من سيكون الرابح: جبران باسيل أم خصومه؟… مرسال الترس

لم يعد مستغربا تسابق مختلف الأفرقاء في التصويب على رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي ارتفع التداول باسمه بشكل لم يسبقه ربما الاّ القلائل في العهود الرئاسية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.

فالرجل شاء معظم اللبنانيين أو أبوا هو الابن المدلل لعهد الرئيس العماد ميشال عون باعتباره زوجاً لاحدى كريماته، فتمسك به وزيراً طوال الوقت وأفسح أمامه الطريق لترؤس التيار الذي أسسه. فهل سيستطيع باسيل مفاجأة خصومه في تكوين كتلة برلمانية وازنة في الانتخابات النيابية المقبلة، أم أن خصومه سيفاجئوه وينجحوا في تحجيم التيار البرتقالي الذي سجل أعلى رقم كتكتل نيابي في تاريخ الاحزاب المسيحية منذ الاستقلال؟

الجميع يعرف أن الخطوة الاولى على طريق تحقيق الانتصار هو في تمكنه من تحقيق أعلى رقم للاصوات التفضيلية في دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية البترون، الكورة، بشري وزغرتا والتي باتت تُعرف بدائرة ″الانتخابات الرئاسية″.

التقديرات ألاولية لحملة باسيل الانتخابية عممت في أول إنطلاقة لها أن لديه 14 الف صوت في قضاء البترون ما يؤهله ليكون الاول في الدائرة، لكن ماكينة القوات اللبنانية اشارت الى أن قدرته الانتخابية لن تتعدى 11 الف صوت، لتعود ماكينة باسيل وتؤكد أن لديها 10500 صوتا تضمنهم على “القلم والدفتر”. وبالتالي فان الكوادر القريبة منه تؤكد فوزه السهل وعدم قدرة أي من المرشحين على منافسته. بينما هو يسعى الى رفع مستوى الحاصل للائحته في هذه الدائرة الى أثنين أو ثلاثة من خلال تحالفه مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض في زغرتا، وإتكاله على دعم تيار المستقبل للمرشح نقولا غصن في الكورة.

هل تعني هذه الارقام شيئاً للناخب في دائرة الشمال الثالثة؟

منذ بضعة أيام جرى التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخبر تضمن الاشارة الى إستقالة مئات الكادرات من التيار البرتقالي احتجاجا على إبعاد شخصيات ذات وزن فيه عن الترشيحات وبينها عدة نواب، إضافة الى التعبير عن الاستياء من التحالفات التي اجراها التيار في مختلف المناطق اللبنانية والتي تتناقض مع بعضها البعض وتعكس مدى التخبط لدى القيادة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: التحالف مع الجماعة الاسلامية في عكار وصيدا، والتحالف مع جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش) في بيروت الثانية. التحالف مع رئيس المركز الوطني في الشمال  كمال الخير الذي هو أحد ابرز المغالين في قوى 8 آذار في دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والمنية – الضنية، والتحالف مع معوض في زغرتا وهو من صلب مكونات 14 آذار. الى ذلك تم التحالف مع حزب البعث في دائرة بعلبك – الهرمل، ومع الحزب الشيوعي في دائرة صور – الزهراني،  في حين جرى الابتعاد عن مرشحي حزب الله في دائرتي بعلبك – الهرمل وكسروان – جبيل، ناهيك عن الازمة المستعصية مع حركة أمل والرئيس نبيه بري.

في غضون ذلك تتحدث قوى معارضة لباسيل عن مفاجآت غير متوقعة في أكثر من دائرة، وتشير في سرّها الى أن حسابات حقل باسيل لن تطابق حسابات بيادر كل الدوائر، لا بل أن بعض الحقائق ستكون صادمة!

وترى تلك المصادر أنه في حال فشل باسيل في تحقيق ما يصبو اليه ولاسيما عدم تكوين كتلة برلمانية يتطلع اليها، فان أولى النتائج وفق معارضيه ستكون تراجع اسمه عن التداول للانتخابات الرئاسية المقبلة، في حين سيسعى التيار الوطني الحر الى الضغط من اجل احداث تغييرات جذرية في قانون الانتخاب النسبي ولاسيما لجهة الصوت التفضيلي او لجهة اللوائح المغلقة التي تضعها الاحزاب بدون الصوت التفضيلي!

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal