نفايات وانتخابات.. هكذا هي صورة المشهد في طرابلس… روعة الرفاعي

هل من الممكن أن تقف النفايات في وجه الانتخابات؟.. سؤال يبقى مطروحاً بشدة ما لم يكن هناك تدخلات سريعة من قبل مجلس الوزراء ووزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار لحل أزمة مكب النفايات أو ″جبل النفايات″ الذي يهدد مدينة طرابلس ولبنان ككل بكارثة بيئية تمتد ارتداداتها السلبية من خلال البحر الأبيض المتوسط الى ما بعد الدول المجاورة.

في الوقت الذي ينشط فيه المرشحون إستعدادا للانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، يظهر جلياً أن كثيرا منهم لا يتناولون خلال الجولات التي يقومون بها موضوع “المكب” والرؤية المتوفرة لديهم لانهاء قضيته والتي تتفاعل فصولها يوماً بعد يوم، بل ان جلّ همهم واهتمامهم ينصب على التنكيل ببعضهم البعض وارسال الشتائم واطلاق الاتهامات والتي فاقت كل التوقعات لا بل ان رائحتها غطت على روائح النفايات والتي تنتشر في مدينة طرابلس سيما ليلاً.

الآراء تضاربت حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عودة الروائح الكريهة حيث أشار البعض الى ان اعادة فتح معمل فرز النفايات والذي اتخذ القرار باقفاله من قبل مجلس الوزراء وأعيد افتتاحه بطلب من وزارة التنمية الادارية ومجلس الانماء والاعمار وموافقة اتحاد بلديات الفيحاء هو الذي ساهم بعودتها وخير دليل على ذلك أن الرائحة اختفت منذ لحظة اقفال المعمل لتعود منذ ثلاثة أسابيع ومع عودته الى العمل، ومن جهة أخرى تشير مصادر مطلعة الى ان المعمل في ظل الواقع الراهن يبقى ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، وبالفعل فان الروائح المنتشرة سببها النفايات التي ترمى بطريقة عشوائية داخل المطمر بحيث لا تلجأ الشركة المولجة بفلش الرمول بعد طمر النفايات مما يزيد الوضع سوءاً.

وبين المطمر والمعمل يبقى الاهمال العنوان الحقيقي″ لما يمكن أن يخلفه جبل النفايات في مدينة طرابلس من كارثة بيئية جراء انهياره والذي بدأ فعلياً حيث انهار جزء منه مما قد ينذر بالأسوأ بسبب عدم سحب الغازات منه ومعالجة العصارة الموجودة فيه منذ العام 2012 بحجة عدم سعة خزانات المعالجة.

ويشير مطلعون الى انه في حال عدم التدخل السريع لاقفال المكب وتغطيته وسحب الغاز منه فاننا أمام كارثة من اثنتين: اما الانفجار وحدوث حرائق كبيرة تمتد لمسافات بعيدة، واما انهيار النفايات في البحر والحاق الضرر بكل الدول المجاورة مما يضع لبنان أمام أزمة كبيرة.

المهندس قمر الدين

رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين أشار الى أن المعاناة مع المكب طويلة وتعود لسنوات وحكومات متعددة، ودائماً ما نجري الاتصالات مع مجلس الانماء والاعمار ورئيس الحكومة من أجل معالجة الموضوع وايجاد مطمر آخر، كون المطمر الحالي لم يعد يستوعب الكميات المتزايدة، والضغط الكبير على جدران الدعم أدى مؤخراً الى انهيار قسم منه مما دفعنا لاجراء الاتصالات بمجلس الانماء والاعمار لمعالجته بشكل سريع قبل أن ينهار بالكامل، فضلاً على مطالبتنا بالمطمر الجديد والذي تأخرت دراساته وبالتالي البدء به.

ورداً على سؤال يقول:حذرنا كثيراً من العواقب، وعلى الجميع اتخاذ القضية على محمل الجد، والا فاننا نسير نحو كارثة بيئية حقيقية لاسيما واننا بعد توجيه كتاب الى الوزارات المعنية فاننا سنقوم باقفال معمل الفرز والذي لا يقوم بواجباته بالشكل الصحيح.

Post Author: SafirAlChamal