هل يفاجىء أشرف ريفي تيار المستقبل في انتخابات 2018؟… عبد الكافي الصمد

كشف الوزير السابق أشرف ريفي، بعد طول انتظار، عن حجم المفاجأة غير السّارة التي يحضّرها لتيار المستقبل في الإنتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل، بعدما أظهر قوة إنتخابية في إعلان لائحتين مدعومتين منه في عكار وبيروت، يومي السبت والأحد على التوالي، بانتظار ما يمكن أن يظهره اليوم الإثنين من ″عضلات″ إنتخابية وشعبية خلال إعلان لائحته في طرابلس.

حتى أيام قليلة كانت أخبار وشائعات كثيرة تتحدث عن أن حجم ريفي الإنتخابي والشعبي، وبالتالي السياسي، قد تقلص إلى حدود دنيا، وأنه بات غير قادر على تأليف لوائح في الدوائر التي تحدث عنها سابقاً، بما فيها دائرة الشمال الثانية، حيث مسقط رأسه ونفوذه الرئيسي، والتي تضم طرابلس والمنية ـ الضنية.

وخلال هذه الأيام، التي بدأت منذ اليوم الأول لانطلاق السباق الإنتخابي مع قيام المرشحين بتقديم أوراقهم في وزارة الداخلية، تعرّض ريفي لحصار سياسي وإعلامي وأمني كبير، وانسحب كثير من المرشحين الذين كانوا يعدّون العدّة ليكونوا في عداد لوائحه، بعد ضغوط وعروض ترغيب وترهيب تعرضوا لها، كان من أبرزهم نائب عكار خالد ضاهر، إلى حدّ جعل كثيرين يطرحون أسئلة حول إنْ كان ريفي ما يزال قادراً على تأليف ولو لائحة واحدة أم لا.

لكن ريفي الذي كان يحضّر أوراقه جيداً، فاجأ الجميع خلال المهرجانين اللذين أقامهما في عكار وبيروت لإعلان لائحتين مدعومتين منه، سواء من حيث الحشد الشعبي الكبير الذي تجمع لا سيما في عكار، أو من حيث حدّة الخطاب السياسي الذي وجهه إلى تيار المستقبل، الذي بدأ يعيد الكثير من حساباته تحسباً لما لا تحمد عقباه من نتائج مفاجئة قد تخرج بها صناديق الإقتراع.

ومن استمع إلى ريفي وهو يتحدث في عكار وبيروت، يدرك أنه أصاب من تيار المستقبل مقتلاً، لأنه ضرب على الوتر الحساس الذي ضرب عليه التيار الأزرق في انتخابات 2005 و2009، واستطاع من خلاله التسلل إلى عقول وقلوب الناخبين، وأن يحصد كتلة نيابية هي الأكبر في المجلس النيابي.

هذا الوتر الحساس يتمثل في رفع سقف خطابه وحدّته ضد حزب الله وسوريا، وكذلك والحرمان والفقر، وتراجع عنه تيار المستقبل في الآونة الأخيرة، إنما من غير أن يعيد معه الجمهور الذي أخذه بعيداً في خطابه منذ عام 2005.

هذا المشهد السياسي الذي بدأ يرتسم تدريجياً مع بدء العد العكسي للإنتخابات، جعلت ريفي خصماً لتيار المستقبل في الساحة السنّية، مع خصوم آخرين على رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي، والجماعة الإسلامية، والقوى السنّية في فريق 8 آذار، وشخصيات مستقلة، ما يجعل من المفاجآت غير السارة التي تنتظر تيار المستقبل في استحقاق 6 أيار المقبل عديدة، ومحل ترقّب على كلّ المستويات.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal