دائرة الشّمال الثالثة: سباق رئاسة الجمهورية والزعامة المسيحية… عبد الكافي الصمد

أكثر من عامل يجعل دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية زغرتا والكورة والبترون وبشري محط أنظار واسع، سياسي وإعلامي وشعبي، فهي الدائرة المسيحية الأكبر في لبنان كونها تضم 10 مقاعد نيابية، موزعين بين 7 موارنة و3 روم أرثوذكس، ما يعني أن تقدّم أو تأخر أي طرف فيها يعني تقدّمه أو تأخره في التنافس على ″الزعامة″ المسيحية في لبنان، كما أنها الدائرة التي يتنافس فيها 4 مرشحين يتطلعون للوصول إلى موقع رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

أربع لوائح تتنافس في هذه الدائرة في الإنتخابات النيابية التي ستجري في 6 أيار المقبل، الأولى هي لائحة ″معاً للشمال ولبنان″ التي تضم تحالف تيار المردة والحزب السوري القومي الإجتماعي وبطرس حرب وشخصيات، والثانية لائحة ″الشمال القوي″ التي تضم تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وميشال معوض، أما الثالثة فتضم تحالف القوات اللبنانية وحزب الكتائب واليسار الديمقراطي، إضافة إلى لائحة المجتمع المدني ″كلنا وطني″ التي لا يتوقع لها أن تتجاوز العتبة الإنتخابية.

القوى السياسية الرئيسية في هذه الدائرة هي على الترتيب: القوات اللبنانية، تيار المردة، التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، الحزب السوري القومي الإجتماعي، حزب الكتائب، إضافة إلى مستقلين يأتي على رأسهم كل من بطرس حرب وميشال معوض وجبران طوق.

الباحث والخبير في الشؤون الإنتخابية الدكتور إيليا إيليا أوضح لـسفير الشمال أن إستطلاعات الرأي التي تجري منذ فترة في هذه الدائرة، والقراءة السياسية لواقع هذه الدائرة وتوزع قواها السياسية، تشير إلى أن مقاعدها الـ10 سيتوزعون على اللوائح الثلاثة كالتالي: اللائحة الأولى ستنال أربعة حواصل ستكون من نصيب طوني فرنجية وإسطفان الدويهي في زغرتا، سليم سعادة في الكورة وبطرس حرب في البترون؛ أما اللائحة الثانية فستفوز بثلاثة حواصل ستكون من نصيب جبران باسيل في البترون، ميشال معوض في زغرتا ونقولا غصن في الكورة، بينما ستحضى اللائحة الثالثة بثلاثة حواصل أيضاً، ستكون لكل من ستريدا جعجع وجوزف إسحاق في بشري، وفادي كرم في الكورة.

وتوقع إيليا أن ترتفع نسبة الإقتراع في هذه الدائرة من 47 % في دورة إنتخابات 2009، إلى 48.3 % في الإنتخابات المقبلة، راداً أسباب هذه الزيادة الطفيفة على نسبة الإقتراع إلى عامل القانون النسبي والصوت التفضيلي، بالرغم من أن كثيرين لا يزالون ينتظرون تدفق المال السياسي، من أجل رفع نسبة الإقتراع وترجيح كفة على أخرى، في محاولة لإدخال تعديلات على موازين القوى القائمة في هذه الدائرة، وهي موازين لا يتوقع أن تتغير، لأسباب عدة أبرزها الإصطفاف السياسي الحاد القائم في هذه الدائرة.

لكن هذا التوزيع لحواصل اللوائح في هذه الدائرة ليس نهائياً برأي إيليا، بانتظار ما ستسفر عنه صناديق الإقتراع، وهو ينطلق في ترقبه من أمرين: الأول حجم الفوارق في الكسور، بين الكسر الأعلى والكسر الأدنى في الحواصل، وهي برغم أنها فوارق ستكون بسيطة وقليلة نظراً لاحتدام التنافس في هذا الدائرة، إلا أنها قد تغير في ميزان النتائج وتعديله لصالح لائحة ما على حساب أخرى.

أما الأمر الثاني الذي يترقبه المعنيون في هذه الدائرة، فهو برأي إيليا الصوت السنّي، إذ يرى أنه برغم أنه لا يوجد مقعد للسنّة في هذه الدائرة، لكن أصواتهم لها تأثير كبير لجهة رسم ملامح النتائج النهائية فيها، إذ على ضوء إيعاز تيار المستقبل لهم، كونه صاحب التأثير الأكبر في صفوفهم، يليه الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي، فإن النتائج سترسم، خصوصاً أن كل لائحة من اللوائح الثلاث تتطلع للحصول على أصواتهم لرفع حواصلها أو الكسر الأعلى، وبالتالي رفع عدد مقاعد النواب التي ستفوز بها في هذه الدائرة.

مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal