سلطان يرد بعنف على الصفدي: إنتهى سياسيا وكلامه مدان ومستنكر

soltan 2

عقد المرشح عن المقعد السني في طرابلس على لائحة العزم توفيق سلطان مؤتمرا صحافيا في منزله في ميناء طرابلس خصصه للرد على النائب محمد الصفدي بعد الكلام الذي صدر عنه بحق لائحة العزم، والرئيس نجيب ميقاتي، فقال: إنني أخوض المعركة الانتخابية على أساس أن لا خصم لنا، وأننا كلنا أهل وأصدقاء وأنسباء نتنافس لأجل خدمة مدينتنا، وإن من مواقع مختلفة، وقلت في أكثر من مكان إننا ننظر الى فوق، ولا ننظر الى الأسفل، ولكن بعد الكلام الذي صدر من بكاسيني في باب الرمل ومن الصفدي من المركز الثقافي الذي ننظر اليه كصرح يخدم الثقافة في طرابلس بات عليي أن أضع الأمور في نصابها، فليت كان كلام الصفدي في مستوى أرضية المركز الذي شوهه  بكلام خارج عن الأصول واللياقة كي لا أقول التهذيب، ولا علاقة له بالسياسة بل هو توسل لغة يقدم فيها أوراق إعتماد لا أعتقد أنها تخدمه أو تخدم أهل طرابلس.

الكلام الذي سمعناه من بكاسيني، مع إحترامي لأهل البترون وهم أهل وعلى خلق كبير، هذا الكلام ليس سياسيا وليس مقبولا وليس مسموحا به في طرابلس، وربما في مناطق أخرى كلام من هذا النوع يعمل ثوره، وعندما نزلت الى الانتخابات قلت، أنه بالرغم من هذا القانون الهجين المرفوض، الأسوأ منه مقاطعة الانتخابات، وهم عملوا قانونا سيئا، في مجلس الوزراء ونزلوا فيه على مجلس النواب وصدّقوه، وهم الذين سينفذونه، واليوم يأتون الى عقر دارنا ليُهينوننا ويُهينوا البلد، هذه البلد لها ركائزها، ولها مقوماتها ولها أخلاقياتها، وأي إنسان يخرج عن حدود الأدب يجب أن يتم التعامل معه بالطريقة المناسبة.

وأضاف سلطان: لنبدأ من تاريخ الصفدي السياسي، حاول الصفدي أن يجد لنفسه موقعا عندما شكل التكتل الطرابلسي، وإلتحق بالرئيس إميل لحود مناهضا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يوم كان الشهيد يخدم لبنان من خلال مشاريعه الجبارة التي أعادت البلد الى الخارطة السياسية، وأعاد إعماره وقاد ورشة إعمار البشر والحجر والشجر.

بقي الصفدي على منهجيته الى أن إنفض رفاقه في التكتل الطرابلسي الواحد تلو الآخرعنه، بداية بالوزير محمد كبارة ونهاية بالنائب الخلوق قاسم عبدالعزيز، لم يقل محمد الصفدي كلمة حق أو خير بالرئيس رفيق الحريري، إلا بعد إستشهاده، في 14 آذار وخلال المهرجان خطف الصفدي “الميكروفون” من يد رفيقنا المناضل النائب محمود طبو وقال كلمتين وسط إعتراض المنظمين كونه لم يكن إسمه مدرجا بين المتكلمين، وقال: “إشتقنالك يا أبو بهاء”، وهما أول كلمتين له بالشهيد الحريري، وهو كان دائما إحتياطي ورجعي يحاول أن يضرب مشروع رفيق الحريري الذي كان عليه إجماع وطني في كل لبنان.

وقد تابع الصفدي آداءه في الطريقة نفسها، وفي التنقل من موقع الى موقع، فالتحق بقائد الجيش آنذاك ميشال سليمان وإستمر الى أن أصبح رئيسا للجمهورية، وهو يقدم أوراق إعتماده لطموحه بالوصول الى رئاسة مجلس الوزراء، تعاملنا معه على أنه طموح، وعلى أنه “شاب وإستحلى” أن ينضم الى نادي الرؤساء.

