نقمة مسيحية على الحريري في طرابلس… غسان ريفي

تتنامى نقمة المسيحيين في طرابلس على الرئيس سعد الحريري الذي تجاوز حضورهم التاريخي في المدينة ودورهم الرائد في إغناء الحياة السياسية والاجتماعية، وأصرّ على تهميشهم الى حدود الالغاء، بترشيح شخصيتين مسيحيتين مارونية وأرثوذكسية من خارج الفيحاء على لائحة ″المستقبل للشمال″ التي ستخوض الانتخابات في الدائرة الثانية شمالا التي تضم طرابلس، المنية والضنية.

تكاد لا تخلو جلسة للعائلات المسيحية في طرابلس من دون إنتقاد الرئيس الحريري وتعاطيه الفوقي مع مسيحيي المدينة، حيث يرى كثير منهم أن تصرف زعيم ″المستقبل″ لم يكن له أي مبرر، وأنه لا يحق له مصادرة قرار المسيحيين وفرض مرشحين عليهم من خارج نسيجهم الاجتماعي الطرابلسي، وعدم مشاورتهم في هذا الأمر، أو الوقوف على رأيهم خصوصا أن كثيرا من المسيحيين الطرابلسيين من الموارنة والأرثوذكس تقدموا بترشيحاتهم، لكن الحريري لم يحرك ساكنا تجاههم، وآثر ترشيح جورج بكاسيني ماروني من البترون، ونعمه محفوض أرثوذكسي من عكار.

يردد بعض المسيحيين في طرابلس بناء على معلومات وصلتهم، أن ″أحد المؤثرين في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الحريري، وخلال تشكيل اللوائح والبحث في المقعدين الماروني والأرثوذكسي في المدينة، طرح مرشحيّن من خارجها، وعندما سئل عن ردة فعل المسيحيين في طرابلس، أجاب: ″ليش في مسيحيين في طرابلس″، وأصر على إقتراحه الذي أخذ طريقه نحو التنفيذ.

ما يثير نقمة المسيحيين في طرابلس هو أن الرئيس الحريري ومنذ إنتخابات عام 2005 يسعى الى تهميشهم من خلال إسقاط إبن الشوف إلياس عطالله عليهم بالباراشوت ليحل نائبا عن المقعد الماروني، وفي العام 2009 أرضى الكتائب على حساب موارنة طرابلس بتسمية النائب سامر سعادة من البترون، وبدل أن يتراجع الحريري عن الخطأ والذي يعتبر فضيلة، إرتكب في العام 2018 خطأ أكبر عندما إستقدم المرشحيّن الماروني والأرثوذكسي من خارج طرابلس، ليثير حفيظة الأرثوذكس بشكل خاص، كونهم يملكون حضورا متميزا في طرابلس والميناء، سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا، وتربويا وأكاديميا، والمتمسكون بمقعدهم الراسخ في المدينة منذ إعلان دولة لبنان الكبير، والذي تعاقبت عليه شخصيات أرثوذكسية وازنة ومن عائلات عريقة ومتجذرة كان لها حضورها وتأثيرها السياسيين من النائب يعقوب نحاس، وجبران نحاس، وفؤاد البرط، وموريس فاضل، الى سليم حبيب، وكذلك موريس فاضل، ونجله روبير فاضل.

وما يزيد الطين بلة لدى مسيحيي طرابلس هو أن الرئيس الحريري كان بوسعه أن يرشح نعمه محفوض على لائحته في عكار التي تضم مقعدين أرثوذكسيين، وأن لا يستفز الأرثوذكس الى هذه الدرجة باصراره على ترشيحه في مدينتهم، الأمر الذي يرى فيه المسيحيون تناقضا بين كلام الحريري الذي يؤكد في كل مناسبة سعيه للحفاظ على تنوع طرابلس وإنفتاحها وتثبيت الوجود المسيحي فيها، وبين الواقع الذي يمعن فيه الحريري في إلغاء المسيحيين، ومنعهم من تمثيل مدينتهم والوصول الى الندوة البرلمانية.

ويسأل هؤلاء: من المستفيد من دفع مسيحيي طرابلس الى الشعور بكل هذا الظلم؟، وهل باتت الشخصيات الارثوذكسية في طرابلس والميناء قاصرة عن القيام بدورها لكي يتم التعاطي معها بهذا الاستخفاف؟.

تشير المعلومات الى بعض المسيحيين المنتمين الى تيار المستقبل في طرابلس والميناء عبروا عن إستيائهم وغضبهم من هذا التصرف، وأن بعض هؤلاء عزفوا عن المشاركة في الماكينة الانتخابية إحتجاجا على ذلك.

وتضيف هذه المعلومات: إن مجموعات مسيحية أرثوذكسية دعت الى مقاطعة لائحة المستقبل للشمال التي لم تحترم الوجود المسيحي في طرابلس، والى التركيز على دعم المسيحيين الطرابلسيين للتأكيد للحريري ومن معه بأن مسيحيي طرابلس والميناء موجودين وحاضرين ومؤثرين، وقادرين في الاستحقاق الانتخابي على رد الصاع صاعين.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal