مبروك لكم…″موازنة″ مصالحكم… مرسال الترس

تتكشف للمواطن اللبناني يوماً بعد آخر الحقائق حول مدى قدرة الطواقم الحاكمة من سياسيين ووزراء ونواب على إدارة أمور الدولة من منظار مصالحهم التي تبقى فوق كل اعتبار، والاّ ما هي الدوافع الحقيقية التي تجعلهم يوصلون الليل بالنهار لمدة خمسة عشر يوماً متتالية، من أجل إنجاز موازنة سيدخلون بها كتاب غينيس للارقام القياسية، كما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حين أن بعض النواب قد عمدوا الى كشف المستور عن هذه الموازنة المليئة بالثغرات التي تدينها، وتدين من هيّأ لها الظروف للظهور في هذه الفترة القياسية.

فما هي التداعيات التي أملت سلق تظهير الموازنة بهذه السرعة، وبمادة وحيدة فقط كما كان يحصل إبان فترة الحرب والظروف القاهرة كما كانوا يسمونها، في حين أنها من المفترض ان تكون بخدمة المواطن ولصالحه؟

يقول المسؤولون: إنه كان يجب إقرار الموازنة قبل المؤتمر المقرر في باريس الشهر المقبل للاستثمار في لبنان بعدة مليارات، في حين يؤكد الخبراء الماليون أن ما سيترتب على لبنان من وراء مؤتمر ( cedre 1) سيكون باهظاً جداً لجهة تفاقم أزمة الدين العام، إذ أنه علينا ان نتبين خلفيات هذا الدعم الذي يقدمه الغرب لنا وظروفه فهو أي الغرب لم يعودنا على دعمنا من أجل عيوننا السود، ففي العادة كان يدعم لبنان من أجل تمرير صفقة توطين الفلسطينيين مثلاً!

يتبجح المسؤولون أنهم قد خفضوا الموازنة بنسبة عشرين بالمئة، في حين يلفت الخبراء المختصون الى أن الفذلكات ستنفق أكثر من ذلك بكثير، وأن المؤتمرات الدولية الداعمة لا تسعى وراء التخفيض الشكلي، بل أن ما يلفت نظرها هو وضع الخطط الاصلاحية، والسعي الجدي لوقف الهدر والفساد والسمسرات التي لا تشبهنا بها حتى أسوأ دول العالم الثالث عشر.

يدّعي المسؤولون أنهم يسعون الى تنفيذ عشرات لا بل مئات المشاريع الانمائية في مختلف المناطق اللبنانية، ولكن المراقبين والمتابعين يلفتون الى من جرب المجّرب كان عقله مخرباً ومن فشل في تنفيذ بضعة مشاريع خلال سنوات، لن يستطيع تنفيذ عشرات منها خلال أشهر. وكل ما يجري لا يعدو كونه ذراً للرماد في عيون المواطنين قبيل انتخابات نيابية يعرفون انها قد تعريهم وتظهرهم على حقيقتهم، ولكنهم يسعون الى تغطية السموات بالقباوات.

المواطن اللبناني لا يطلب سوى لقمة غير مغمسة بالعتمة والنفايات والوعود الطنانة والرنانة، فهو يحفظهم عن ظهر قلب وهو يطنّش عنهم لحين يوم الانتخاب في السادس من آيار. فما ظهر من خلال الموازنة لا يحقق سوى مصالح المسؤولين، والاّ فليعرضوا لهذا المواطن ماذا قدموا له عبرها من مشاريع تحقق تطلعاته الاجتماعية والصحية والتربوية والمعيشية التي ما تزال منذ سنوات وعقود وعوداً انتخابية بوعود انتخابية وها هي الأزمات تتفاقم من النفايات…الى الكهرباء وهم يدورون في حلقاتهم المفرغة.  

Post Author: SafirAlChamal