طرابلس: الانتخابات تنعش الوضع الاقتصادي.. وجنوح نحو الانتقام… عمر ابراهيم

تعتبر الانتخابات النيابية ″موسما للخير″ لا يتكرر إلا كل اربع سنوات في الايام العادية، لذلك يسعى الجميع للاستفادة من هذا الموسم الذي يحمل غلة وفيرة يعمل المواطنون من مختلف القطاعات على تقاسمها والتنعم بها، لاسيما ان الانتخابات هذه المرة تأتي بعد تسع سنوات بسبب التمديد للمجلس النيابي ثلاث مرات، الامر الذي جعل بعض المواطنين يفكرون بابتزاز المرشحين والنواب الذين غابوا عنهم طوال هذه الفترة الى حدود الانتقام.

طرابلس التي شهدت خلال الاعوام الماضية ركودا اقتصاديا غير طبيعي ارخى بظلاله على كل مرافقها، اضافة الى حركة خجولة جدا في عمليات البيع والشراء استفاقت، مع دخول الموسم الانتخابي، من غيبوبتها وبدأت تنفض عنها غبار هذا الجمود الذي لم تفلح في تحريكه كل الاعياد والمناسبات المختلفة التي مرت على مدار تلك الاعوام.

ولا شك انه في هذا الموسم الذي يتيح فرص عمل كثيرة للشبان الذين يعانون من ازمة البطالة، الكل يسعى الى قطف الثمار والعمل بجد ونشاط ودون كلل لتحقيق اكبر قدر ممكن من الربح المالي الذي يأتي من جراء الحملات الانتخابية والدعائية والترويج للمرشحين الذين كلما ازداد عددهم اتسعت رقعة المستفيدين من المواطنين.

والمدينة المقبلة على معركة انتخابية، تعيش هذه الايام حركة اقتصادية وتجارية وان كانت خجولة نوعا ما لكن الامال ان تتطور، و تطال شريحة واسعة من المواطنين العاملين في مختلف القطاعات بدءا من المطابع من اجل انهاء اكبر عدد ممكن من الصور لتسليمها لأصحابها المرشحين في الوقت المحدد، ليتمكن متعهدو تعليق الصور من انجاز عملهم بالسرعة اللازمة وتعليقها على الجدران قبل ان يتعذر ايجاد مكان لها.. مرورا بتجار الاخشاب الذين تشهد مستودعاتهم حركة مقبولة، لشراء كميات من الالواح الخشبية واخذها لأصحاب محلات النشارة ليصار الى تقطيعها على مقاسات مختلفة تتناسب وصور المرشحين.. وصولا الى تجار الكراسي ومؤجريها الذين يزوّدون المكاتب الانتخابية وساحات المهرجانات بآلاف الكراسي ويجنون من جراء ذلك ارباحا طائلة حيث يصل سعر الكرسي الواحد الى نحو خمسة الاف ليرة وما فوق وحسب حجم المرشح.

هذا بالاضافة الى تجار المواد اللاصقة واصحاب السيارات العمومية، ومحطات البنزين واستديوهات التصوير ومكاتب تصوير المستندات والخطاطين، وكذلك العمال والمفاتيح الانتخابية واصحاب محلات الكهرباء وغيرهم من الذين ينتظرون هذا الموسم لتحسين اوضاعهم المادية والمعيشية.

ويمكن القول إن كل ذلك ينعكس ايجابا على مدينة طرابلس وحركتها الاقتصادية التي يمكن القول انها بدأت بالتحسن لتوافر السيولة في ايدي المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية، وهو ربما ما جعل ” التذمر” من الوضع المعيشي يتراجع نوعا ما، وهناك من اعتبر ان الانتخابات قد تسهم في تخفيف الضغط المعيشي على المواطنين المقبلين مباشرة بعد فرز صناديق الاقتراع على شهر رمضان وبعده العيد، لذلك هناك من يعمل على تأمين الزوادة خصوصا ان معظم المرشحين سيختفون بعد الانتخابات وحتى الفائزين منهم، باستثناء الجمعيات والمؤسسات التي تعمل على مدار السنة بغض النظر عن  موسم الانتخابات، من خلال مستوصفاتها وتقديماتها المتواصلة من مساعدات وخدمات وإعاشات وألبسة للعيد، ومنح مدرسية وجامعية، وترميم أسواق ومساجد، الامر الذي دفع احد المواطنين الى القول: هيدول جايين يدفعوا شوية مصاري ويختفوا.. خلونا مع يلي باقي معنا، في أشارة الى عمليات دفع الاموال التي بدأت وسوف تتوقف بعد الانتخابات، حيث يقفل معظم النواب أبوابهم حتى على تقديم الدواء والاستشفاء .

Post Author: SafirAlChamal