الكتائب والقوات.. تحالف حدّ السكين؟… مرسال الترس

ثمة إجماع على ان العلاقة بين حزبيّ الكتائب والقوات اللبنانية ينطبق عليها مقولة: ″خلاف التوجه وتحالف المصلحة″ كما هي الحال بالنسبة للعديد من التحالفات التي تكونت تحضيراً للانتخابات النيابية في السادس من آيار المقبل. الاّ أن ما بين الحزبين منذ إنبثاق الثاني من الأول في مطلع الثمانينات لم يُسجل مثله بين أيٍ من طرفين في تاريخ السياسة اللبنانية.

فـالكتائب لا يمكن أن ينسى المخاض العسير الذي رافق انطلاق القوات من رحم نفوذه العسكري، والذي أدّى الى سحب البساط من تحت أقدام سطوته على المناطق التي كانت تسمى مسيحية بحجة حمايتها، ولم يكن ذلك بشكل عابر وإنما رافقته ولادة قيصرية، استُهلت بأخذ دور الكتائب تدريجياً نتيجة اندفاعة القائد بشير نجل رئيس حزب الكتائب آنذاك بيار الجميل الجد المؤسس، وعدم قدرة أحد من الكوادر أو القادة الميدانيين على الوقوف بوجه قراراته.

و”الكتائب” لا يمكن أن يتجاهل توجه بشير لإقصاء الوجود العسكري لـحراس الارز والتنظيم ونمور الاحرار ومحاولة تطويع المرده وكل ذلك تحت عنوان توحيد البندقية المسيحية للنجاح في حماية الوجود المسيحي في لبنان من التمدد الفلسطيني واليساري في حين أن الاهداف كانت ترتبط في الوصول الى قصر بعبدا، وهو ما حصل بعد الاجتياح الاسرائيلي وسقوط العاصمة بيروت تحت الاحتلال.

وبعد تبدد هذا المشروع تصاعدت وتيرة التأزم في العلاقة بين الطرفين حين تبدلت الوجوه في قيادة القوات أكثر من مرة الى أن استقرت الامرة لأحد قادة فصائل الشمال سمير جعجع، فاضطر رئيس الجمهورية المنتهية ولايته أمين الجميل الى نفي نفسه قسراً خارج البلاد في العام 1988.

واستمرت العلاقة على زغل بالرغم من دخول جعجع الى السجن لان الكتائب كانت تعتبر، أن من قصم ظهر وجودها القوي والمتمدد في المجتمع المسيحي، هي القوات المنبثقة من رحمها.

وبعد مد وجزر كبيرين، لاحظ المتابعون على هامش الانتخابات النسبية الحالية أن الحزبين قد اتجها الى بضعة تحالفات محدودة شملت دوائر بيروت الأولى،زحلة والشمال الثالثة للعمل على دعم حواصلهما الانتخابية والسعي لمواجهة الخصوم. في وقت يؤكد فيه المراقبون أن تحالف الحزبين بهذه الطريقة سيكون فاشلاً ولن يؤدي الى أية نتيجة ايجابية إذا لم يتوصلا الى تحالف جدي يفضي الى انسحاب مرشح أحدهما للآخر. وبالتالي فان التحالف الآني المبني على مصلحة محصورة سيكون كمن يسير على حد السكين، وسيؤدي في مرحلة الانتخابات الى خسارة أكثر من موقع كما سيؤدي آجلاً أم عاجلاً الى فراق لن تبقى تداعياته محصورة بالجانب السياسي.

Post Author: SafirAlChamal