المنية: هل يبقى الثنائي العائلي الخير وعلم الدين مهيمناً؟… عبد الكافي الصمد

يكتسب الإستحقاق الإنتخابي في المنية هذا العام أهمية لم يكن يحظى بها في السابق، ويجعله موضع متابعة على أكثر من صعيد ومن أكثر من جهة سياسية، نظراً لما طرأ على المقعد النيابي فيها من تحوّلات هامة.

وتعود أهمية مقعد المنية النيابي إلى أن المنطقة جرى فصلها إنتخابياً عن توأمها الضنية، التي تشكل معها قضاءً إدارياً واحداً، في دورتي إنتخابات 2000 و2005، لتكون بذلك الدائرة الإنتخابية الوحيدة في لبنان التي جرى تخصيصها بمقعد نيابي واحد، في استثناء لم تشهده أي منطقة لبنانية أخرى.

ومع أن تيار المستقبل حصد مقعد المنية النيابي في إنتخابات 2005 و2009 بلا وجود أي منافسة جدّية، بعدما فاز مرشحه النائب الراحل هاشم علم الدين بالمقعد مرتين على التوالي، فإن التيار الأزرق عانى كثيراً في الإنتخابات الفرعية التي جرت عام 2010، بعد وفاة علم الدين، إذ فاز مرشحه النائب كاظم الخير بصعوبة على مرشح فريق 8 آذار كمال الخير.

ثماني سنوات كانت كافية لتشهد المنية تطورات ومتغيرات، كان من أبرزها إقرار قانون الإنتخابات النيابية الجديد القائم على مبدأ النسبية والصوت التفضيلي، وقد ترجم ذلك بتقديم 23 مرشحاً ترشيحاتهم للتنافس حول مقعدها النيابي، وهو أكبر عدد من المرشحين في لبنان يتصارعون على مقعد نيابي واحد.

ولكن لم تكن “دوخة” قانون الإنتخابات النيابية الجديد وتعقيداته تهدأ قليلاً، حتى شهدت المنية تحوّلاً سياسياً آخر، تمثل بـ”إخراج” تيار المستقبل النائب الخير من قائمة أسماء مرشحيه، وإستبداله بالمرشح عثمان علم الدين، الأمر الذي رفضه الخير وأصرّ على الإستمرار في ترشحه، فكان انضمامه إلى لائحة العزم تأكيد على إصراره.

ولم يقتصر التحوّل السياسي والإنتخابي في المنية على ذلك فقط، فالقانون الإنتخابي الجديد فرض على كل لائحة إنتخابية تتشكل في دائرة الشمال الثانية، التي تضمّ كلاً من طرابلس والمنية والضنية، أن يكون ضمنها مرشحاً من المنية، وبما أن هذه الدائرة قد تشكلت بها 8 لوائح، فإن ثمانية مرشحين من المنية توزعوا عليها، ما جعل مروحة التنافس تتسع أكثر ممّا كانت عليه في السابق.

وبرغم أن التنافس النيابي في المنية بقي ثنائياً بين عائلتي الخير ـ علم الدين، فإن هناك محاولات حالية من مرشحي عائلات أخرى لكسر احتكار هاتين العائلتين، اللتين تناوبتا على مقعد المنية منذ استحداثه عام 1960، ولم يخرقه أي مرشح آخر من بقية عائلات المنية الأخرى، إلى حدّ أن فوز النائب السابق محمود طبو في انتخابات 1992 لم يكن على حساب الثنائي العائلي، بل جاء ليضيف مقعداً نيابياً ثانياً في المنية بعد زيادة عدد نواب قضاء المنية ـ الضنية من إثنين إلى ثلاثة.

المرشح على لائحة الكرامة الوطنية عادل زريقة هو أحد أبرز من يحاولون تحقيق ذلك في استحقاق 6 أيار المقبل، برغم أن إستطلاعات الرأي تشير إلى أن التنافس في المنية ما يزال ثنائياً بين العائلتين الأكبر عدّديا فيها، وأن البورصة تتأرجح بين علم الدين والخير، يليهما بشكل متقارب كمال الخير وعادل زريقة.

محاولة زريقة تنطلق من أن عائلته تعتبر ثالث كبرى عائلات المنية، وأغلبها يؤيده، إلى جانب دعم حلفائه في اللائحة الذي سيجيّرون أصواتهم التفضيلية في المنية إليه، وعلى رأسهم الوزير السابق فيصل كرامي والنائب السابق جهاد الصمد وتيار المردة وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، من غير إغفال العائلات الصغيرة في المنية التي تشكل أكثر من نصف سكان وناخبي المنية، وهي عائلات يسعى زريقة وغيره لكسب أصواتها لصالحه، ولصالح اللائحة من أجل رفع حاصلها الإنتخابي، كونها هي من سيحسم النتيجة النهائية، التي ستبقى مجهولة إلى حين معرفة ما ستفرزه صنايق الإقتراع.

مواضيع ذات صلة:

 

Post Author: SafirAlChamal