ما الذي جمع مصباح الأحدب مع الجماعة الاسلامية؟… غسان ريفي

يستعد النائب السابق مصباح الأحدب لاعلان لائحة ″القرار المستقل″ عند الخامسة من بعد عصر يوم السبت المقبل في فندق ″كواليتي إن″ والتي شكلها بالتحالف مع الجماعة الاسلامية لخوض الانتخابات النيابية في الدائرة الثانية شمالا التي تضم (طرابلس، المنية والضنية).

برأي الكثيرين أن لا شيء يجمع بين الأحدب والجماعة، خصوصا أن الطرفين لديهما توجهين مختلفين تماما، فالأول علماني متحرر والثاني إسلامي ملتزم، إلا أن القانون الانتخابي الذي تخاض الانتخابات على أساسه، والحصار الذي فرض على الجماعة خلال تشكيل اللوائح دفع قيادتها الى القيام بتحالفات غريبة وغير مسبوقة، بدءا من التحالف مع التيار الوطني الحر في صيدا ـ جزين، وجبل لبنان وعكار، وصولا الى التحالف مع الأحدب في طرابلس.

لم يكن أمام الجماعة الاسلامية في طرابلس سوى خيار من إثنين فإما الانسحاب من خوض المعركة في هذه الدائرة، أو اللجوء الى تحالف الفرصة الأخيرة مع الأحدب، وذلك بعدما أقفلت كل اللوائح السياسية الأخرى في وجهها، وفشلت كل المساعي في إنضمامها الى لائحة “المجتمع المدني المستقل”، أو الى تحالف “كلنا وطني”، فكان القرار باكمال المشوار الانتخابي مع الأحدب بعد التفتيش عن بعض القواسم المشتركة التي تجمع بينهما برغم الاختلاف.

تشير المعطيات الى أن الأحدب والجماعة إنطلقا من أنهما كانا سويا في قوى 14 آذار، وأنهما واجها محاولات التهميش السياسي من قبل الرئيس سعد الحريري على حد سواء، وأن الفريقين تجمعهما المواقف المنتقدة لسياسة الحريري لا سيما في التنازلات التي يقدمها وفي توريط الطائفة السنية بمغامرات غير محسوبة النتائج، وتجمعهما أيضا المواقف الداعمة للشعب السوري، والدفاع عن قضية الموقوفين الاسلاميين، ورفض حرمان وإهمال طرابلس وتحويل أهلها الى مجموعات مقاتلة عندما تدعو الحاجة والى مجموعات ناخبة في الاستحقاقات الانتخابية، والأهم من ذلك كله، هو أن الجماعة وقعت على وثيقة المبادرة السنية التي أطلقها الأحدب مع مجموعة من الناشطين السياسيين في لبنان ووقعت عليها كل القوى والتيارات السنية باستثناء تيار المسقبل الذي رفض التوقيع.

أمام هذا الواقع وجد الطرفان أن الذي يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما، خصوصا أن من يستطيع أن يتحالف مع التيار الوطني الحر في ثلاث دوائر، لم يعد يصعب عليه التحالف مع أي طرف سياسي لبناني آخر.

ترى مصادر متابعة لتحالف الأحدب والجماعة، أن هذا التحالف يجسّد التعددية السنية، ويرفض الفرز بين مكونات هذه الطائفة، لافتة الى أن الرئيس سعد الحريري يحاول إختصار السنة بشخصه، ويعقد إتفاقات سرية، والسنة هم الذين يدفعون الثمن مع مناطقهم، وتؤكد هذه المصادر أن التحاف هو سياسي إنتخابي كل من مكانه وبما يمثل، فلن يدخل مصباح الأحدب الى الجماعة ولن تتحول الجماعة الى مصباح الأحدب، وهذا أمر بالغ الايجابية إنتخابيا حيث لكل من الطرفين شارعه وجمهوره وبالتالي فإن أحدا لن يأكل من صحن الآخر.

وتشير هذه المصادر الى أن إتفاقا عقد بين الأحدب والجماعة على مواجهة المظلومية السنية في لبنان، وأن يكون للائحة القرار المستقل خطابا يتوجه الى الطوائف الاخرى، خصوصا في طرابلس على الصعيد العلوي، وعلى مستوى تفعيل الوجود المسيحي، لأنه لا يجوز أن تبقى المراكز المسيحية في طرابلس تقدم هدايا للحلفاء والأصدقاء.

من جهته يقول مصباح الأحدب لـسفير الشمال: نحن نخوض معركة مواجهة لأن هناك محاولات لتغييبنا وإقصائنا، فالجماعة واجهت فيتو غير مسبوق، وأنا أيضا تعرضت لـفيتو مماثل، وتعاملوا معي وكأني غير موجود، لذلك نحن كسرنا هذا الفيتو، وإعتبرنا أننا كقوة محلية من الطبيعي أن نمد أيدينا الى الجماعة التي أحيي شجاعتها على مضيها في هذه المعركة، ولأنها تجاوزت مسألة أننا نختلف فكريا، لكننا في النهاية من بيئة واحدة نعيش المعاناة ذاتها، وبالتالي لا مانع من أن نمد أيدينا الى بعضنا البعض للتحالف.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal