرعا بكل خصومهم وهم بالتالي يرفضون أي رأي آخر، وهذا ما يفرض مزيدا من الاختناق على أهالي الضنية.

وما أثار حفيظة كثيرين من أبناء الضنية التغريدات التي أطلقها مناصرون للمستقبل على مواقع التواصل الاجتماعي، تشير الى أن الحشد الكبير الذي إجتمع في قرصيتا وفي سير،  جاء من أجل بونات البنزين، حيث رفض كثير من أبناء البلدتين هذا الكلام، معتبرين أن المستقبل يمعن في الاساءة الى أبناء الضنية باتهامهم بأمر إخترعه التيار الأزرق وروّجه ومارسه وما يزال يمارسه لكي يملأ ساحاته، لافتين إنتباه المغردين الزرق الى أن الحشود وصلت الى ساحتيّ المهرجانين سيرا على الأقدام وليس بالسيارات.

يبدو واضحا أن المعركة الانتخابية التي تنتظر الضنية تتجه نحو مزيد من السخونة، وهي ستشهد مواجهة قاسية بين تيار العزم، وتيار المستقبل ولائحة الكرامة الوطنية ممثلة بالنائب السابق جهاد الصمد، وهي لن تكون نزهة بالنسبة لأي طرف، خصوصا أن أحدا لن يستطيع أن يتكهن بالنتائج التي يمكن أن تفرزها صناديق الاقتراع، علما أن الرئيس نجيب ميقاتي جاء يوم أمس الى الضنية ليحصد مواسما من الزرع الطيب، وأن دخوله إليها لن يكون مرحليا أو مؤقتا، بل هو وجود دائم بعدما بات على قناعة بوفاء أهل الضنية الذين أوقدوا يوم أمس شعلة العزم في بلداتهم. 

مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal