قائد الجيش والنمط الجديد في القيادة… عبد الفتاح خطاب

منذ تعيين العماد جوزف عون قائداً للجيش، بدأت تظهر تباشير نمط جديد في القيادة، عبر إصدار تعاميم  وإجراءات متعددة.

على سبيل المثال لا الحصر فقد شجّع العماد عون تجربة تطويع العسكريين الإناث في المؤسسة العسكرية، إيماناً من الجيش بتكافؤ الفرص والمساواة بين جميع المواطنين، ومشاركتهم معاً في مسيرة نهوض الوطن والدفاع عنه. وشدّد على أهمية دور المرأة في الجيش، خصوصاً في الوحدات الإدارية واللوجستية والطبيّة، لافتاً في هذا الإطار إلى أدائها المميّز ومواجهتها الأخطار من دون تردد ضمن الشرطة العسكرية، ما أسهم في تأمين الدعم وتسهيل عمل الوحدات القتالية.

وفي بادرة فريدة، أصدر قائد الجيش تعميماً لكل الأمهات من العسكريات بمنحهنّ مأذونية يوم عطلة بمناسبة عيد الأم.

وفي لفتة إنسانية وتقديرية من العماد عون الذي يثق بكفاءة ضباطه وعناصره، فقد عيّن عميدا مُقعداً في منصب قائد لواء الدعم. والعميد حسن عبدالله مُقعد على كرسي متحرّك بسبب إصابة حرب وله قدرات كما بقيّة رفاق السلاح، ويستحق أن يكون بالموقع المناسب أيضاً، فجاء قرار قائد الجيش تقديراً له ولكفاءته، ورسالة منه بأن الإرادة أقوى من الإصابة.

وفي خطوة عملية لترييح الكادر العسكري المُتخم بعمداء من دون وظيفة فعلية، أصدر قائد الجيش مذكرة إدارية تقضي بفتح مجال للضباط برتبة عميد بتقديم استقالاتهم بناء على حوافز تقضي بالإستمرار في الحصول على جميع التقديمات الممنوحة لهم (منح دراسية، قسائم محروقات، قروض مدعومة، هاتف ثابت، سيارة مع سائق) وذلك حتى بلوغهم سن التقاعد أي 58 عاماً. وقد قدّم 61 عميداً استقالتهم للإستفادة من هذه الحوافز.

ولا ننسى الموقف المُشرف للعماد عون يوم قاطع اجتماعاً لرؤساء أركان مجموعة من الدول نظمته الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن في تشرين الاول 2017، وذلك احتجاجاً على مشاركة الجنرال غادي أيزنكوت رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الإحتلال الإسرائيلي، وجاء موقفه خلافا لرؤساء أركان بعض الدول العربية وكبار الضباط الذين حضروا الإجتماع!

وبعد انتشار صورة لاحد العسكريين في الجيش اللبناني وهو يقوم بسقي امراة تعاني من اعاقة جسدية بطريقة لفتت انظار المارة واشاعت اجواءً ايجابية على مواقع التواصل الاجتماعي لما حمله هذا العسكري من تقدير للقيمة الانسانية لكل المواطنين على حد سواء، قام قائد الجيش بإستدعاء العسكري المذكور واستقبله مهنئاً اياه على اخلاقه النبيلة وتصرفه الانساني الجميل.

من هذا المنطلق، نتمنى على قائد الجيش، أن يُشدّد على جميع قطاعات ومرافق ومؤسسات الجيش، ضرورة التعامل بمساواة تامّة وعدل مُطلق مع اللبنانيين كافة، وعلى وجه الخصوص مخابرات الجيش والمحكمة العسكرية، تفاديا لشعور أي فئة لبنانية بالغبن أو الإستهداف، ومنعاً لزرع بذور الشك والشقاق بين هذه الفئة وبين حُماة الوطن وسياجه.

Post Author: SafirAlChamal