هذا بالعلن، أما بالسر فتوسل العلاقة مع الرئيس ميشال عون في منزل أحد الأصدقاء وتبرع بمبلغ كبير الى إذاعة التيار العوني.. كما تسلم الصفدي مراكز عدة، وكانت باكورة عمله في وزارة الأشغال، في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث قاعة إستقبال، كان طلبها الرئيس الحريري سابقا، فقال له مدير شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت: “إن الشركة هي التي تقوم بالخدمات”، فأجابه الرئيس الشهيد معك حق، ثم جاء محمد الصفدي وطلب القاعة من الدكتور الطرابلسي المهذب حمدي شوق، فأجابه بأنني “لا أستطيع أن أعطيك هذه القاعة كونها مستأجرة من طيران الشرق الأوسط بموجب شروط من مجلس الانماء والاعمار، وليس لديهم أية مخالفة لشروط العقد”، فأصرّ الصفدي على طلبها، وأبلغه شوق بأنه “غير قادر على فعل شيء”، فأحال الصفدي شوق على التفتيش، ثم حاول أن يضع يده على شركة “الميز” بالاتفاق مع نائب من حزب الله، وإقترح عليه صرف كل الموظفين (من بينهم 80 موظفا من طرابلس)، ثم إعادة صياغة وتشكيل التوظيفات لتكون الاستفادة مشتركة ووصل الأمر الى مجلس النواب والى لجنة الأشغال برئاسة محمد قباني، يومها إتصلت به وإتصلت بالرئيس سعد الحريري حيث كان آنذاك في موسكو، وقلت له هذا الأمر لا يمكن أن يمر، ففشل في ذلك، من هنا نجد أن كل تاريخه شبهات وكل كلام أقوله مستنداته موجودة، وأتمنى أن يدعي عليّ، أو أن يواجهني في مناظرة تلفزيونية ومع كل ما يملك من أموال أنا أدفع عنه للتلفزيون.

تابع الصفدي مسيرته حيث حاول تشريع مرفأ غير قانوني ولا يزال في سلعاتا حيث قصره، كما حاول تشريع مخالفة واضحة فاضحة في زيتونة بيه، لزيادة عامل الاستثمار في مبنى له، ففشل أمام موقف الوزير غازي العريضي الذي إستقال من الحكومة ومجلس النواب رافضا الخضوع لأية ضغوطات.

أنا لم أكتشف مخالفة سلعاتا، نجاح واكيم هو الذي كشفها، وقال هذا مرفأ مؤقت لتقديم الخدمات المطلوبة للقصر الذي يبنيه، هذا الكلام عمره عشر سنوات، وهو أوقف كل ميزانية وزارة الأشغال، وذهب الى وليد جنبلاط يرجوه أن يشرع له مرفأ سلعاتا، فأصر غازي العريضي على عدم التوقيع، والبلد كلها تعلم  بأن “الزيتونة بيه” هي نقطة أساسية في البلد، والأعمدة موجودة فيها ولكي لا يأكلها الصدأ عمل على تغطيتها بـ”طرابيش” خاصة، ولم يبق أحد لم يتوسط الصفدي لديه، وكان يؤكد بأنه لن يصرف قرشا من وزارته إذا لم يتم تشريع مرفأ سلعاتا والزيتونة بيه.

والمعروف أن وزارة الأشغال لديها سلطة وصاية على مرفأ طرابلس، وعندما إختلفت الشركة الصينية  مع المرفأ، وبدل أن يسارع الى حل المشكلة، قام بتحويل الملف الى مجلس الانماء والاعمار، وذلك لحين مجيئ الوزير غازي العريضي حيث إستعدنا الملف وقمنا بتطوير المرفأ.

تسلم الصفدي وزارة المالية، عندها كان مشروع المرفأ متوقفا، فتقدمت شركة وأبدت إستعدادها لتقديم قرض بقيمة عشرة ملايين دولار من دون كفالة الدولة ومن دون فوائد فرفض، تدخل معه نواب وحصلت إتصالات من أعلى المراجع ولكن دون جدوى، وقال له مدير عام المالية: “يا معالي الوزير نحن غير مسؤولين عن هذا المبلغ”، فلم يوافق، وإذ بنا نجد ثغرة قانونية، تشير الى أنه إذا لم يرفض وزير المالية خطيا خلال شهر يمكن للمرفأ أن يقبل هذا القرض بقرار من مجلس إدارته، أخذ القرار طريقه نحو التنفيذ، فقام الصفدي بتحويل مدير المرفأ أحمد تامر على المدعي العام المالي، وذهب تامر الى المدعي العام الذي قال له: “أنتم متأكدون بأن هذا الوزير طرابلسي، بدل أن تتحول الى النيابة العامة المالية يجب أن نضع لك وساما”، هذه هي منهجية الصفدي في مدينته طرابلس.

عاب الصفدي على الرئيس نجيب ميقاتي بأنه لم يقدم لطرابلس شيئا، علما أن في حكومة ميقاتي أقر لطرابلس مبلغ مئة مليون دولار، صرف منهم ثلاثة أو أربعة ملايين، وقد قصده الوزير غازي العريضي في مكتبه في عمارة برج الغزال، وقال له: “حرام عليك أن تحرم مدينتك”، فأجابه: “لن أصرف قرشا يمكن أن يستفيد منه نجيب ميقاتي سياسيا”، وكان الرئيس ميقاتي قال للصفدي: “إختر أي مشروع تريده، ولا يجوز أن تحرم المدينة من مئة مليون دولار”، فأبى الصفدي وإستكبر.

تم تعيين السفير الممتاز الدكتور خالد زيادة باقتراح من الوزير طارق متري المثقف، ضرب الصفدي يده على الطاولة رافضا هذا التعيين، ومؤكدا أنه لا يتم تعيين أحد من طرابلس إلا عبره، وهذه أيضا من إنجازاته العظيمة في طرابلس.

وتابع سلطان: كنت آليت على نفسي أن أتابع خطابي المتزن المنسجم مع أخلاقي السياسية، لأننا نخوض تنافسا ديمقراطيا مع أهلنا لخدمة مدينتنا، ولكن بعد أن سمعت ما سمعت وجدت من المناسب أن أوضح هذا الأمر، متمنيا على الصفدي أن يحافظ على سمعة المركز، وأن يكون كلامه في نظافة أرضية المكان الذي تكلم منه.

كما أن ردي على محمد الصفدي يأتي من كوني لا أريد أن أكون شيطانا أخرس، بوجود الشياطين التي تحاول أن تشوه مستوى طرابلس والمحافظة على القيم والأخلاق، وإني على يقين بأن الجهة السياسية التي يدعي الصفدي أنه يخدمها، تعرف تاريخه وتعرف تاريخي، وأنا متأكد أن كلامه لا يخدمها ولا توافق عليه.

