في غمرة الحديث الانتخابي واللهجة العالية التي تطال كرامات غالبية أهل طرابلس وشخصياتها من خلال افتراءات تطال المتحدثين بها قبل اخصامهم، أزعجني هذا ″الغريب″ عن بيئتنا الطرابلسية وان كان من سكان الجوار البترون، والذي يعمل موظفا في احدى الصحف، حيث حاول الافتراء على شخصيات كبيرة من مدينتي طرابلس، وهو أصغر من ان يعرف حجمها والتصاقها بالمجتمع والضمير الطرابلسي بعيدا عن السياسة ″المقرفة″ في لبنان. لا ادري من نصحه بذلك هل هو (مهرج البلاط) وهو يعرف تماما من أقصد، لذلك أريد ان انقل جزءً مما كتبه الاستاذ انطون الخوري طوق عن مدينة طرابلس لعله يتعلم او يعي، قليلا ، كيف يمكن مخاطبة أهل طرابلس وعائلتها.
يقول الاستاذ طوق: ″انها لمفارقة أن نتحدث بهدوء وحنين عن علاقة طرابلس بالجوار في أزمنة الصخب والضجيج والنبرات العالية لتغييب كل ما هو مشترك وحقيقي وأصيل في علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض عبر فرزهم شيعاً ومذاهب وإقطاعات وحصصاً ودساكر، حيث بات الاختلاط بين المختلفين مذهبياً وسياسياً مشروع صدام ونزاع يومي، وربما لأنّنا نعيش في أزمنة الكراهية والانقسام والخوف من الآخر المختلف، بتنا نميل الى كل ما هو رقيق وحقيقي في تاريخنا الاجتماعي والثقافي والى نفض الغبار عن كل ما هو مشترك ونافع في تكوين أنماطنا الحياتية والثقافية المشتركة في مواجهة ثقافة العنف والاقصاء والالغاء″ .
يضيف الاستاذ طوق: ″عندما أتحدث عن طرابلس تعود بي الذاكرة وأنا طفل صغير الى العام 1958 يوم فتحت بشري أبوابها للطرابلسيين إذ لم تبقَ غرفة شاغرة في بشري، فتفتحت عيناي على حاجّة طرابلسية متشحة بالبياض تصلّي قياماً وقعوداً فوق سجادة صغيرة في بيتنا وهو بيت كاهن ماروني مزدان بالصلبان وصور القديسين، كما تفتحت عيناي على وجوه وأسماء عائلات طرابلسية عريقة كانوا جيراناً لنا في الحيّ″.
عذرا استاذ جورج بكاسيني هذا الكلام هو الذي يدخل قلوب الطرابلسيين وليس الافتراء والتطاول على قامات وطنية واسلامية في مدينة طرابلس أمثال الرئيس نجيب ميقاتي والدكتور محمد نديم الجسر وغيرهم، اذا كُنتُم انتم أيها المثقفون تتحدثون مثل بعض الغوغائيين واولاد الشوارع، فلا عتب عليكم بعد اليوم، اذا قررتم ذلك، وفي حال اردتم المنافسة الشريفة دون افتراء او تحريض فاهلا وسهلا بك في مدينتي طرابلس فنحن اصحاب الدار وانطون طوق الماروني ابن بشري هو صاحب الدار، وانت بكلامك وإفتراءاتك ″الغريب″.
