إنتخابات عكار: وعود وتهميش.. ودعم مناطق أخرى على حسابها … أحمد الحسن

لا يختلف اثنان على ان عكار من اكثر المحافظات اللبنانية تهميشا وحرمانا على المستوى الانمائي، وهي رغم ما تمتلكه من مقومات وقدرات بشرية، لم تحظ يوما باهتمام الدولة على نحو يساهم في تطويرها وانعاش اقتصادها القائم على الزراعة وعلى وظائف الدولة لا سيما في السلك العسكري.

هي عكار برغم الحرمان الذي تعانيه، تتحول في الانتخابات الى قبلة للسياسيين فتحصد منهم الوعود العرقوبية، وتنتظر الوفاء بها من دورة انتخابية الى اخرى، ولا يقف الامر عند ذلك بل أن أحداً من المسؤولين لا يعطي عكار قدرها الوطني كونها تدفع دائما الفاتورة الأغلى في الدفاع عن لبنان، وتقدم لذلك أبناء في المؤسسة العسكرية.

المنافسة الانتخابية تشتد في هذه المحافظة التي يتنافس فيها ست لوائح سياسية ومدنية، وهي بدأت تترجم شكلا بالانتشار الكثيف للصور واللافتات على طول الطرقات وبشكل عشوائي مستبيحةً الاملاك العامة لصالح المرشحين، أما في المضمون فتترجم هذه المنافسة إتهامات وتخوين بين معظم اللوائح التي يصول مرشحوها ويجولون في مختلف القرى والبلدات العكارية سعيا وراء الصوت التفضيلي، كما أن هذه المنافسة تتركز ضمن اللائحة الواحدة، في ظل القانون الذي يفرق بين الأب وإبنه، والأخ وأخيه.

يمكن القول أن كثيرا من المواطنين قد سئموا الانتخابات ووعودها، في ظل غياب المشاريع الانمائية في عكار وتأمين فرص العمل لشبابها، حيث بات هؤلاء على قناعة بأن الانتخابات والمشاركة فيها لم تعد تجدي نفعاً كونها لن تغير من الواقع المأساوي الذي تعيشه عكار، الأمر الذي يضع القيادات السياسية المعنية أمام مسؤولياتها، خصوصاً في ظل تهديد البعض بمقاطعة الانتخابات، ما يمكن أن يؤثر على نسب التصويت التي في حال إنخفضت فإنها ستؤثر سلبا على التيارات السياسية التي تعتمد في معاركها على الجو العام العكاري.

ويلاحظ كثير من أبناء عكار أن ثمة محافظات محظية تحصل على كل أنواع المشاريع والدعم والخدمات الاقتصادية والسياحية والثقافية والاجتماعية على حساب عكار التي إنتظرت تسع سنوات ولم تحصل إلا على النذر اليسير من حقوقها، بينما المناطق الأخرى تكاد تصاب بتخمة من حضور الدولة الانمائي فيها، وخصوصا ما حصل مؤخراً على صعيد قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، بتخصيص 12 مليار ليرة لمرفأ عين المريسة الذي يضم عددا قليلا جدا من الصيادين، من دون أن يخصص أي مبلغ لمرفأ العبدة الذي يعتاش منه اكثر من  1200 عائلة ويحتضن 300 مركبا، الأمر الذي يجسد الحرمان في تلك المنطقة لا سيما أن مرفأ العبدة يعاني الأمرين ويحتاج الى عمليات تأهيل سريعة لحماية الصيادين ولقمة عيشهم.

ويرى هؤلاء أن هناك قضايا وملفات عالقة في عكار تحتاج الى معالجة سريعة، وهي رهن بالمشاركة العكارية في هذا الاستحقاق الانتخابي، فهل يترجم العكاريون غضبهم على غياب الانماء في صناديق الاقتراع، أم تنجح التيارات السياسية في تخديرهم مجدداً بوعود لا تسمن ولا تغني من إنماء.

Post Author: SafirAlChamal