سفير الشمال

تتوالى ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة لما صرح به رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة خلال حفل عشاء أقيم بدعوة من مستشار الرئيس الحريري خالد الزعبي في بلدة مشحا.

حيث إسترسل جديدة في الكلام  فإتهم كل من لا ينتخب لائحة المستقبل في عكار بالخونة للدين والوطن والطائفة، كما أشاد بجهود مرشحي لائحة ″المستقبل لعكار″ في تأمين تغطية أمنية، أو صبة باطون، وغيرها من الخدمات الخاصة، قبل أن يختم بالقول: ″والسماء والطارق وهذا الطارق (المرعبي) ابن تلك السماء طلال المرعبي″. تصريح جديدة شكل إستفزازا للعديد من مشايخ عكار وفاعلياتها التي أعربت عن رفضها المطلق لما تقدم به جديدة بل ذهبت أبعد من ذلك بالمطالبة بمحاسبته، من قبل مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.

وبدا واضحا تخبط مشايخ دائرة الأوقاف الذين وجدوا أنفسهم في موقف حرج للغاية، فهم غير قادرين على الرد وفي نفس الوقت غير قادرين على الصمت.  وبدل السعي الى لفلفة ما جرى عمد تيار المستقبل الى الانغماس في الفضيحة أكثر وأكثر متجاهلا إنتقادات الشارع المسلم وإستيائه مما يجري، ما أدى الى حملة شتائم طالت أيضا تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري. 

وقام مسؤول الشؤون الدينية في الأوقاف الشيخ محمد الحسن بتوجيه دعوة للمشايخ للقاء تضامني في أوقاف عكار، تحت عنوان “وفاء للعلامة الفقيه المحدث الأصولي الشيخ مالك جديدة”. قبل أن يستدرك الأمر بأنه لا يجوز أن تأتي الدعوة من الشخص نفسه، فأعاد ارسال دعوة أخرى باسم “أناس يحبون جديدة ويريدون التضامن معه.” وعُلم أن الأوقاف إستخدمت أسلوب الترغيب والتهديد عبر تأكيدها للمشايخ بضرورة الحضور أو سيتم حذف أسمائهم من المنح الاماراتية وبطاقة التعريف بالشيخ التي يعمد جديدة الى رفعها شخصيا.

وفي وقت كان الشيخ مالك جديدة يعمد الى استقبال المتضامنين وفي مقدمتهم مرشحي المستقبل من الطائفة السنية، إضافة الى النائب السابق طلال المرعبي، ومستشار الرئيس الحريري خالد الزعبي الذي استنكر باسم الرئيس الحريري ما طال جديدة، وقال: ″نتوجه إليكم بالإعتذار بالنيابة عمن قام بهذا الفعل لأنك لا تستحق منا إلا كل تقدير وإحترام بما له من فضل على العامة والطلاب، ونسأل الله أن يجمع كلمتنا ويوحد صفنا ويبصرنا، أنت كبير والشجرة المثمرة ترمى بالحجارة، كما دان ″الإسفاف الأخلاقي والقيمي الذي طال أبرز قاداتنا ورجالاتنا الذي أمضى عمره في خدمة الدين وتدريس الشرع والفقه والإصلاح والحوار والتلاقي، عرف بتواضعه وتواصله إنه أستاذنا وشيخنا، ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعطي لعالمنا حقه، والشيخ مالك كبيرنا وعالمنا″.

كما اثنى الوزير السابق طلال المرعبي في كلمته على ما قاله الشيخ مالك الذي ينبع من وطنية صادقة وهو علم من أعلام لبنان، وقال: ″نحن نعلم من أصحاب هذه الحملة هم ساقطون ويتقاضون الأموال من الخارج، لا يمكن الشك في وطنية وإسلامية الشيخ مالك وهو مدافع عن فلسطين وكل قضايا الأمة، ونقول لهم اخسأوا وعودوا إلى ضمائركم، الشيخ مالك لا يحتاج إلى شهادتكم ويحتاج الشهادة من الله وهو من يتكلم بحق ووطنية، نعلم مسيرته وسيبقى عليها، انها حملة مغرضة وملفقة ولن نتوقف عندها″.

وأكد جديدة في كلمة له أنه ″كفر بفكر الدواعش وأحاربه لأنني مؤتمن على دين الله ولا تعنيني فتاويهم لأنه لا قيمة لها في الشرع، ولست أول من قيل فيه كلاما ولا يعنيني كل ما قيل ويقال، أخاطب الجماعات الإسلامية لو أنهم فهموا الدين جيدا، وأتحدى كبيرهم وصغيرهم بأن يناقشني في العلم ولو أمليت لهم في العلم يحتاجون مئة سنة للقراءة والفهم″.

كانت مواقع التواصل الاجتماعي تزداد سخطا على ما يجري، مستغربين حملة التضامن مع من دان نفسه بنفسه صوتا وصورة، ونسي أنه رجل دين لجميع الفرقاء السياسيين. وتساءل أحدهم ماذا كان سيقول الشيخ جديدة لو أن المرشح وليد البعريني لم ينضم الى لائحة المستقبل، وترشح ضده في عكار هل كان سيكون من الخونة؟

كما طالب آخرون من القوى الأمنية التواصل مباشرة مع القادة الأمنيين الذين يصرحون بوجود داعش في عكار، حفاظا على أمننا وخشية على مستقبلنا. في حين خرج الشيخ بدر إسماعيل المرشح عن المقعد السني في عكار ضمن لائحة اللواء أشرف ريفي وهو أحد تلاميذ جديدة بدعوته الى مناظرة علنية.

مواضيع ذات صلة:

• أحمد الحريري في عكار مجددا.. لشدّ العصب… نجلة حمود

• الحريري يعلن لائحة ″المستقبل لعكار″.. ويغدق وعودا جديدة لزوم المعركة…نجلة حمود