ماكينات اي من المرشحين للانتخابات تعمل في سوريا؟… عمر ابراهيم

كثر الحديث مؤخرا عن أصوات الناخبين المقيمين في سوريا او الذين ″تمون″ عليهم الاجهزة الرسمية هناك، وكثرت معها التحليلات والتأويلات وتقاذف الإتهامات بين هذا الفريق او ذاك، في محاولة لابعاد ″التهمة″ لا سيما في محافظة الشمال حيث يتصدر عنوان العداء لسوريا على ما عداه من عناوين إنمائية أو معيشية أو اقتصادية.

ومع كل استحقاق انتخابي يعود التركيز سلبا على ″الناخب السوري″ باعتبار ان كل من يقيم في سوريا او تربطه علاقة سابقة او حالية مع النظام السوري، هو صوت انتخابي يتحرك وفق املاءات او اوامر النظام هناك، لا سيما الناخبين العلويين، الذين وعلى الرغم من وجود العديد من المرشحين لديهم في الدائرتين الاولى والثانية في الشمال واعلان معظم هؤلاء استقلاليتهم وحياديتهم وانتمائهم الى محيطهم، الا انهم يبقون عرضة للاستهداف الدائم من الخصوم على قاعدة “اما معنا او علينا”، فيصبح المرشح العلوي خارج لوائح ″المستقبل″ عميلا للنظام السوري وحزب الله، ومن كان تحت العباءة ″الزرقاء″ فهو وطني بامتياز، ولو كان سجله حافلا بالتعاون والتنسيق مع النظام في سوريا.

حملات الاستهداف هذه والتخوين لا تقتصر على ابناء الطائفة العلوية، فقد بدأت تطال مرشحين من مذاهب اخرى، وان كانت في معظم الاحيان تفتقر الى المصداقية الا انه مجرد طرح اسم مرشح والاشارة الى علاقته مع حزب الله والنظام السوري، تدور الماكينات الاعلامية وتبدأ بنسج الروايات والقصص وفبركة الصور والاخبار، ليتحول هذا المرشح المستهدف في موقع الدفاع عن النفس.

ومع ذلك لا يمكن اغفال دور الناخب السوري، ومدى تاثيره خصوصا في ظل القانون النسبي، وذلك اذا اخذنا بعين الاعتبار عدد الناخبين اللبنانيين المقيمين في سوريا او الذين ينتمون الى احزاب تؤيد النظام هناك، وهؤلاء كان لهم الصوت المؤثر في انتخابات عام 2009 حيث رجحت الاصوات العلوية في طرابلس كفة النائب محمد الصفدي بعد حصوله على حصة الاسد منها.

لا يملك أحد معلومات دقيقة عن عدد تلك الاصوات التي ما تزال تتحرك وفق القرار السوري، لكنها وفق متابعين لا يستهان بها، وهي باتت اليوم ضمن اهتمامات المرشحين الموالين والمعارضين للنظام، الذين يسعون الى ضمان الحصول عليها بشتى الوسائل، ابتداء من طرابلس، حيث تتضارب المعلومات حول من سيفوز من اللوائح بأفضلية هذه الاصوات، بين لائحة الوزير فيصل كرامي ولائحة رئيس المركز الوطني كمال الخير، فضلا عن لائحة “الخرزة الزرقاء”، التي يتردد عن سعي النائب الصفدي الى تأمين اكبر قدر ممكن من اصوات العلويين للائحة وأحد المرشحين فيها.

اما في عكار فان الامر لا يقتصر على المرشحين العلويين، بل تعدى ذلك الى المرشحين السنة، حيث ترددت معلومات عن منافسة قوية بين بعض المرشحين للحصول على اصوات الناخبين المحسوبين على النظام السوري، وهي تدور تحديدا بين المرشحين وجيه البعريني، محمد يحي، ومرشح الخرزة الرزقاء محمد سليمان.

وتشير معلومات الى توجه مندوبين لهؤلاء المرشحين الى الداخل السوري وانشاء ماكينات لهم لتأمين نقل الناخبين بعد الحصول على موافقة من النظام، لضمان الحصول على اصوات هؤلاء في سوريا وبالنسبة للذين ما زالوا يتحركون في لبنان بناء لطلب من سوريا.

وتضيف المعلومات: انه من الطبيعي ان يتحرك المرشح وجيه البعريني ومعه محمد يحي وهما في لائحتين منفصلتين على خط هؤلاء الناخبين، لكن من المستغرب ان يقوم بذلك المرشح محمد سليمان الذي ينضوي في لائحة المستقبل التي يقود من فيها حربا شعواء على النظام السوري ويخوّنون كل من يتعامل معه ويتهمون خصومهم بأنهم يراهنون على الصوت السوري.

Post Author: SafirAlChamal