وأكد سلطان أن الصفدي قد إنتهى، ومهما حاول أن يقدم أوراق إعتماد الى هذه الجهة أو تلك. وأردف بالقول: بعدما إنكفأ الصفدي عن الترشيح، وجدت أنه غاب عن الحياة السياسية، وأنا أعمل في السياسة وليس لدي خصومة شخصية مع أحد، وأنا لا أتنافس معه على تجارة الأسلحة المشبوهة التي تمت ملاحقته عليها والتي ما تزال ملفاتها عالقة، ولا أدرى إن سمحوا له الدخول الى أميركا أم لم يسمحوا له في قصة اليمامة، وطبعا فإن الكلام الانفعالي الذي قاله بالأمس لدرجة أنه جعل عدد نواب الشيعة 40 ألفا، ربما لأن أميره كان محتجزا في “الريتز كارلتون”، لذلك سارع الى إستعجال قرار بلدية الميناء لتسمية شارع باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد إستخدم أساليب معينة، وإستحضر الطبل والزمر لتجميع الناس، لكي يظهر أنه صاحب الانجاز، إنما هو لم يكن لديه أي دور، فالقرار صادر عن المجلس البلدي، وما علاقته هو بالمجلس البلدي، ما يؤكد أنه يحاول الدخول بأي طريقة، متناسيا أن الناس تدخل البيوت من أبوابها، ولا تدخل من المجارير، وأقول أن محمد الصفدي إنتهى سياسيا، ولا أحمّل الصفدي المسؤولية بل أحمل المسؤولية الى الرئيس سعد الحريري، أن يقبل بأن يقال في مدينة مثل طرابلس لها كيانها ولها كرامتها، من قبل مرشح باسم تياره من البترون يتحدث بهذا الكلام المسيء، أنا توفيق سلطان موجود في لائحة بشار الأسد الكيماوي؟، أنا الذي أمضيت تسع سنوات في مصر طريدا، ومنعت خمس سنوات ونيف من زيارة مدينتي أكون في دائرة الخدمات للمخابرات السورية؟، هذا الكلام غير مقبول ويتحمل مسؤوليته من رشحه، والذي رشحه معروف، أما رفقائي وأهلي وأصدقائي الوزير سمير الجسر والوزير محمد كبارة الذي هو رفيق لي درسنا معا وتقاسمنا نفس الغرفة، ليس لديهما هذه السلوكية، ونحن نتلاقى مع بعضنا البعض ونتبادل الدعوات ونهنئ بعضنا البعض، ونؤكد دائما أننا نتنافس على خدمة المدينة، وأهل البلد يختاروا من يرونه مناسبا، ومن يصل  الى المركز نهنئه، لكن هم من سيعيبهم رفقائهم وليس أشخاصهم، هم يعملون نواب دائما، ولكن ضمن هذه التشكيلة الموجودة، وضمن هذا المستوى من الخطاب السياسي الأمر يختلف، خصوصا أن هذا الخطاب السياسي مرفوض في طرابلس، ومستنكر، وبما أن طرابلس مدينة متزنة ومنفتحة، يتعاملون معها اليوم على أنها مدينة مستباحة، وهذا الأمر طويل على رقبتهم، طرابلس تحافظ على كرامتها، وطرابلس واجهت الاستعمار الفرنسي وقد غيبوا شهدائها الذين إستشهدوا تحت جنازير الدبابات 17 شابا من كتب التاريخ والاستقلال، ونحن دفعنا دم من أجل الاستقلال وحافظنا على عروبة البلد، وهنا قاعدة  العروبة، كفى كلاما حول السنة والشيعة، وكفى كلاما عن التبانة وجبل محسن، نحن كلنا مدينة واحدة، ومدينة مناضلة، زهرة شبابنا ذهبوا يقاتلون الاستعمار الفرنسي في الساحل السوري مع الشيخ صالح العلي العلوي، وكان ذهب أكثر من 200 شابا مع الشيخ أمين الحسيني الى برلين لينتزعوا حق الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية، هذه طرابلس لها تاريخ ولها تراثها، ونحن إختلفنا مع عائلة كرامي، وأنا برثائي للرئيس الشهيد رشيد كرامي قلت أننا كنا نفتخر بأننا نتخاصم مع شخص عظيم، وكذلك عندما صادقناه زاد فخرنا، هذه سلوكية طرابلس وأخلاقها، من أين يأتون بهذه الحثالة الرثة هذه، لا يستطيع محمد الصفدي ولا من يقف خلف محمد الصفدي، وسوف نعرف من يقف خلفه، لأنه بحسب معلوماتنا أن كثيرا من كوادره تركوه وذهبوا الى جهات مختلفة، وإذا كان الرئيس الحريري يعتبر أن الصفدي رافعة له في طرابلس يكون مخطئا، لأنه في الحقيقة هو ثقل على اللائحة، أما بكاسيني فليفتشوا له عن عمل آخر حيث تبين أن ليس له علاقة بتمثيل طرابلس، ولماذا يؤتى ببكاسيني لتمثيل طرابلس..

