لماذا علق الاسلاميون اضرابهم عن الطعام.. ضغوط أم تسوية؟… عمر ابراهيم

على مدار أسبوع من النقاشات بين اللجان المنتدبة عن الموقوفين الاسلاميين وبين رئيس الحكومة سعد الحريري، خلصت تلك الاجتماعات الى إجراء تعديلات على المسودة المقدمة من الموقوفين، واعتمادها كصيغة حل “عادل” لقضيتهم، على ان يتولى الرئيس الحريري عرضها على الافرقاء السياسيين للبت بقانون العفو العام قبل موعد الانتخابات، وفق ما أبلغ الموقوفون الاسلاميون، الذين تؤكد مصادر متابعة انهم تعرضوا للترغيب والترهيب.

هذا الوعد الذي تلقاه الموقوفون الاسلاميون دفعهم الى تعليق اضرابهم المفتوح عن الطعام منذ قرابة الشهر، لكن ذلك لم ينسحب على اهالي الموقوفين الذين ينفذون اعتصاما مفتوحا في طرابلس والبقاع وصيدا منذ اكثر من اسبوع، ويرفضون ازالة الخيم قبل صدور القانون، “اولادنا لا نعلم لماذا علقوا الاضراب وما هي الضغوط التي مورست عليهم، ونحن نريد ان نتأكد من صدق نوايا المسؤولين”.

بهذه العبارات رد اهالي الموقوفين الاسلاميين على قرار السجناء بتعليق اضرابهم عن الطعام، في ما بدا انها تلميحات عن وجود ضغوط تعرض لها أولادهم داخل سجنهم واجبرتهم على الاقتناع او القبول بتعليق الاضراب عن الطعام إفساحا في المجال امام الحركة السياسية التي وعد ان يقوم بها الرئيس الحريري، وهي صورة مستنسخة عن الوعود التي أطلقت قبل عام وعلق الموقوفون على أثرها إضرابهم عن الطعام.

في التفاصيل، ان المسودة التي تمت مناقشتها، كان يشمل العفو فيها نحو 30 في المئة من الموقوفين، ووفق متابعين فقد رُفضت هذه المسودة وتم تعديلها، لتشمل معظم الموقوفين، وهي سوف تستثني فقط من قام بقتل عسكريين بشكل مباشر، وليس المجموعات التي واجهت الجيش أو إتهمت بذلك، على غرار سجناء عرسال الـ 300 المتهمين جميعهم بقتال الجيش، إضافة الى 60 سجينا من بلدة بحنين.

وتشير المعلومات الى ان قيادات امنية وسياسية عملت على خط سجن رومية ومع اللجان المنتدبة عن الموقوفين، حيث تم اقناعهم بان قانون العفو العام بالصيغة المتفق عليها سيصدر قبل الانتخابات، وترافق ذلك بحسب متابعين لهذا الملف، مع ضغوط مورست على الموقوفين لا سيما خلال اضرابهم عن الطعام، حيث كانوا يُحرمون في بعض الايام من المياه التي كانوا يشربونها، فضلا عن ترك بعض الاشخاص المغمى عليهم بسبب نقص التغذية لوقت قبل نقلهم للعلاج.

هذه الضغوط والوعود، دفعت الموقوفين الى تعليق اضرابهم، من دون ان يطلبوا من اهاليهم فك الاعتصامات، وهو ما يفسره البعض على انه عدم ثقة منهم بالوعد الذي تلقوه من الرئيس الحريري ومن المسؤولين في السلطة، لا سيما ان معلومات تحدثت عن انزعاج قوى السلطة من تحركات الاهالي وتحول خيمهم الى ملتقى للمرشحين، لاطلاق المواقف المناهضة لها، عشية الانتخابات، حيث يتبدى الخوف من انعكاسات ذلك على اصوات الناخبين لا سيما في المناطق السنية.

 

Post Author: SafirAlChamal