أساتذة التعاقد الى الشارع: زادوا على رواتبنا ألف ليرة… روعة الرفاعي

teacher2

″اليوم جئنا نحمل نعش عشرات السنين لنزفها للرأي العام، ونضع أمام أعينهم كدّ وعناء وجهد آلاف المتعاقدين الذين دخلوا المعترك التربوي بفضل الطبقة السياسية الحاكمة التي أوعزت بهذا المسمى واندرجنا بفضلها تحت لواء الكادحين″، بهذه العبارات صدحت أصوات الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي وغير المجازين بعدما ملوا من كل الوعود التي أطلقت في سبيل تثبيتهم، بل ان المعلومات تتقاطر لهم من كل حدب وصوب بأنه سيتم الاستغناء عن خدماتهم قريباً كونهم ليسوا من حملة الشهادات، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية الاعتماد عليهم لسنوات طويلة في تخريج الأجيال ليلجأ اليوم وزير التربية وكل من ″حمل هم التعليم على أكتافه″ الى الاستغناء عنهم تحت حجة عدم ″الثقة بقدراتهم التعليمية؟″.

الحقيقة إن تم هذا الأمر، وثبت بالدليل القاطع ان وزارة التربية ستعلن عدم كفاءة أكثر من 1300 أستاذا على مستوى لبنان ككل فمعنى ذلك أن معضلة ما يتخبط بها التعليم الرسمي، والذي يعول عليه في بناء مجتمعاتنا ″الفقيرة″ الغارقة في الهموم جراء التسرب المدرسي، فاذا بنا اليوم أمام من يقول بأن ″مجموعة من الأساتذة لا يصلحون للتعليم″.

ما اثار نقمة الأساتذة مؤخراً هو ان زيادة 1000 ليرة لبنانية فقط قد لحقت رواتبهم ضمن سلسلة الرتب والرواتب، وبالطبع هذا المبلغ المأسوف عليه لن يشكل شيئاً في حياة من يعانون الأمرين جراء الرواتب الضئيلة والتي لا يحصلونها أصلاً بالطرق الصحيحة، مما يدفعهم مراراً وتكراراً الى اجراء الاعتصامات للمطالبة بحقوقهم، فكيف الحال ان لجأت الدولة الى توقيفهم عن العمل؟.

وفي هذا الخصوص نفذ الساتذة المتعاقدون وقفة احتجاجية أمام سرايا طرابلس للمطالبة بحقوقهم وانصافهم من الظلم اللاحق بهم، وهتفوا ضد السلطة الحاكمة التي تطلق الوعود وتبقى بلا تنفيذ، الأمر الذي سيمنعهم من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.

مقاطعة الانتخابات

رئيس لجنة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي فادي عبيد أشار الى “ان اليأس بات سيد الموقف عند الأساتذة بعدما وعدوا بالكثير، لكن شيئاً لم يتحقق، بالمختصر المفيد أعدادنا كبيرة وسوف نسعى لاتخاذ القرار بمقاطعة الانتخابات النيابية لا بل سنعمل ضدهم، وباذن الله سيكون لتحركاتنا الصدى المسموع”.

منذ 19 سنة ومنى ملكي متعاقدة في التعليم الأساسي تقول:لدينا معلومات بأنه سيتم الاستغناء عن خدماتنا في التعليم، ونحن نأسف لهذا الواقع سيما بعدما بذلنا الكثير من الجهود وتلقينا الوعود من كل التيارات السياسية، حتى في الكثير من المرات وصلنا الى نقطة حل تتلخص بالتعاقد الوظيفي الدائم وبالفعل وافقنا، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يتحقق، فالى متى يمكننا الاستمرار بنفس الطريقة؟، هم يطلقون الوعود بتحسين أوضاعنا بعد الانتخابات، لكننا على يقين تام بأنهم سيخلفون كما في كل مرة، لذا نحن نريد أن نرفع الصوت عالياً لنقول بأننا سنقف ضدهم جميعاً، لأنهم وحينما منحونا الزيادة كانت 1000 ليرة لبنانية للساعة الواحدة فماذا بامكاننا أن نفعل بألف ليرة؟.

من جهتها سلام الدرج متعاقدة منذ 20 سنة، قالت: نطالب بحقوقنا فقط لا غير بعدما تم الاتفاق معنا على التعاقد الوظيفي الذي لم ينفذ، وهنا نسأل لماذا كل هذا الاذلال اللاحق بنا؟، تحركاتنا لن تعطي ثمارها لكننا لن نسكت وسنستمر بالمطالبة.

ندى السمان متعاقدة منذ 21 سنة، قالت:هل يجوز بعد كل هذه السنوات في الخدمة أن نجد أنفسنا في الشارع؟، اليوم نحن على أبواب التقاعد فماذا أفعل من دون تعويض ومن دون أي تأمينات؟، لن نشارك في الانتخابات ولن نعطي صوتنا لأحد.

خالد عيسى متعاقد منذ 20 سنة، قال:هل يقبل أي مسؤول سياسي العمل بمبلغ لا يتجاوز 8 مليون ليرة في السنة؟، حتى اننا لا نحصل عليها الا بطلوع الروح، حيث نعاني الأمرين ونحن نتهرب من دفع الديون للسمان والصيدلية ومحطات البنزين، فأي حياة هذه التي نعيشها؟، ما هو ذنبنا كي نختار مهنة الذل والتجويع في البلد، نقول للجميع أين هي ضمائركم من أوضاع الأساتذة المزرية؟، لقد أعطونا زيادة ألف ليرة على الراتب؟، يمكن ِأن نشتري بها كيس بطاطا لأولادنا، كيس واحد فكيف نسكت؟.

Post Author: SafirAlChamal