إن الطائفة الأرثوذكسية في طرابلس هي طائفة أصيلة وأصلية، لكنها لم تمثل في لائحة المستقبل حيث كان الخيار باتجاه ممثل من عكار، وعندما يكون هناك شخص مثل جان عبيد مرشح جدي لرئاسة الجمهورية مرة وإثنان وثلاثة تضع في وجهه شخص مثل بكاسيني ألا تستحي، “كتر خيرو” فيصل كرامي شكل اللائحة وترك المقعد الماروني شاغرا إحتراما لشخص جان عبيد.

وردا على سؤال قال سلطان: من الواضح أن الصفدي كان مستفزا، ويريد أن يقدم أوراق إعتماده، وأنه يمكن بقوله أن يفعل فعله، وقد لاقى كلامه إستنكارا عاما في البلد، ليس من فريقنا السياسي، وحتى من الفريق الذي يحاول أن يخدمه، وأطلب من وسائل الاعلام أن يسألوا الوزيرين كبارة والجسر عن رأيهما بهذا الكلام، وأنا أعرف أخلاقهما ومنهجيتهما وتربيتهما وأؤكد أنهما لا يقبلان بهذا الكلام.

وردا على سؤال عن زيارة دار الفتوى قال: كان جو دار الفتوى عبارة عن إستنكار كامل، ونحن لا نريد أن نفعل كسائر المناطق التي عندما تعرض الرئيس نبيه بري لكلام أقل مما قيل، حصل ثورة في البلد، وكادت العملة الوطنية أن تتأثر، وإذا كانت سلوكية الرئيس نجيب ميقاتي هادئة ومتزنة ومعتدلة، لكن هنا يوجد كرامة مدينة تتجاوز الرئيس ميقاتي، ولو كان هناك أمر شخصي بينهما لم أكن لأرد، كان رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي، لكن أنا أدافع عن كرامة طرابلس.

هذا الكلام الذي صدر ليس إهانة لنجيب ميقاتي، بل هو إهانة للبلد، ونجيب ميقاتي أحد أعمدة طرابلس، ومن يريد أن يهدم مبنى يضرب أعمدته، فعلى من يمكن أن نتكل، هل يجوز أن يخرج إبن الميقاتي من باب الرمل ويحل مكانه جورج بكاسيني من البترون، من يقبلها؟ وأي عقل يقبل ذلك؟، وغدا إذا وقفنا في الجوامع، وقام الخطباء بتسفيه هذا الكلام وإستنكروه نكون نساهم في فتنة طائفية، هذه المدينة هي مدينة التسامح، وأنا أقول أنظروا الى جونية، هل فيها تسميات كالتسميات الموجودة في طرابلس؟، ففي مدينتنا شوارع: المطران، والراهبات والكنائس وحي السيدة ومار مارون، والآن مجددا إطلق إسم أربعة مطارنة على أربعة شوارع، وليس لدينا في طرابلس شوارع باسم خمسة مشايخ.

وقال سلطان: القيادة الدينية في المدينة سدت الفراغ وأعطت صورة مضيئة عن طرابلس بأنها مدينة التعايش، ونراهم في الأعياد سويا، ويتحدثون بلغة واحدة متزنة، وهذا كان في الفترة التي كانت فيها أجهزة المخابرات تشتغل بين باب التبانة وجبل محسن، لكن المدينة أفشلت كل المؤامرات، أفشلت حركة التوحيد وأفشلت فتح الاسلام وأفشلت كثيرا من الأمور، وعلى سبيل المثال، لماذا في كل لبنان عادت التماثيل من سامي الصلح وبشارة الخوري ورياض الصلح وحبيب أبو شهلا والشيهد رشيد كرامي والشهيد رفيق الحريري، لماذا تمثال عبدالحميد كرامي لم يعد الى طرابلس؟، لم يعد لأن ذلك جزء من المؤامرة، يريدون أن يُلبسوا طرابلس ثوبا تنكريا ليس لها، وطرابلس تعرضت لفترة ظلامية يجب أن تزول آثارها.

يقول قائد الجيش السابق يقول لنواب المدينة، إذا أردنا أن نمضي بالخطة الأمنية عليكم أن توقعوا لي على وثيقة تتحملون فيها مسؤولية سقوط ألفي قتيل، حتما لن يوقع أحد على مثل هذه المجزرة، وعندما صدر القرار، وكلفت المخابرات بأن “زيحوا من الطريق”، وأنتم تعلمون أن أهل طرابلس يعلمون ما معنى “زيحوا من الطريق”، خرجوا من جبل محسن وباب التبانة، وبدأوا يتراشقون بالحلوى وعقدوا حلقات الدبكة سويا، ودخلوا المقاهي وشربوا الأراكيل سويا.

وردا على سؤال قال: ما نطلبه من الدولة هو أن تتركنا نخدم بلدنا، فالمرفأ طورناه من مالنا، إرتكونا نعمل كهرباء من مالنا، نحن جريّنا المياه الى طرابلس من مالنا وليس من الدولة، معقول وزير الخارجية يذهب الى لاس فيغاس ولوس أنجلوس يستجدي التوظيفات المالية الى لبنان، ويأتي من المصرف المركزي بحوافز مالية لا تعطى لابن البلد المقيم، في حين تأتي شخصيات طرابلسية وتضع ربع مليار دولار توظيف من مال وطني داخل المدينة، ويتم رفضه، لماذا؟ لأنهم لا يريدون للمدينة أن تقف، لذلك نريد أن نسترجع قرار طرابلس، ونريد كتلة وازنة في مجلس النواب، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، نحن نعرف مشاكلنا، ففي لبنان يوجد 18 متحف ولا يوجد متحف في طرابلس، قارنوا بين قلعة طرابلس وقلعة صيدا المزدهرة التي يزورها السواح، بينما قلعة طرابلس مقفلة تستخدم كمركز للجيش، وقارنوا بين الملعب الأولمبي في طرابلس وبين الملعب الأولمبي في صيدا الذي يشع نورا، وملعب طرابلس متهدم ويستخدم ثكنة للجيش، وماذا بعد؟، كله بالوعود، وكله “سوف”، لا يوجد شي “حاضر”، ألم يعدونا بأننا لن نتنشق رائحة النفايات بعد الآن، بتنا نتنشق رائحة النفايات عن بعد ثلاثة كيلومترات، لماذا تكذبون على الناس، وإذا كان لديكم حلا، فأين هو؟، هل تعلمون أن عدد الحراسات الموجودة في طرابلس أكثر من عديد الدرك في المخافر وعلى الطرقات، ما يجعل وضع السير غير مقبول، هذه المدينة عليها مؤامرة، ولا أعتقد أننا إرتكبنا خطيئة عندما قلنا بأننا نريد إستعادة قرار طرابلس، لماذا مسموح للرئيسين سعد الحريري وتمام سلام أن يقفا في على درج المصيطبة وهما اليوم في الحكم وتتوفر لهما كل آلياته، ويقولان نريد أن نحافظ على قرار بيروت؟، فلماذا لا يسمح لنا أن نحافظ على قرار طرابلس، فهل نحن حرف ساقط؟، وإذا قلنا أن هناك خصوصية لطرابلس نريد أن نحافظ عليها من خلال كتلة وازنة قادرة على إنتزاع حقوق طرابلس، نكون قد كفرنا أو نكون نسعى الى شرذمة الطائفة السنية، ما هذا الحقن الطائفي؟، من أين أتى كل هذا الكلام؟، رفيق الحريري عندما أتى الى البلد 90 بالمئة من فريق عمله كان مسيحيا، رفيق الحريري لم يكن يعترف لا بسني ولا بشيعي ولا بمسلم ولا بمسيحي، وعندما أعطى 35 ألف منحة تعليم لم يسأل عن دين أو طائفة أو مذهب أو منطقة، هذا خطاب جديد علينا ونحن في طرابلس لا نقبله، وهذا خطاب ممجوج، ونحن في طرابلس لا نعدّ فقد أوقفنا العد من زمان، نحن كنا حريصين على المقعد الماروني ليبقى في طرابلس لأنه يزيّن “الحضره”، خصوصا إذا كان التمثيل بمستوى جان عبيد، نحن نتعامل مع الأرثوذكس كأهل بلد أصليين وليس كجالية آتية من اليونان، لماذا تحتقرون المدينة وتضعوها في مكان مختلف؟، لماذا تشوهون سمعتعها؟،،  قبل فترة في الانتخابات البلدية إستقال نائب لأنه لم ينجح عضوا مسيحيا، رد عليه مطران الأرثوذكس وقال له: “ليس الحق عليهم بل الحق علينا لأننا لم نشارك”، علما أن الأرذوذكسي الذي سقط كان الفارق بينه وبين آخر ناجح مسلم بين 200 الى 300 صوتا، هذه طرابلس كانت حاضنة لكل المنطقة، الرئيس سليمان فرنجية لم يكن لديه بيت في زغرتا كان منزله في طرابلس، أبناء بشري والمونسنيور كيروز والشيخ سايد إسطفان وعائلات كرم وطربية والدويهي هؤلاء تربوا في طرابلس ودرسوا فيها وتتطببوا بمستشفياتها، لماذا تريدون بشكل أو بآخر أن تفرضوا التخلف على طرابلس؟، وأن تقوقعوا طرابلس وتعملوها إمارة إسلامية؟.

وردا على سؤال حول خوف اللوائح الأخرى من لائحة العزم قال: هذا أمر بديهي هذه اللوائح ساقطة بالتشكيل والشكل، وأهل طرابلس يعرفون أين اللائحة التي صنعت في طرابلس، اللائحة الأصلية، نحن نحترم كل الناس، وبدون أدنى شك نشعر بذلك، وإفتعال هذا الكلام هو محاولة إشعال فتنة، أخشى ما أخشاه أن يكون سبب في تخريب العملية الانتخابية.

وختم سلطان ردا على سؤال، مخاطبا الرئيس الحريري: “لا تنهي عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إن فعلت عظيم”، أنا أقول أن من ساواك بنفسه ما ظلمك، هو يريد أن يحافظ على قرار بيروت، ونحن نريد أن نحافظ على قرار طرابلس، مع كل إحترامي ومحبتي له، أنا أضع صورة رفيق الحريري في منزلي الى جانب صورة كمال جنبلاط، وهذه من مفاخر هذا البيت، وعندما وضعت إسم رفيق الحريري على باب الجامع المنصوري الكبير قبل 25 سنة، ما كنت أتوسل عطف شارعه لكي أترشح على الانتخابات، أنا لم أنزل على الانتخابات، وأنا أجبرت على خوض هذه الانتخابات، لأنني وجدت بأن الخط يسير بشكل إنحداري، وقد آن الأوان أن ينجلي هذا الظلام عن المدينة، وأنا أساهم في إستعادة قرار طرابلس وملفات المدينة عندي وليست عند غيري، وهذا المرفأ بات ينافس أكبر المرفئ في البحر المتوسط وكان قبل 8 سنوات عبارة عن خرابة، أنا حقي وصل لي في البلد، أنا الوحيد في طرابلس كرمتني البلدية في حفل حضره شخصيات من كل الأطياف والمناطق، يومها قلت لهم “أنا أكرم من أشخاص لم أنتخبهم”، وأنا جرى تكريمي في المرفأ وتحدث في الحفل ثلاثة وزراء أشغال غازي العريضي وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس، أنا حقي وصل لي، وأنا أنجزت، لذلك لن أعد الناس، سوى أنني سأكمل مسيرتي، مشاريع طرابلس معروفة وموجودة وكلها مغيبة.

Post Author: SafirAlChamal